Sunday 7th July,200210874العددالأحد 26 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حياتهم تحولت إلى جحيم حياتهم تحولت إلى جحيم
العرب في نيويورك يعيشون في حالة حصار مستمر بعد أحداث سبتمبر

  * نيويورك - خدمة الجزيرة الصحفية :
في ركن منعزل بمنطقة بروكلين الشهيرة بمدينة نيويورك تعيش أقلية من المهاجرين العرب بالقرب من شاطئ المحيط الإطلنطي وأغلبهم من اليمن.
كان هؤلاء المهاجرون يحاولون التأقلم مع الحياة بعيدا عن الوطن بأساليبهم الخاصة وبما يتفق مع ظروفهم فأنشأوا نظاما خاصا بهم لنقل الدولارات القليلة إلى ذويهم في مسقط رأسهم وأقاموا نظما خاصة لحل مشكلاتهم دون أن يفكروا في أن يشكلوا تهديدا من أي نوع لأي شخص.
ولكن منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الماضي تحولت حياة هؤلاء المهاجرين العرب إلى ما يشبه الجحيم فأصبحت منازلهم هدفا دائما لمداهمات عناصر الأمن الأمريكية للبحث عن مشتبه في تورطهم في علميات إرهابية وفي كل مرة يأتي عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى هذه المنطقة يتم اعتقال عدد من هؤلاء الأشخاص ليتم الإفراج عن بعضهم أو يتم احتجاز البعض الآخر.
ليس هذا فحسب بل إن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي ممن يجيدون اللغة العربية أصبحوا شبه مقيمين في هذه المنطقة بما يعطي الإحساس بأنهم يحصون على هؤلاء الناس أنفاسهم.
يقول عميرة حبيبي مدير مركز مساندة العائلات العربية نيويورك: إذا كان أي شخص في أمريكا تضرر من هجمات سبتمبر مرة واحدة فنحن تضررنا منها ثلاث مرات مرة لأننا أمريكيون وثانيا لأننا مسلمون وثالثا لأننا يمنيون.
وقبل أيام اعتقلت أجهزة الأمن الأمريكية 19 شخصا في هذه المنطقة أغلبهم من اليمنيين وفي اليوم التالي خرجت الصحف الأمريكية لتقول انه تم اعتقال عدد كبير من الإرهابيين ولكن هذه الصحف لم تقل الحقيقة كاملة.
فما حدث هو تحطيم الباب على زوجين يعيشان داخل منزلهما في سلام ورجل عجوز صوب عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي بندقية آلية على رأسه أثناء تفتيش منزله وتلك السيدة التي اختفى زوجها منذ شهور بين المعتقلين الذين ألقت السلطات الأمريكية القبض عليهم دون تحديد تهمهم ولا حتى مكان اعتقالهم.
ومن بين المعتقلين الـ 19 صاحب متجر بقالة يسمى سعد المنتصر كان يقوم بمساعدة مواطنيه اليمنيين في تحويل بعض الأموال إلى ذويهم في اليمن بنظام الحوالة وهو نظام تحويل أموال غير رسمي تقول السلطات الأمريكية أن تنظيم القاعدة كان يلجأ إليه لنقل الأموال حول العالم. ووجهت أجهزة الأمن الأمريكية إلى المنتصر تهمة غسيل الأموال ونقل الأموال بطريقة غير شرعية.
من ناحيته يؤكد المنتصر أنه ظل طوال سنوات بقائه في أمريكا يحاول مساعدة المهاجرين العرب على الاندماج في المجتمع الأمريكي وليس الإضرار به.
وقال: إن هؤلاء المهاجرين يلجأون إلى نظام الحوالة لأنهم لا يجيدون اللغة الإنجليزية بالدرجة التي تتيح لهم ملء النماذج التي تطلبها البنوك لتنفيذ مثل هذه المهام كما أن ذويهم قد يكونون في مناطق نائية وقرى بعيدة عن فروع البنوك في حين أن نظام الحوالة يسمح بتوصيل هذه الأموال إلى الأهل في مقر إقامتهم.
ويقول مهاجر يمني آخر يدعى اسماعيل حسن عن سعد المنتصر إنه مواطن صالح قد يكون هذا الرجل يعمل بطريقة غير قانونية تماما وقد يكون لديه بعض الوثائق التي يحتاج إليها المهاجرون للحصول على الإقامة لكنه يفعل كل ذلك لمساعدة هؤلاء المهاجرين وأن كان يحصل منهم على مقابل بسيط لكنه بالتأكيد لم يتورط في أي أنشطة إجرامية.
ويقول عميرة حبيبي انه في الوقت الذي بدأ باقي أمريكا نسيان آثار هجمات الحادي عشر من سبتمبر بالتدريج فالناس في هذا الجزء الصغير من نيويورك يشعرون بصورة متزايدة بأنهم يعيشون تحت الحصار.
ويؤكد المهاجرون العرب في نيويورك أن أي عربي مطالب بحمل جواز سفره طوال الوقت حتى إذا كان يحمل الجنسية الأمريكية لأنه معرض للايقاف في أي لحظة من جانب رجال الأمن الأمريكية بسبب ملامحه العربية.
كما أن أي عربي يعتزم السفر إلى بلاده قد لا يتمكن من حمل أي هدايا معه خاصة إذا كانت هذه الهدايا لعب أطفال تعمل بالبطارية لأنه في هذه الحالة سيحتاج إلى مجهود ووقت كبيرين حتى يقنع رجال الأمن الأمريكيين في المطار أنها مجرد لعبة أطفال وليست قنبلة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved