Sunday 7th July,200210874العددالأحد 26 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ببغائية المشاعر ببغائية المشاعر
ماما ساعديني!!
تهاني بنت عبدالكريم المنقور

ذات مساء يضج بأنين النور.. كتبت مهرة عنيدة بلغة الحزن الباكي، الباحث عن وميض أمل صغير..
«آه..
يوم جديد.. وإحباط جديد..
لا أريد أن أذهب!! لا أريد أن أفشل!! إني أحاول.. وأحاول ولكن لا فائدة..
لماذا يتكلمون كلاماً أسمعه ولا أصل لمعناه..!؟ماذا أفعل هل سأستمر على هذا الوضع..؟!
إني أجلس في الحلقة وأحاول أن أردد كلماتهم ولكن.. لا فائدة!! والكتابة..لماذا أنا لا أستطيع التحكم بقلمي..؟! أهو يعصيني.. أم يهزأ بي!! كل أصحابي يعرفون الرقم «3» وأنا أتوقف عند الرقم «1» إنهم يعرفون الأحرف.. يعرفون كيف يكتبون الحرف «ش» إلا أنا لا أعرف؟! ما أجمل ألوان ريم.. وكم رائع دفتر نوف!! ولكن لماذا أحس بالغصة تملأ حلقي.. لماذا لا أحس بالانتماء لهذا الفصل؟!
أريدهم..
أحبهم..
ولكن لا أفهمهم..!!
ماما حبيبتي..
ماذا بي؟! هل أنا فاشلة؟!
ماما.. إنها الحقيقة التي حاولت تجاهلها.. أو على الأقل لم تنتبهي لها!! نعم، إني لا أستطيع أن أكون كما تريدين..!! لأني لست كما تتوقعين!!
فالغربة تملأ روحي!!
والفشل يحاصر كل محاولاتي!!
ماما..أنت الوحيدة التي أستطيع أن أصارحها..وأبكي على صدرها!! أرجوك..لا تتعامي عن وضعي، ومدى يديك وقبلهما عقلك.. وساعديني!!
ماما..ضعيني في موطني حتى أستطيع التواصل مع من يفهمني!! وترجع لي قناعاتي بذاتي!! إن الله ابتلاني..فيجب أن تتقبليني.. كي أرضى عن نفسي..
أنت مني.. أنت بوصلتي..
ماما.. لا أدري مابي!! إني أعيش أصغر من عمري..!! عقلي أصغر من أصحابي.. وعمري مثل عمرهم!! لماذا؟؟ ما هذا الذي بي؟؟
ماما أرجوك انتبهي لحالتي.. تعرّفي على مشكلتي..تفهّمي تصرفاتي!! ارضَيْ بالقدر كي أتقبل نفسي.. فإن لم ترضى عن إعاقتي فلن أكون إلا شكل كائن حي.. ولا أكثر!!
أنت أملي بعد الله.. سفينتي فأنقذيني أرجوك!!» وصمتت تلك المهرة التي امتلكت مساحات من الصراخ بداخلها...!! تريد أن تصل إلى الأعماق..فرسالة طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة كفيلة بأن تحرك مشاعر كل من يمتلك ذات الموطن الجميل المدعو بالمشاعر.. والذي يشمل كل عمليات البحث والوعي والإدراك لكل ماهو في صالح ذاك «المعاق»..
الأمل المعلق على سند الحياة!!
** فالأم..والأب..هما ذاك السند الذي يستند عليه طفلهما من ذوي الاحتياجات الخاصة.. هما أول الخطوات لمستقبل أفضل لابنهما بحيث كلما كان الوعي والادراك اوسع وكلما كان البحث عن مستجدات الوضع الخاص الذي يعيشون في بلورته وتوافقها مع وضعهم كان الاستعداد لعملية التأهيل أسرع وأقوى..!!
* ثقافات المجتمعات تختلف من خلال نظرتهم الموجهة إلى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.. فهناك من تكون نظرتهم للمعاق على أساس أنه إنسان منجز.. إنسان معجزة!! وبالتالي يكون للوالدين الأثر الواضح في رقي ابنهما!! وعلى الضد هناك من المجتمعات من تكون نظرتهم دونية بحيث إن ذلك المعاق إنسان فاشل.. لا هدف منه ولا من ورائه!! وتلك النظرة الدونية تؤثر على علاقة الوالدين بالطفل المعاق.. إذا كأنا ممن يملكون التبعية في المجتمع اما إذا كان الوالدان من الأشخاص الذين يمتلكون الوعي والإدراك الذي يجعلهم يتجاهلون تلك النظرة السلبية ويسعون لصالح ابنهم فالمجتمع ينظر لهم نظرة المتمرد على قوانينه وقاعدته الأساسية!!
* من هنا..
ومن هناك..
لابد لكل أم.. وأب.. بين ايديهما طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يسعيا أولاً لتنقية أفكارهما من كل شوائب المجتمع، وخرافاته!! وأن يسعيا بكل طاقات العالم للبحث عن الموقع المناسب لكينونة ابنهما!! وألا يرهقا ذاته الصغيرة بعمليات أكبر من حجمه الذي وهبه الله له!!
فهناك من أطفال ذوي الاحتياج الخاص من يمتلكون من البراعة والتفوق أكبر من أي شخص لأنهم وجدوا في بيئة مناسبة!! وهناك من يمتلكونها لكن لم توظف توظيفاً سليماً..!!
- أول الخطوات في مخططك أن تحددي مشكلة طفلك وتدركيها وأن تتقبليها بكل سعة صدر..
بعدها يأتي دور التعامل معه وكيفية التواصل بالشكل المتناسب مع حالته.. بعد ذلك تأتي العملية التأهيلية الخاضعة لبرنامج يتناسب مع قدرات طفلك وحالته.. وهنا لم ينته دورك ليأتي دور المركز التأهيلي.. بالعكس زاد حجم دورك ليسير معه بنفس الخطى الثابتة نحو الأفضل!!
نقطة فاصلة!!
- التأهيل هنا في بلادي الآن بدأ يسير بخطوات سريعة نحو الأمام.. نحو الأفضل ومع ذلك ورغم كل تلك الخطوات والإنجازات في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أننا لا نزال في الخطوة الاولى..
** نحتاج من الجهات المسؤولة عن ذوي الاحتياجات الخاصة ألا تقتصر العملية التوعوية بذوي الاحتياجات الخاصة على المختصين والمعنيين بالأمر.. بل تتعدى ذلك لتشمل جميع شرائح المجتمع..ولنبدأ بالتعليم العام أولئك الأطفال اللبنة الاساسية للمجتمع.. حتى من خلالهم نكون جيلاً واعياً ومدركاً.. بالإضافة إلى أن يتم التركيز بشكل أكثر علي الدمج الاجتماعي أكثر من الاكاديمي لأنه ما يحتاجه «ذوو الاحتياج الخاص».. لدينا دمج اجتماعي لكنه يحتاج لتوعية أفضل ولأساس أقوى.
** كما نحتاج من الجهات المسؤولة أن تكثف عملية الرقابة على مراكز القطاع الخاص وخصوصاً أن كثيراً من تلك المراكز كان الهدف منها عاطفياً أو ربحياً مما يؤثر على العملية التأهيلية المقدمة للطفل من ذوي الاحتياج الخاص وهنا يأتي دور الرقابة المفاجئة لمتابعة سير العمل وطرق تنفيذ العملية التأهيلية من خلال مختصين في المجال ذاته.. وألا تدخل أي علاقات إنسانية في تلك الرقابة.. وأن تتم تلك الرقابة على المراكز جميعها سواء اكانت نسائية أم غيرها.. لأن هؤلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة أمانة في أعناق المجتمع بأسره..!!
لا أنفي وجود الرقابة..بل أتمنى أن تتم بشكل مكثف وفعال وبعيد عن أي علاقات وأن تكون بشكل دوري وفترات غير بعيدة.. لأنها تكشف السلبيات والإخفاقات لدى تلك المراكز.. وتكشف مدى فاعلية العاملين بها وتمكنهم من تخصصاتهم بالشكل التأهيلي السليم..!!
* هناك من الندوات والدورات التي يقيمها القطاع الخاص المسؤول عن العمليات التأهيلية وورش العمل التي تستفيد منها أولاً الأسرة من أجل صالح ذوي الاحتياج الخاص.. تكون برسوم لا تتناسب مع ذوي الدخل الضعيف.. فكيف لمثل تلك الأسر أن تستفيد وترتقي بابنها..؟! من المسؤول عن هذا؟؟ أعلم أن هناك من المسؤولين المتابعين لتلك الندوات وغيرها.
وعلى علم بالرسوم.. لكن انظر يا واضع تلك الرسوم لها بعين «ذوي الدخل المحدود أو الضعيف» ولا تنظر لها بعينك أنت أيها المقتدر.. وانظر إلى الفرق!!!
ولا نزال في الخطوة الأولى!!
لا تبكي أمي..
لأني معاق!!
لا تحزن أبي..
لأني عاجز!!
فقط ابحثا عن موطني..
لأثبت أن المعاق..
مفخرة الوطن!!!
لأثبت أن المعاق..
إنجاز الأمم!!
لأثبت أن كلمة معاق..
تعني..«بطل..حقق نصراً!!»
وسام الشكر إلى:
* نادي المدينة المنورة الأدبي..
* نادي طويق بالزلفي..
على ما أتحفاني به من إصدارات وشكر..

للتواصل/ص.ب 56951 الرياض 11564
email:

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved