* لقاء:سلطانة بنت سليمان الشمري
بمناسبة فصل الصيف الذي تطول به ساعات النهار مع ما يصاحبها من حرارة مرتفعة وحول ما يصاب بها الأطفال في الوقت الراهن من أمراض ناتجة عن سوءالتغذية وتأثيراتها وكيفية الوقاية منها كان لنا هذا اللقاء مع اختصاصية التغذية بمستشفى اليمامة بالرياض: وداد سميحان حيث سألناها في البداية، ما هي المشكلة التي تواجهك كأخصائية التغذية فقالت: المشكلة التي تواجهني وتواجه كل أخصائيي تغذية هي عدم وعي المجتمع بأمور التغذية فالمريض يتوقع أنه عندما يدخل إلى المستشفى أن يعطى أدوية، أما الغذاء وتنظيمه فيدعه جانباً.وتضيف أن أهم ما يواجه أختصاصي التغذية أيضاً ارتباط المرض بالغذاء وخاصة الفئات الحساسة وهم الأطفال والمراهقون والمسنون، وأغلب الأطفال لدينا يواجهون فقر الدم وهذا راجع لسوء التغذية الذي ساهم به بشكل كبير ما يتناولونه من المأكولات الخفيفة كالبطاطس والتسالي التي تعطى للأطفال.
الترفيه في المطاعم
* كيف ننمي الوعي الغذائي؟
- ان مستوى التعليم له دور كبير في مدى استجابة الناس للتوعية ومراجعتهم لأسلوب حياتهم الغذائية.. وتردف قائلة: إن المطاعم لدينا أصبحت للترفيه فعندما نريد أن نقضي اجازة نهاية الأسبوع فإننا نقضيها في مطعم!
ولا أعفي ربة المنزل من المسؤولية عما يتناوله أفراد عائلتها فالملاحظ في الوقت الراهن أن المطبخ المنزلي أصبح دوره ثانوياً وروتينياً لا يعد به إلا وجبة رب العائلة (الأب) الذي يقتصر به على الأرز واللحم ولا تحاول ربة المنزل أن تعمل بديلاً لهذا الصنف أو ادخال الفاكهة مثلاً لاطفالها أو اعطاؤهم الحليب والزبادي.
ونوهت الاختصاصية وداد بفترة ما بعدالظهيرة التي لم نستغلها الاستغلال الأمثل بالرغم من أنها فترة طويلة لاعطاء الطفل وجبة رابعة تتكون من الفاكهة والألبان، فبعض الأمهات تقدم لطفلها بهذا الوقت مشروبات غازية كالبيبسي وقطع الشوكولاتة والمأكولات الخفيفة المعلبة التي لا تخلو من المكونات الضارة بصحته، ولو اهتمت الأم بهذه الفترة واستغلتها فانها ستكفي نفسها ضرراً كثيراً.
دور الإعلام
* ما دور الإعلام بهذا الخصوص؟
- وسائل الاعلام يجب أن تقوم بدورها التوعوي والارشادي، وأرى أهمية كبيرة لوجود برنامج تلفزيوني يهتم بهذه الناحية المهمة في حياتنا بشكل مكثف على غرار برامج الصباح التي تذاع من تلفزيون المملكة التي هي بالأهمية بمكان ان توجه في الفترة المسائية أيضاً.
* ما دور المدرسة في هذه الناحية؟
- الوعي الغذائي لدى طلاب المدارس ما بين سن 6-12 سنة نسبته ضعيفة ان لم تكن معدومة، والمقاصف المدرسية وما يباع بها بلا اهتمام تساهم في عدم وعيهم للناحية الغذائية، وأقترح أن يكون هناك تدريس لمادة الغذاء كبديل لما يسمى بالتدبير المنزلي الذي يكتفى به بما في المطبخ وكيفية اعداد الطعام.
و شددت الاختصاصية وداد في نهاية حديثها على أنه يجب على المجتمع أن يعي أننا مجتمع شبابي أي الفئة العمرية الصغيرة تمثل شريحة كبيرة لدينا، كذلك نسبة المواليد كبيرة جداً، فعلينا أن نعمل من الأساس على طريقة ادخال الأكل الاضافي للطفل الذي هو الخط الأساسي للتغذية بدلاً من ادخال الأكل التدريجي الذي تسميه الأمهات بداية الفطام حيث تسيء بعضهن في تطبيقه فيأتي فجأة، لكن الصحيح أن يأتي ادخال الأكل الخفيف بعد ستة أشهر فيبدأ الطفل تلقائياً الاستغناء عن الحليب تدريجياً، لكن بتغذية سليمة وليس أي أكل.
|