Saturday 6th July,200210873العددالسبت 25 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف يفكر الإسرائيليون؟ كيف يفكر الإسرائيليون؟

انتحار إسرائيلي
في جريدة «معريف» وتحت عنوان: «أعراض الفشل الديموقراطي» حث الكاتب «بن درور يميني» الشعب الإسرائيلي على الإفاقة من حالة السلبية التي هو عليها، وعلى التنبه للمخاطر التي تمثلها سياسة رئيس الوزراء، ارئيل شارون، حيث قال: «أحيانا علينا أن نسأل أنفسنا ما الذي يجب بعد أن يحدث، تبا، من أجل أن يستيقظ هذا الشعب، من أجل أن يدرك أنه آخذ في التدهور، وأنه يسير مثل قطيع الأغنام إلى الذبح، من أجل أن يفهم أنه لا يمكن، ببساطة لا يمكن ، الاستمرار في تأييد من يتحمل معظم مسؤولية أننا آخذون في الغرق، إن التاريخ السياسي لا يعرف حالات مشوهة إلى هذا الحد، وخطرة بشكل خاص، كلما ساء فيها الوضع، تزايد فيها التأييد لمن يقودنا من فشل سياسي إلى فشل اجتماعي وأمني واقتصادي، لا يوجد مجال واحد تستطيع فيه هذه الحكومة الإشارة إلى إنجاز ما، وكلما ازداد رئيس هذه الحكومة سوءا، كلما أخذ التأييد له في التزايد.
صحيح، أنه يوجد ألف ذريعة وذريعة، في البداية كان ذلك إيهود باراك، بعد ذلك كان عرفات، بعد ذلك جاءت التفجيرات الرهيبة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد ذلك كان عرفات مرة أخرى، كلهم مهتمون بالفوضى الأمنية وبالتدهور الاقتصادي، كلهم، أما الحكومة بالتحديد، فلا، إذا كان الأمر يتعلق بجمهور يؤيد معظمه الخط الذي يقوده رئيس الحكومة فليكن كذلك، لكن الوضع ليس بهذا النحو، على العكس، فهناك بين المؤيدين للزعيم، الذي يقود مسيرة انتحار، أغلبية تؤيد طريقا مختلفا للغاية، والأغلبية متزنة، الأغلبية بالذات لا تنطلي عليها بشارات مسحاء الكذب، من عينة ضربة عسكرية واحدة وينتهي الأمر، الأغلبية موجودة في مكان ما في الوسط، لكن هذه الأغلبية وياللعجب تمنح عجلة القيادة لحكومة تهوي بإسرائيل من سيئ إلى أسوأ.
واستطرد الكاتب يقول: «إن آرئيل شارون ليست لديه رؤية، وليست لديه بشارة ولا حتى خطة، إنه يرقص على أنغام رجال «حماس» و«الجهاد»، وربما أيضا «عرفات»، إنهم يريدون دورة من التفجيرات، التي تؤدي إلى ردود فعل (إسرائيلية) غير حكيمة، والتي تخلق بدورها المزيد من الاستشهاديين، الذين يجرون ردا صهيونيا ملائما جديدا في شكل المزيد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، والتي توجب تعبئة المزيد من أفراد الاحتياط، التي تسبب مزيدا من الاستنزاف القومي، والمزيد من الميزانية للشؤون العسكرية، التي تؤدي إلى مزيد من التقليصات في ميزانيات المجتمع والبنى التحتية، وإلى مزيد من الإضرار بالاقتصاد، الذي يؤدي إلى مزيد من العاطلين عن العمل، وفي الخلفية المزيد من العمليات التفجيرية، التي تؤدي إلى الرد من جديد، الذي لا يؤدي إلى أية نتيجة غير المزيد من الإضرار بالاقتصاد، والدم المسفوك واليأس المتزايد، وهكذا دواليك، وكل دورة من التفجيرات المستوطنات تعبئة الاحتياط التقليصات العاطلين عن العمل التفجيرات، تقودنا إلى الهاوية، وهكذا دواليك، إنها رؤية «حماس» بتنفيذ شارون، والجمهور الذي يؤيد شارون هو جمهور يؤيد، في حقيقة الأمر، انتصار الشيخ ياسين، الذي يريد تدمير إسرائيل، أمر محزن، لكن هذا هو الواقع.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: «إن شارون زعيم زئبقي، لا يلتصق به أي شيء».
خطة شارون البائسة
وفي جريدة «هاارتس» وتحت عنوان: «توجد لشارون خطة» عرض الكاتب «زئيف شيف» ما أسماه بخطة «شارون» لحل النزاع مع الفلسطينيين، وهي خطة بائسة كما سنرى: «من قال إن آرئيل شارون ليست لديه خطة سياسية؟ كانت هذه هي الحجة ضده من اللحظة التي انتخب فيها رئيسا للحكومة، وكلما زار واشنطن كان من الممكن سماع الحجة الأمريكية، بأن شارون لم يكن لديه رد على السؤال ما هي خطته للحل بعد أن ينفذ خطواته العسكرية؟ وقد اتضح رويدا رويدا، أن هذه ليست الصورة الحقيقية، صحيح أن شارون لم تكن لديه استراتيجية للخروج من النزاع العسكري، لكن لديه خطة سياسية خاصة به، إنه يحتفظ بها قريبا من صدره، لكن مع مرور الوقت فإنها تتكشف.
والآن، عشية العملية العسكرية الحالية «الطريق الحازم»، فإن تفاصيلها قد تكشفت أكثر من قبل ذلك.
لقد استخلص شارون من فشله في الماضي، وبخاصة من حرب لبنان، بعض الدروس الهامة، فقد امتنع عن الإدلاء بتصريحات لاذعة للغاية ويسارع بالتراجع عنها إذا اقتضى الأمر، وخلافا للماضي، فإنه لا يقول كل ما في قلبه، وإذا كان قد اعتاد في الماضي استفزاز واشنطن، التي كانت ضده، فإنه يبذل الآن كل جهد ممكن من أجل تنسيق المواقف معها وإرضاء الرئيس الأمريكي بقدر الإمكان.
ودرس آخر مهم استخلصه، هو ضرورة الحفاظ على أقصى إجماع قومي بين الشعب، لذلك فعل كل ما هو ممكن من أجل الحفاظ على الائتلاف الحكومي مع حزب العمل.
ومن حين لآخر نراه يكشف خلال النقاشات عن إحدى أوراقه الصلبة، لكنه مستعد للتخلي عنها بشكل تكتيكي إلى أن تحين الفرصة التالية، فما هي التفاصيل الرئيسية في خطة شارون؟
1 لا يريد شارون في ظل الوضع الحالي إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حول الحل الدائم للنزاع، من الجائز أنه لا يؤمن بأن حلا كهذا ممكن.
والتفسير أو الذريعة، هي عدم التفاوض مع من يخوض حربا «إرهابية» ضد إسرائيل.
من الممكن مناقشة مواضيع ثانوية، ولكن ليس الحل الدائم.
2 يجب إرجاء إقامة دولة فلسطينية إلى أقصى مدى زمني ممكن، حتى لو كان الأمر يتعلق بكيان سياسي على منطقة صغيرة.
3 الأمر المهم في نظر شارون هو الإدارة السليمة للأزمة، وليس حلها بسرعة.
4 عدم تفكيك أية مستوطنات، ولا حتى المعزولة منها، وإذا كان وزير الدفاع، بنيامين بن اليعازر، يريد تفكيك بعض البؤرالاستيطانية غير القانونية فليتلهى بذلك.
فالمستوطنون قد أعدوا سلفا من تلقاء ذاتهم جزءا من البؤر الاستيطانية لضرورات الإخلاء حتى يستطيعوا الحفاظ على البؤر الاستيطانية الهامة الأخرى.
5 ينبغي السعي إلى الاستيلاء على مناطق فلسطينية لفترة طويلة، بما في ذلك مناطق (أ) التي خصصت للفلسطينيين في اتفاقيات «أوسلو»، بدلا من «تقصير الخطوط» العسكرية، وبما أن إجراء المفاوضات قد تأجل بسبب الأعمال «الإرهابية»، فإنه ينبغي الاستيلاء على مناطق فلسطينية إلى حين توقف الإرهاب، هكذا قال «شارون» في البداية في بيانه حول هدف عملية «الطريق الحازم».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved