* مكة المكرمة واس:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته سبحانه وتعالى في السر والعلن والدعوة إلى توحيد الربوبية والألوهية له دون سواه واستشعار العبودية له. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام ان الله سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه خلق هذا الكون علويه وسفليه ظاهره وباطنه وأودعه من الموجودات الملائكة والإنس والجن والحيوان والنبات والجماد وغيرها من الموجودات التي لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.
وأكد فضيلته ان الله خلق كل ذلك من أجل ان تكون العبودية له وحده دون سواه، ومن أجل ان تعترف هذه الموجودات بربوبيته وتحقق ألوهيته وتقر بفضله واحتياجها وخضوعها له جل شأنه. وبين الشيخ الشريم في خطبته ان تحقيق الربوبية لا يمكن ان يبلغ مكانه الصحيح إلا بتحقيق الطاعة والاستقامة ليكون الدين والحكم لله والدعوة إلى الله كل ذلك يقوم به من جعلهم الله مستخلفين في الأرض مفيدا أن مثل هذا لا يتم لبني الإنسان من بين سائر المخلوقات إلا من خلال قول اللسان والقلب وعمل القلب والجوارح على حد سواء.
وأشار فضيلته إلى أنه لا يتم كمال العبودية على أكمل وجه إلا بتكميل مقام الذل والانقياد مع غاية المحبة لله سبحانه و تعالى وان أكمل الخلق عبودية لله هم أكملهم له ذلا و انقيادا و طاعة مبينا ان العبودية لله هي الدين فالدين عند الله الإسلام مستشهدا بقوله تعالى: {ومّن يّبًتّغٌ غّيًرّ الإسًلامٌ دٌينْا فّلّن يٍقًبّلّ مٌنًهٍ وهٍوّ فٌي الآخٌرّةٌ مٌنّ الخّاسٌرٌينّ} وهذا هو سر خلق الله للخلق وغاية ايجاده لهم. وقال الشيخ الشريم: ان الأجدر بالإنسان ان يكون عابدا طائعا لا عاصيا مقبلا إلى ربه موضحا أن الكثير من المخلوقات لم تعط كثيرا من العناية والعمارة و استخلاف كما أعطي الإنسان ولا كلفت كتكليف ابن آدم بل جعلها الله خادمة مسخرة له بل حتى الملائكة جعلها الله مسخرة لابن آدم فجعل منهم الكتبة عليهم و الدافعين عنهم من معقبات من بين أيديهم ومن خلفهم يحفظونهم من أمر الله ومنهم المسخرون لإرسال الريح والمطر كما جعل الله من أكبر وظائفهم الاستغفار لبني آدم.
| 
