* إسلام أباد رنا جواد اف ب:
تؤكد السلطات الباكستانية ان التنظيم المحظور «عسكر جنقوي» الذي اعلنت الشرطة انها قتلت اربعة من افراده في لاهور «شرق» مرتبط بتنظيم القاعدة وحركة طالبان.
وكانت الشرطة الباكستانية نشرت في نهاية الشهر الماضي صوراً لاعضاء في هذا التنظيم يشتبه بأنهم على علاقة على ما يبدو بالاعتداء الذي استهدف فرنسيين في الثامن من ايار/ مايو في كراتشي «جنوب» واسفر عن سقوط 14 قتيلا وعن اغتيال الصحافي الاميركي دانيال بيرل.
وفي آب/ اغسطس 2001 حظر الرئيس الباكستاني برويز مشرف هذا التنظيم المسؤول عن مقتل افراد من الاقلية الشيعية في باكستان كما حظر في الوقت نفسه تنظيما شيعيا مماثلا هو «جيش محمد».
وقد اسس الباكستاني المتشدد رياض بسرة «عسكر جنقوي» او «مقاتلي جنقوي» في منتصف التسعينات وولدت الحركة من انشقاق في منظمة «جيش الصحابة» الباكستاني المعادي بشدة للاقلية الشيعية التي تشكل 20% من السكان في باكستان.
واختير اسم التنظيم تخليدا للزعيم السني المتشدد الحق نواز جنقوي الذي اغتاله شيعة على ما يبدو.
وشكل تأسيس «عسكر جنقوي» بداية عهد من الترهيب حيث قام مقاتلوه بعمليات تفجير واغتيال شخصيات دينية شيعية من ناشطين سياسيين ورجال اعمال ورجال شرطة.
وهذا التنظيم الذي يضم اليوم بين 300 و500 عضو قريب على ما يبدو من ميليشيا طالبان الاصولية السنية التي تولت الحكم في كابول في 1996.
وقد اتخذ من افغانستان قاعدة لعملياته في 1998 واقام معسكرات تدريب مستفيدا من حماية طالبان.
ويبدو ان اعضاء «عسكر جنقوي» اصبحوا قريبين من تنظيم القاعدة خلال اقامتهم في افغانستان كما اقاموا على ما يبدو علاقات مع مجموعات باكستانية اخرى تقاتل ضد السيطرة الهندية على قسم من كشمير.
وبعد سقوط طالبان في افغانستان في نهاية العام الماضي والحملة العسكرية الامريكية في هذا البلد اضطر «عسكر جنقوي» وغيره من المجموعات للعودة الى باكستان.
وقد تصاعدت الحملة لملاحقة عناصره بعد اعتداء في الثامن من أيار/ مايو استهدف فرنسيين وفي 14 أيار/ مايو قتل رياض بسرة في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة.
وتراجع التنظيم ليتمركز في مرفأ كشمير واقليم البنجاب «شرق وسط باكستان».
واثار خطف الصحافي الاميركي دانيال بيرل وقتله شكوكا في تحالف بين الناشطين الاصوليين الباكستانيين وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن قبل ان يأتي اعتداء الثامن من أيار/ مايو ليعزز هذه الشكوك.
وبعيد هذا الاعتداء اوقف فضل كريم احد اعضاء «عسكر جنقوي» في باكستان وكشف حسبما ذكرت الشرطة، وجود علاقات بين القاعدة ومجموعات انفصالية كشميرية و«عسكر جنقوي».
وضاعفت الشرطة الباكستانية منذ اسبوعين العمليات في اوساط الاصوليين الذين اوقفت اكثر من مئة ناشط منهم، وقد اوقف 12 شخصا يشتبه انهم اعضاء في «عسكر جنقوي» خلال الاسبوع الجاري في راولبندي شمال شرق باكستان.
واكد احد مسؤولي الشرطة الباكستانيين لوكالة فرانس برس ان رجال «عسكر جنقوي» تلقوا «مبالغ كبيرة من ارهابيي القاعدة لضرب باكستان» التي يتهمونها ب«التخلي» عن طالبان بعد 11 ايلول/سبتمبر.
واوضح ان التنظيم «بحاجة إلى الأموال ليتمكن من البقاء وهو والقاعدة لديهما عدو مشترك هو مشرف والاهداف الغربية».
وتؤكد الشرطة ايضا ان «عسكر جنقوي» وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن متورطان في الاعتداء الذي استهدف القنصلية الاميركية في كراتشي «جنوب» الشهر الماضي وادى الى مقتل 12 شخصا.
|