* فرانكفورت يوليو (د.ب.أ):
أبقى البنك المركزي الاوروبي على أسعار فائدته الرئيسية دون تغيير، معربا في نفس الوقت عن قلقه إزاء التأثير المحتمل للاضطراب في سوق الاسهم على الانتعاش الاقتصادي العالمي ومؤكدا أن المخاطر التضخمية مازالت قائمة.
وجاء قرار البنك المركزي الاوروبي الذي أعلن في مقره في فرانكفورت في أعقاب قرار من بنك مركزي كبير آخر هو بنك إنجلترا الذي أعلن أيضا في لندن في وقت سابق، عن الابقاء على أسعار فائدته الرئيسية للاقراض عند نسبة أربعة بالمائة.
وفي حديث في مؤتمر صحفي في أعقاب اجتماع لجنة تحديد أسعار الفائدة بالبنك المركزي الاوروبي التي تضم 18 عضوا، اعترف رئيس البنك فيم دويسنبرج بأن القوة التي اكتسبتها اليورو مؤخرا «سيكون لها بالضرورة تأثير على التضخم، بالاعتدال».
وقال «عموما فإن قوة سعر صرف اليورو يشكل عنصرا جديدا من المفترض أن يؤدي إلى خفض معدلات التضخم».
وذكر دويسنبرج «ومع ذلك فإنه من الصعب قياس حجم وتحديد موعد هذا التأثير».
وقال انه من الامور العصيبة أن سلسلة الزيادات الاخيرة في الاجور لم تمهد الطريق أمام تسويات حول الاجور في اقتصاد الدول الاثنتي عشرة الاعضاء في منطقة اليورو.
وقد تم عقد اجتماعي بنك إنجلترا والبنك المركزي الاوروبي خلال هذا الاسبوع في ظل تدهور كبير شهدته أسعار الاسهم مؤخرا، وجاء هذا التدهور في أعقاب تجدد القلق إزاء النظرة المستقبلية لاقتصاد العالم والاجراءات غير المنضبطة في الانظمة المحاسبية لمؤسسات كبرى.
وقال دويسنبرج انه «في ضوء التطورات الاخيرة في الاسواق المالية، والغموض الذي يحيط بقوة التحول التصاعدي للاقتصاد فإن اليورو لم تفقد قيمتها خلال الاسابيع الاخيرة سواء خارجيا أو داخليا».
وبرغم ذلك فقد بدا رئيس البنك المركزي الاوروبي متفائلا بحذر إزاء الصورة الاقتصادية العالمية حيث قال ان «البيانات الاخيرة تؤكد أن هناك انتعاشا تدريجيا يجري حاليا في الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي في منطقة اليورو».
وموجها رسالة إيجابية إلى حد ما إلى الاسواق العالمية التي تحاصرها المشاكل قال دويسنبرج ان «التطلع إلى الامام والقوة المتنامية للطلب المحلي والخارجي، مازالا يشكلان السيناريو الاكثر احتمالا».
غير أن القلق الذي انتقل إلى أوروبا بشأن الممارسات المحاسبية غير المنضبطة في مؤسسات عالمية بارزة، وكذلك تجدد القلق إزاء احتمالات النمو في منطقة اليورو، قد أديا بالفعل إلى توقف الحركة التصاعدية الاخيرة للعملة الاوروبية الموحدة، فبعد أن أخفقت في كسر حاجز التساوي الحرج مع الدولار، بدأت اليورو في الانخفاض قبل اجتماع البنك المركزي الاوروبي يوم «الخميس» الماضي إلا أنها عادت إلى الانتعاش بسرعة مقابل الدولار حيث تأرجحت حول سعر يقل بالكاد عن 98 سنتا في تعاملات بعد الظهر بالبورصات الاوروبية.
ومن ناحية أخرى حذر دويسنبرج في تصريحاته للصحفيين من استمرار المخاطر على جبهة التضخم، وأشار دويسنبرج إلى أن الكوامن المسببة للتضخم كانت عالية خلال النصف الاول من العام، وذكر أنها ستستمر في التأرجح حول المعدل المستهدف من جانب البنك وهو اثنان بالمائة.
|