Sunday 7th July,200210874العددالأحد 26 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بعد 55 عاماً في عالم الأعمال والتجارة بعد 55 عاماً في عالم الأعمال والتجارة
سليمان العليان يترجل من رحلته الطويلة نحو النجاح

فقد المجتمع الاقتصادي في المملكة أحد أبرز أعلام الاقتصاد والأعمال وابنا باراً من أبناء هذه الأرض الطيبة، وهو الشيخ سليمان الصالح العليان، مؤسس مجموعة العليان وبانيها وقائد مسيرتها عبر 55 عاماً والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء يوم الخميس 4/7/2002م الموافق فجر يوم الجمعة 24/4/1423هـ الموافق 5/7/2002م في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية حيث كان يمضي فترة علاج ونقاهة.
ولد الشيخ سليمان العليان في عنيزة بالمملكة العربية السعودية في عام 1918م ونشأ فيها قبل أن ينتقل إلى البحرين لتلقي علومه الدراسية. وفي عام 1937م التحق بالعمل في شركة أرامكو ثم تدرج في عدة أعمال إلى أن أصبح نائباً أعلى للعلاقات الحكومية.
وفي عام 1947م ترك الشيخ سليمان العليان العمل في أرامكو ليؤسس شركة المقاولات العامة، أولى شركات مجموعة العليان، والتي تولت أعمال نقل في مشروع أنابيب خط التابلاين الذي كانت تنفذه شركة بكتل الأمريكية لحساب أرامكو، ومنذ ذلك الحين تأسست علاقة خاصة ربطت بين مجموعة العليان وشركة بكتل توجت بإنشاء شركة بكتل العربية السعودية، وهي شركة سعودية مشتركة في ملكيتها بين مجموعة العليان وشركة بكتل العالمية، والتي قامت بأضخم المشاريع الهندسية والتخطيطية والإنشائية في المملكة العربية السعودية، من بينها تأسيس مدينة الجبيل الصناعية ومطار الملك خالد في الرياض إلى غير ذلك من مشاريع أخرى.
هذا وقد كان للشيخ سليمان العليان دور ريادي متميز في قطاع الأعمال في المملكة العربية السعودية، ففي أوائل الخمسينات الميلادية شارك الشيخ سليمان العليان بدور قيادي في تأسيس شركات الكهرباء، كما أسس أول شركة وطنية للغاز، وهي شركة الغاز الأهلية التي أصبحت فيما بعد أكبر موزع للغاز البروبالين المسال في الشرق الأوسط.
وفي عام 1954م أسس الشيخ سليمان العليان شركة التجارة العومية، وهي الشركة التي تولت نشاط توزيع السلع الاستهلاكية والغذائية في المملكة والتي حظيت بتمثيل عدد كبير من وكالات الشركات الصناعية مثل جنرال فودز وكمبرلي كلارك وبلزبوري وغيرها.. وفي العام نفسه أسس الشيخ سليمان العليان أول شركة تأمين في المنطقة وهي شركة المشاريع العربية المحدودة التي أصبحت فيما بعد من كبرى شركات التأمين في الشرق الأوسط.
أما في أواخر الخمسينات الميلادية، ومع بداية العقد الثاني من نشاطه التجاري، فقد انطلق الشيخ سليمان العليان إلى آفاق الأعمال العالمية، حيث أسس في عام 1958م فرعاً لشركة المقاولات العامة في المنطقة المحايدة بين الكويت والمملكة العربية السعودية.. ليتم افتتاح فرعها الآخر في بيروت في عام 1959م. بعد ذلك بسنتين أسست مجموعة العليان فرعاً في جزر الآنتيلز الهولندية يتولى إدارة استثمارات المجموعة في أسواق المال الأوربية والأمريكية.
وفي فترة الستينات والسبعينات الميلادية - برع الشيخ سليمان العليان في الربط بين مصادر التقنية الأجنبية واحتياجات الاقتصاد الوطني السعودي وتولى تأسيس مجموعة من الشركات بالتعاون مع عدد من رجال الأعمال السعوديين في قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات المصرفية ومنها شركات لإنتاج الألومنيوم والبلاستيك والحديد والمياه الصحية والخرسانة وغيرها لتكون هذه الشركات في مجملها شركات رائدة في القطاعات التي تعمل بها.
هذا وقد شهدت مرحلة الستينات حصول مجموعة العليان على عدد من الوكالات التجارية مثل وكالة شركة كمنز للمولدات الكهربائية وشاحنات كنوورث ومعدات أطلس كوبكو وغيرها. ليأتي عام 1969م حيث كانت مجموعة العليان أول من أنشأ مصنعاً للمناديل الورقية في المنطقة بترخيص من شركة مرموقة في هذه الصناعة وهي شركة كمبرلي كلارك العالمية،. وقد كانت هناك العديد من المشاريع الاستثمارية المشتركة بين مجموعة العليان وعدد من الشركات العالمية التي حولت نشاطاتها التجارية إلى استثمارات صناعية في المملكة وكان من ضمن هذه الشركات على سبيل المثال لا الحصر شركة كولجيت بالموليف وشركة جنرال فودز وشركة هوتا ماكي الفنلندية وغيرها.
وفي عام 1969م ايضا ادخل الشيخ سليمان العليان الى المملكة العربية السعودية مفهوم الشركات القابضة حين اسس شركة العليان المالية لتتولى ادارة نشاط مجموعة العليان في المملكة العربية السعودية والشرق الاوسط.
كما اسس في عام 1972م مؤسسة كمبيترول لتتولى ادارة استثمارات المجموعة في الخارج، وفي عام 1975م تم تأسيس شركة العليان السعودية الاستثمارية لتتولى ادارة استثمارات مجموعة العليان في اسواق المال السعودية، كما اسس في عام 1977م شركة العليان السعودية القابضة المعنية بالاشراف على نشاط المجموعة في مجال التجارة والتسويق والصناعات الخفيفة.
اما في فترة الثمانينات الميلادية فقد شهدت مجموعة العليان نقلة نوعية في مجال نشاطها في المملكة العربية السعودية حيث تم تأسيس وتطوير مجموعة جديدة من الاستثمارات والعلاقات التجارية الهامة، وكان من بين الشركات المتعاونة مع المجموعة شركة باكستر الامريكية في مجال التجهيزات الطبية وبرجر كنج في مجال الاغذية الخفيفة وشركة المرطبات العالمية كوكا كولا وشركة ديسكون الباكستانية ونستله وسكانيا السويدية للشاحنات وتوشيبا وزيروكس وغيرها من الاسماء العالمية اللامعة.
وبالاضافة الى اسهاماته العريضة في الاقتصاد الوطني عن طريق استثمارات مجموعة العليان ومنتجاتها، كان الشيخ/ سليمان العليان رائدا من رواد العمل الخيري والتطوعي في خدمة القضايا الاقتصادية والاجتماعية العامة، فلقد كان الشيخ/ سليمان العليان واحدا من اوائل رجال الاعمال السعوديين الذين شاركوا في عضوية جمعية الخطوط الجوية العربية السعودية وذلك طوال ستة عشر عاماً امتدت من عام 1965م الى 1981م، كما كان الشيخ/ سليمان العليان رئيسا مؤسسا لمجلس ادارة البنك السعودي البريطاني من عام 1978م وحتى عام 1989م ثم اصبح في ما بعد عضوا في مجلس ادارته لاكثر من عشر سنوات لاحقة. وفي عام 1980م اصبح الشيخ/ سليمان العليان عضوا في مجلس ادارة شركة موبيل الامريكية فكان بذلك اول عضو غير امريكي في ذلك المجلس واول سعودي يشارك في عضوية مجلس ادارة شركة امريكية.
يضاف الى ذلك عدد من المناصب التي تقلدها الشيخ/ سليمان العليان حيث كان رئيسا لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية خلال الفترة من عام 1984م وحتى عام 1987م.. ونائبا لرئيس مجلس الادارة في اول مجلس تولى تأسيس جمعية الاطفال المعاقين خلال الفترة من عام 1981م وحتى عام 1989م.. كما تولى رئاسة مجلس ادارة البنك السعودي الاسباني في اول مجلس للبنك وكان ذلك في الفترة من عام 1979م وحتى عام 1984م، وعضوا في مجلس ادارة بنك كريديه سويس فيرست بوسطن المتحد في زيورخ ما بين عام 1988م الى 1995م كما اصبح عضوا في المجلس الاعلى لشركة ارامكو السعودية في عام 1989م.
وبالاضافة الى نشاطه الاجتماعي والخيري في تأسيس جمعية الاطفال المعاقين التي كان له في انشائها ودعمها دور متميز، فلقد ساهم الشيخ/ سليمان العليان عن طريق مؤسسة سليمان العليان الخيرية في تقديم الدعم الى عشرات الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية وفي انشاء مجمعين تعليميين في كل من الرياض وعنيزة ودعم الاحتياجات الانسانية والطبية والتعليمية لعدد كبير من الهيئات والمؤسسات العربية والاسلامية مع الحرص الدائم على ان تكون نشاطات مجموعة العليان الخيرية بعيدة عن الاضواء وقريبة من مواطن الحاجة كلما امكن ذلك.
وعند الحديث عن الجوائز والاوسمة فقد حصل الشيخ/ سليمان العليان على عدد وافر منها يأتي على رأس القائمة الوسام الاعظم من درجة الاستحقاق من جلالة ملك اسبانيا في عام 1984م ووسام القيادة الفروسية من القسم المدني من درجة التميز الفريد للامبراطورية البريطانية «KBE» من جلالة ملكة بريطانيا في عام 1987م ووسام قائد من الدرجة الاولى من المقام الملكي لقائمة النجم القطب من جلال ملك السويد في عام 1988 وميدالية الشرف من الغرفة التجارة الصناعية في مدريد في عام 1985م وجائزة الانجاز المتواصل في الاعمال البنكية والمالية من منظمة المصرفيين العرب لامريكا الشمالية عام 1992م وميدالية الجامعة الامريكية في بيروت عام 2000م، الى جانب التكريم الذي حظي به من الغرفة التجارية الصناعية في الرياض على يد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وذلك في عام 2001م.
وللشيخ سليمان العليان ابن واحد هو خالد سليمان العليان وثلاث بنات..
كما يعد من أثرى أثرياء العرب حيث صنف كثالث الأثريات العرب بعد صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال والشيخ ناصر الخريف حيث سجلت ثروته قرابة 20 مليار ريال.
مقتطفات من حديث صحفي سابق
من الترجمة إلى المقاولات
كنت مرتاحاً في وظيفتي بشركة أرامكو كرئيس لقسم الترجمة، وكان مرتبي عالياً بالقياس إلى مرتبات ذلك الوقت «411 ريالاً سعودياً شهرياً» وأذكر أنه عند طرح مشروع التابلاين، ذهبنا إلى محل اسمه رأس مشعاب، لكي نوضح لبعض الأخوان المقاولين مواصفات المشروع، وفي طريق العودة وجدت نفسي أفكر في المشروع، وكنت قد قرأت عنه في بعض المطبوعات الإنجليزية، وأعرف أهميته، وأعرف أنه كان مرصوداً له مبلغ 25 مليون دولار، وهذه دولارات عام 1940، وخطر لي أنني ما زلت شاباً صغيراً، وليس عندي لا ولد ولا زوجة، كنت ما زلت أعيش مع جدتي، التي كانت بمثابة أمي فهي التي ربتني، وكان كل مصروفنا لا يتجاوز الـ40 أو 50 ريالاً في الشهر، فقلت لماذا لا أخوض التجربة وآخذ مقاولة هذا المشروع؟ وبالفعل تكلمت مع أرامكو فرحبوا، وشجعوني، وباشرت العمل كمستقل، وأخذت أول مناقصة وهي مناقصة تنزيل البضائع، ثم توالت المقاولات الأخرى.. وهكذا.
المليون الأول
وإذا سألت الشيخ العليان عن المليون الأول يجيبك «لا أعرف، بل ولم يخطر في بالي من قبل أن أسأل نفسي عن أول مليون. وعموماً عندما تصبح رجل أعمال ويصير عندك عشرات العمليات الحسابية فإنك تصبح معتمداً بالكامل على المحاسبين، أنت كرجل أعمال لا تعرف كم عندك وكم عليك، وحين تريد أن تعرف فإنك تسأل المحاسب، وليس هناك المحاسب الذي يعطيك قصة صريحة.لكنني أذكر أنه في السنوات الثلاث الأولى من العمل في مشروع التابلاين، كان عندنا حوالي ثلاثة آلاف عامل وموظف، عدد ضخم جداً في ذلك الوقت، ولما انتهى العمل في المشروع عام 1951 وأذكر أن الفائدة لم تكن كما كنا نتوقع، ربما لأنه كان أول مشروع، لكنه شكل بداية وضع مالي سليم، فقد دخلت المشروع وليس عندي شيء، كل ما كان عندي هو بيت في الخبر وأذكر رهنته مقابل ثمانية آلاف ريال احتجتها لأتدبر أمري عندما تسلمت المشروع.
التوسع في المكان والمشاريع
وعن توسع مشاريعه داخل وخارج السعودية يقول الشيخ العليان «في عام 1959 كانت الأعمال في ذلك الوقت قد هدأت بشكل ملموس في السعودية، فاتجهت إلى المنطقة المحايدة وأقمت فيها مشروعاً استوجب بناء مخيم وسكن للعمال وورشات، أي مدينة صغيرة، وكانت الكويت تبعد عن الخبر 10 ساعات، وكانت بيروت مركزاً للمصارف والمستشارين الاقتصاديين، ووجدت أنه طالما اتسع عملنا بين السعودية والكويت فمن الأفضل أن يكون لنا مكتب في بيروت للتنسيق.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved