* المدينة المنورة مكتب الجزيرة:
هذه المدينة المباركة التي تضم جسد سيد البشر أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تحتل مكانة عظيمة في قلوبنا جميعاً، وقد كانت قبل الهجرة بؤرة من بؤر الصراع في الجزيرة العربية، وبعد هجرة الرسول إليها وحياته بها ودفنه فيها أصبحت طيبة الطيبة ومهوى الأفئدة، وغدت قلب الأرض، ولها العديد من الأسماء تبلغ «30» اسماً منها «العذراء» لأنها لم تحتل من غاصب ولم يتحكم فيها مستعمر، وكثرة الأسماء التي لها تنبئ عن شرف المسمى.جاء ذلك في الندوة التي أقيمت بمكتبة الملك عبدالعزيز بعنوان «ذكريات من المدينة المنورة» ضمن فعاليات مهرجان المدينة المنورة الخامس، شارك فيها الأستاذ الدكتور أنور ماجد عشقي المشرف العام ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانون، والأستاذ الدكتور عاصم حمدان علي الغامدي أستاذ مشارك بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الملك عبدالعزيز وكلاهما من أبناء المدينة المنورة.
وقدم للندوة الأستاذ الدكتور عبدالله حافظ الذي قال في بداية الندوة «نحمد الله أننا ننتمي إلى طيبة الطيبة وجعل من انتمائنا لها مادة علمية وتاريخية واجتماعية يحلو حولها الحديث ويطيب بها اللقاء، ويوثق الباحثون بمحتواها مؤلفاتهم، والحمد الله الذي جعل للمدينة هذه الظاهرة الثقافية والاقتصادية والتوعوية تتكرر كل عام باسم مهرجان المدينة وما تكرارها إلا لثبوب الشواهد على نجاحها في السنوات السابقة.وبدأ أنور العشقي حديثه بأن المآثر التي تذكرني بأعظم أيام البنوة كثيرة ففي رحاب المدينة المنورة حيث وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر ليرشد العالم إلى طريق الهدى والنور، والتقى الوفود التي دخلت الإسلام في هذا المكان «اسطوانة الوفود».وكانت «المياه» في المدينة المنورة وما كونته من مآثر اجتماعية وقيمية قد احتلت مكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم واهتم حال هجرته بالماء المستعذب، وأراد كسر احتكارها فقال من يشتري لنا «رومة» فبادر عثمان بن عفان رضي الله عنه بشراء هذه البئر فكانت أول الأوقاف بعد المسجد النبوي، أما معاوية بن أبي سفيان فقد أجرى نهراً تحت المدينة المنورة يخترقها من جنوبها إلى شمالها، من العالية إلى الخيوف فيستسقي الناس من المناهل والآبار، وقام خلفاء بني العباس والأتراك بتوسيع «العين الزرقاء» وشعبوها لتصل إلى كل الحارات.وتحدث الدكتور عاصم الغامدي حول ذكرياته في المدينة المنورة في مرحلة الدراسة الأولى وأثر المسجد النبوي والروضة على نفسه منذ أربعين سنة حيث كان يستمع إلى الأذان وأجواء الخشوع والطمأنينة تخيم على سماء المدينة والناس يتسابقون من العينية والساحة والسويقة يستمعون إلى نداء الحق من جامعة الإسلام الأولى.
|