يحتوي كتاب المؤلف إسرائيل شاحاك ، على مجموعة من المقالات ترجع إلى بداية ومنتصف التسعينات ، حيث يقدم بعض الرؤى البالغة الأهمية ، وهو يقوم على افتراض أن المهم ليس ما تقوله إسرائيل للرأي العام العالمي أو الشعارات التي ترددها أبواق الدعاية الأمريكية ولكن المهم هو ما يقوله الزعماء الإسرائيليون في وسائل الإعلام العبرية وخاصة وجهات نظر المعلقين ذوي الصلة الوثيقة بالحكومة (مثل زئيف شيف ) ، وهناك جانب هام في هذا الكتاب لا يعالج السياسة النووية الإسرائيلية في حد ذاتها ولكنه يتحدث عن كيفية نظر صُنّاع السياسة الإسرائيلية إلى الدور الذي يلعبه السلاح النووي في تحقيق الهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط ، وتتضح هذه السياسة على نحو لا لبس فيه من خلال كتاب شيمون بيريز « نظام جديد» للشرق الأوسط حيث تحاول إسرائيل إقناع الدول الموالية للغرب بان تستظل بالمظلة النووية لإسرائيل وتحطيم الحواجز التي تعوق هيمنتها واختراقها لأسواق هذه الدول. وربما يكون أهم فصلين في هذا الكتاب هما الفصلان الأخيران اللذان يتحدثان عن اتفاقيات أوسلو ، ويشير شاحاك إلى تصريحات رابين والمعلقين البارزين في الصحافة العبرية ليثبت أن اتفاقيات أوسلو هي مجرد تجسيد للأيديولوجية الصهيونية لحزب العمل، فالفلسطينيون محبوسون في قطاعات معزولة تحيط بها المستوطنات ومصادرة الأراضي في تصاعد مستمر وكذلك إنشاء طرق« لليهود فقط» ( ربما أبرزها ذلك الطريق الذي يمر بمستوطنة نتساريم ) ، و92% من أراضي إسرائيل قبل 1967و70% على الأقل من أراضي الضفة الغربية وجزء هام من قطاع غزة عبارة عن «أرض للدولة » تدار بواسطة الصندوق القومي اليهودي ، ويمكن شراؤها وتأجيرها وتمليكها لليهود فقط ، وقطاع كبير من أراضي الصندوق القومي اليهودي في الأراضي المحتلة غير مستخدم ومع ذلك ليس هناك أي بادرة لإعادة أي جزء منه إلى الفلسطينيين أو السلطة الفلسطينية ، وهدف إسرائيل من ذلك ، كما يقول شاحاك ، هو جعل الفلسطينيين في حالة دائمة من البؤس والفقر كما هو الحال في دول أخرى بالعالم العربي. ويعرب شاحاك في كتابه «أسرار مفتوحة» عن قلقه العميق من حيازة إسرائيل لأسلحة نووية ويخشى على السكان العرب الأبرياء من أن يصبحوا ضحايا لأسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية.
المؤلف : Israel Shahak, Edward Said الناشر : Pluto Press |