* الرياض - خدمة الجزيرة الصحفية:
اعلنت شركة زيروكس، عملاق ماكينات التصوير، يوم الجمعة الماضي انها سجلت بلايين الدولارات ضمن ايراداتها خلال الاعوام الخمسة الماضية قبل الموعد الذي كان يتعين عليها فيه القيام بذلك الامر، وان هذا الامر يشمل مبلغ 9 ،1 بليون دولار كان من الممكن ان يتحقق هذا العام او في المستقبل.
حيث كانت الشركة قد حددت عائدا كبيرا من المبيعات المستقبلية لماكينات التصوير بدلا من النظام المتبع في تأجير هذه الماكينات، وهو الامر الذي ادى الى ظهور زيادات غير حقيقية في الارقام الخاصة بايرادات الشركة على مدار الاعوام الماضية.
وقد اعلنت الشركة يوم الجمعة الماضي عن اعادة تقييم واصدار قوائمها المالية عن الاعوام الخمسة الماضية 9997-2001م، وذلك بناء على التسوية التي وصلت اليها الشركة في ابريل الماضي عقب تحقيق محاسبي اجرته لجنة الاوراق المالية والبورصة.
وقد جاءت هذه الانباء في اعقاب صدور مجموعة من التقارير الحديثة التي اشارت الى وجود مخالفات محاسبية خطيرة في الشركة مما ادى الى حدوث انخفاض حاد في اسهم الشركة في بورصة نيويورك، حيث انخفض سهم زيروكس مع اقفال يوم الجمعة الماضي بمقدار 03 ،1 دولار بما يعادل 9 ،12% من قيمة السهم التي هبطت الى 97 ،6 دولارات.
وقد كانت عملية اعادة تقييم واصدار القوائم المالية للشركة احد المكونات الرئيسية لصفقة التسوية التي تم التوصل اليها مع لجنة الاوراق المالية والبورصة، التي اعلنت آنذاك ان المخالفات المحاسبية في ميزانية الشركة ادت الى اظهار زيادة في ارباح الشركة - قبل خصم الضرائب - بما يقرب من 7 ،1 بليون دولار خلال الفترة من 1997 - 2000م.
وبدون الاعتراف بالمخالفات المنسوبة اليها او انكارها، توصلت زيروكس الى تسوية مع اللجنة قامت بمقتضاها بسداد غرامة مدنية قيمتها 10 ملايين دولار، فيما يعد اكبر غرامة مالية تفرض على شركة نتيجة لمخالفات متصلة بتقارير محاسبية.
وتغطي التصويبات للقوائم التي اعلنت يوم الجمعة الماضي عاما اضافيا يضاف الى الاعوام التي تم فحصها امام لجنة البورصة والاوراق المالية قبل التسوية، والتصويبات الجديدة للقوائم المالية تخفض من الايرادات ومن صافي ارباح الشركة قبل خصم الضرائب عن الاعوام 1997، 1998، 1999 في الوقت الذي تزيد فيه من ايرادات وصافي ارباح - قبل خصم الضرائب - لعامي 2000 و2001. وقد اعلنت زيروكس انها عبأت قوائم مالية تزن 10 كجم للاعوام 1997 - 2000، كما تتضمن التصويبات الخاصة بعام 2001م.
وقد صرحت آن م.ملكهي رئيس مجلس الادارة والمدير التنفيذي لزيروكس: ان الشركة اليوم تنهي فصلاً عسيراً من تاريخها، ونحن عازمون على المضي قدماً على الطريق الذي ارتضيناه لكي نضمن اعلى درجات السلامة لتقارير الشركة المحاسبية.
ويقول جيمس لوندي، نائب رئيس جارتنر انك، شركة لابحاث السوق في ستامفورد: ان زيروكس كانت متعجلة في حساباتها عندما سجلت جانباً من الايرادات سريعاً جداًَ، الا انه جميعه مال حقيقي ولا يعتبر الامر امراً خطيراً كما قد يظن البعض.
ويعلق بول بيرجر المدير المشارك للجنة البورصة والاوراق المالية: ان عملية اعادة اصدار القوائم المالية للشركة قد جاءت نتيجة لقيام الشركة بتعيين مراقب حسابات والقيام بعملية تحليل دقيقة لحساباتهم، ولذا لم تثر دهشتنا الارقام التي اعلن عنها عقب اعادة التقييم. واضاف بيرجر انه طبقاً لعملية التسوية التي تم التوصل اليها مع الشركة فما زال يتعين علي الشركة التعاقد مع مستشارين لتقديم التوصيات بشأن الاصلاحات اللازمة.
لقد قامت الشركة بتقليل ايراداتها عن الفترة 1997 -2001م بمقدار 9 ،1 بليون دولار، وهو ما يخفض ايراداتها عن هذه الفترة بنسبة 2% لتبلغ 91 بليون دولاراً. وسوف يتم تعديل ايرادات الشركة طبقاً لعملية اعادة التقييم هذه لكي تبدأ في الظهور في نتائج الشركة بدءاً من العام الحالي.
كان من بين التعديلات التي ادخلت على القوائم المالية للشركة خلال الفترة 1997-2001م تقليل ايرادات مبيعات الماكينات من الرقم السابق تسجيله والبالغ 4 ،6 بلايين دولار في نظير مبلغ 1 ،5 بلايين دولار ايرادات نظير الخدمات والتأجير. كما كانت هناك ايضاً ايرادات قيمتها 600 مليون دولار من خدمات التأجير تم تحقيقها قبل عام 1997، ولكنها سجلت، على غير الحقيقة، ضمن التقارير المالية للاعوام 1997-2001.
الا ان مكتب مراقبي الحسابات KPMG الشهير الذي كان يتولى مراقبة حسابات الشركة لفترة طويلة قبل ان يلغى التعاقد معه العام الماضي، اعلن انه مازال يعتقد ان القوائم المالية التي قام بمراجعتها والتي تمت اعادة تقييمها، ان اعداد هذه القوائم قد جاء متفقاً مع المبادئ المحاسبية العامة المتعارف عليها.
| 
