حري الآن بوزارة المعارف أن تفتح مع وزارة الخدمة المدنية ومصلحة التقاعد حواراً طويلاً وموسعاً حول حقوق المعلمات أو الموظفات اللاتي يتوفاهن الله فتسقط حقوقهن وتوأد معهن في ذاكرة النسيان.. فلو كانت المعلمة أو الموظفة «على حياتها» قد استدانت أو التزمت بقروض فإنها لا تهب لأسرتها إرثاً هو تقاعدها الذي تقتطعه مصلحة التقاعد منها شهرياً.. بل إنها ستورث لأسرتها ديوناً لا وسع لها بها وقدكانت «المرحومة» قد استدانت ودخلت في قروض لمصلحة هذه الأسرة وللتوسيع عليهم.. وقد طرح الموضوع أكثر من مرة.. وآخرها ما أبداه سمو ولي العهد الأمين حفظه الله أثناء لقائه برجالات التربية ونسائها.. حيث كان هذا السؤال مثيرا لاستغراب سمو ولي العهد.. وهو ما يجعلنا نحن النساء متفائلات بسرعة النظر في هذا الموضوع وجدية طرحه على طاولة النقاش..
إذ تشعر كل امرأة ان النظرة لها ولحقوقها هي أقل مما تحلم به.. فكيف بجزء من راتبها تستدخله مصلحة التقاعد لها لتصرفه عليها بعد تقاعدها.. تخسره الموظفة تماماً إذا ما كتب الله وتوفيت قبل تقاعدها..؟ ولقد كتبت قبل نحو عام أو أكثر «أم محمد» تلك التي توفاها الله الرابعة فجراً. فجاء أولادها العاشرة صباحاً الى إدارة المدرسة التي عملت فيها أم محمد خمساً وعشرين سنة لكي يقدموا طلب تقاعد بتاريخ يسبق وفاتها بأيام. وكانوا في ذلك ينفذون وصية أمهم.. ولقد تأثرت بهذا الموقف حتى أنني وفي لحظة حرجة مررت بها في ولادة طفلي الأخيرة تمثلتني صورة «أم محمد» ووجدتني أوصي زوجي بألا يترك حقوقي المادية لدى مصلحة التقاعد فهذا من حق أطفالي الذين تركتهم كثيراً من أجل عملي.. وكثير.. كثير من الحكايات التي تمتلئ بها ردهات عمل المرأة المعبأة بالمخاوف والشعور بعدم الانصاف..
* وهي مشاعر قاسية ومريرة تمر بها المرأة في حالة مرضها ومن حقها على الوطن الذي خدمته ومنحته جهدها أن يراعي حقوقها وأن يعاملها وفق ما يتعامل به مع الرجل وتقاعده فكلاهما يعمل ويتعب وكلاهما لهما حق في جهدهما.
وأتوقع خيراً من معالي وزير المعارف د. محمد الرشيد ومعالي نائبه لشؤون تعليم البنات د. خضر القرشي في بحث هذا الأمر جدياً مع الجهات المعنية.
|