Saturday 6th July,200210873العددالسبت 25 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دفق قلم دفق قلم
أطلقوا كلمة الحق
عبدالرحمن صالح العشماوي

عندما قلتُ في قصيدتي التي وجَّهتها إلى الغرب بعامة، وأمريكا بخاصة بعد أوَّل هجوم عسكري شنَّته القوات الغربية على أفغانستان:


يا عقل أمريكا أَعِرْنا
سَمْعَ المدبِّر للأمور
واخرُج من الأفق المعمَّى
بدخان بائعةِ الخمور
يا عَقْلَ أمريكا تمهَّلْ
لا تمشِ في درب الغرور
كم قوَّةٍ كبرى تلاشت
بالظلم في زمنٍ قصير

تلقَّيت عتاباً من كثيرٍ من الإخوة والأخوات على هذا الهدوء في الخطاب، وهذا النداء للعقل، مع أنَّ أمريكا في نظر هؤلاء العاتبين ، ليس لها عَقْلٌ تحسن به التدبير، ودارت حوارات بيني وبين هؤلاء الإخوة والأخوات أوضحت بها وجهة النظر التي أراها صحيحةً بلاشك ألا وهي أهمية مخاطبة عقلاء الغرب وهم كثيرون لعلهم ينقذون بلادهم من عواقب الظلم الوخيمة، وأكدت للإخوة والأخوات في حينها، أنَّ لأمريكا عقولاً استحقت بها ما وصلت إليه من التطوُّر والتقدُّم العلمي المادي، وأن فيها من عقلاء القوم مَنْ يدرك يقيناً أنَّ هذا التعامل الأمريكي المتعالي المتجاهل للآخرين سيقود هذه البلاد في نهاية المطاف إلى هاوية سحيقة، فما الذي يمنع أن نخاطب أولئك العقلاء؟.
وقصيدتي التي أشرت إليها هنا بعنوان «على شفير الهاوية» تعبيرٌ عن هذه المعاني التي ذكرتها، وتصويرٌ واضحٌ لحالة الظلم الواقعة على المسلمين من هذه الغطرسة الغربية.
أما إنكار وجود «العقل» الواعي المفكِّر الذكي عند أعدائنا، فهو غفلةٌ من المنكر له، وانسياقٌ وراء العاطفة الهوجاء التي تصرف الأنظار أحياناً عن حقائق الأشياء، وذلك لا يفيد أمتنا أبداً.
لقد روى لنا التاريخ مقولة عمر بن الخطاب الشهيرة رضي الله عنه التي تقول: إنَّ لفارس عقولاً استحقُّوا بها ما كانوا فيه من الملك، ولخالد بن الوليد رضي الله عنه عبارات تدلُّ على إعجابه ببعض قوَّاد فارس والروم الذين عرفوا بالشجاعة وحسن التصرُّف في قيادة الجيوش.
وكلُّنا نردِّد ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: رمينا أَرطبون الرُّوم بأَرطبون العرب، يعني بذلك عمرو بن العاص رضي الله عنه.
وفي الأحداث الأخيرة نسمع، ونشاهد، ونقرأ توجيهات وتحذيرات لبعض عقلاء أمريكا وأوروبا، تحذِّر الدول الغربية من تجاهل الحقائق، والاسترسال في التَّعالي وعدم احترام حقوق الآخرين.
صحيحٌ أن «الضَّغط الصهيوني» يهزُّ بعض أولئك العقلاء، ويدفعهم إلى إعادة تفسير أقوالهم، ولكنَّ العبرة بما يجري على ألسنتهم من الحق.
وفي الأيام الأخيرة انطلق صوت العقل من عُقْر دُورهم حيث قال «تيد تيرنر» مؤسس شبكة «سي إن إن»: «الفقر والإحباط والحرمان هي الأسباب الرئيسية للعمليات الانتحارية الفلسطينية» وهي كلمة واضحة في انتقاد الأعمال الصهيونية في فلسطين، وانتقاد السياسة الأمريكية الدَّاعمة بلا حدود ، والمؤيِّدة بلا قيود للكيان الصهيوني الظالم.
وهناك في بريطانيا قالت شيري بلير «زوجة رئيس وزراء بريطانيا»: «الشُبَّان الفلسطينيون لديهم انطباع بأنه لم يعد من أمل في الدفاع عن قضيتهم سواء العمليات الانتحارية»، وهي مقولة مهمة لأنها تعني أنَّ المعتدي على الحق هم اليهود في فلسطين، وقد قامت قيامة اليهود، ورفعوا رشَّاشات إرهابهم في وجه تيرنر وشيري بلير، مما جعل زوجة رئيس وزراء بريطانيا تعيد تركيب عباراتها بما يمتصُّ الغضب اليهودي عليها.
والسؤال هنا، أليس هذا صوت العقل يظهر لنا بين الآونة والأخرى؟.
وهل يليق بنا أنْ ننكره أو نتجاهله ونحن نخوض معركةً نحتاج فيها إلى كل الأسلحة التي تفيد.
إشارة:
يا عقول الغرب الواعية نناديكم قائلين «اطلقوا كلمة الحقِّ من قيودها» إن كنتم تريدون المصلحة لهذا العالم.


عندنا وعدٌ بنصر الله إنَّا
لنرى إشراقَه في كلِّ حينِ

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved