وزير الخارجية الفرنسي في بيروت ضمن جولة عربية
موراتينوس التقى عرفات وأكد له دعم الاتحاد الأوروبي

* غزة - بيروت - أ.ف.ب:
بدأ وزير الخارجية الفرنسي أمس زيارة للبنان ضمن جولة في المنطقة تتزامن مع جهد أوروبي للبحث عن سبل السلام . وفي هذا الاطار التقى الموفد الأوروبي الخاص الى الشرق الأوسط ميغيل مواتينوس مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات .
وأعلن نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان موراتينوس أكد لعرفات خلال لقائهما الخميس على دعم الاتحاد الأوروبي له.
وقال أبو ردينة لوكالة فرانس برس إثر اللقاء الذي جرى في رام الله بالضفة الغربية: ان «موراتينوس أطلع الرئيس عرفات على نتائج اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط (الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا) في لندن وقال له: «ان الاتحاد الأوروبي يدعمه ويدعم السلطة الفلسطينية».وكانت اللجنة الرباعية التي اجتمعت يوم الثلاثاء في لندن قررت تشكيل لجنة لمساعدة السلطة الفلسطينية على اجراء الاصلاحات التي تطالب بها واشنطن.
وأضاف أبو ردينة ان عرفات وموراتينوس بحثا بالاضافة الى ذلك اعادة احتلال الجيش الاسرائيلي لمناطق الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية.
والى بيروت وصل أمس الجمعة وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في اطار جولة ثانية له على عدد من دول الشرق الأوسط من المقرر ان تشمل لبنان وسوريا والأردن وسط أجواء توحي باحتمال وجود أمل ضئيل بتهدئة النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.
وسيلتقي دو فيلبان في بيروت الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الوزراء رفيق الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية محمود حمود.
وكان دو فيلبان زار بين الثالث والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الماضي المملكة العربية السعودية ومصر واسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وسينتقل الوزير الفرنسي اليوم السبت الى سوريا ومنها الى الأردن على ان ينهي جولته غداً الاحد.
وتعتبر وزارة الخارجية الفرنسية ان هذه الجولة هي استئناف لعملية الاتصال بقادة المنطقة من قبل الوزير الجديد. إلا انها تأتي في سياق التعبئة الدولية لوضع حد لحلقة العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
ويعرب لبنان عن قلقه من تفاقم هذا النزاع خصوصاً ان حدوده مع اسرائيل تشهد بعض الأحيان توترات بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب الله.
ويبدو ان مسألة ادراج حزب الله على لائحة المنظمات التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي منظمات ارهابية باتت مطروحة جدياً خصوصاً ان لندن وبرلين تؤيدان ذلك.
وترفض فرنسا اتخاذ موقف من هذه المسألة إلا ان دو فيلبان ذكر أخيراً ان فرنسا ترغب بأن يبدي حزب الله أكبر قدر من ضبط النفس.وشدد الرئيس لحود الثلاثاء على دعمه لحزب الله باعتباره حركة مقاومة وطنية.
كما ان وجود مئات آلاف الفلسطينيين في لبنان موزعين على نحو 12 مخيماً خصوصاً في جنوب البلاد يبقى عنصراً أساسياً في أي مناقشة حول النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.
وتعتبر فرنسا الشريك التجاري الثاني مع لبنان وتشارك حاليا شركات فرنسية عدة في مشاريع بنى تحتية في لبنان.وأعلنت باريس أخيراً عن اجتماع قريب للدول المانحة للبنان تحت اسم «باريس-2» وكلف المدير السابق لصندوق النقد الدولي ميشال كامدسو الاعداد لهذا الاجتماع الذي لم يتحدد موعده بعد.
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك جمع في الثامن والعشرين من شباط/فبراير 2001 في باريس ممثلين عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي في محاولة لايجاد الموارد التي تخفف عن لبنان ضائقته الاقتصادية. وأطلق على هذا الاجتماع اسم باريس-1.
وذكر الحريري أخيراً ان لبنان ينوي الحصول من اجتماع باريس-2 المرتقب على نحو خمسة مليارات دولار من القروض بشروط مميزة من دول أوروبية وخليجية ومن المؤسسات الدولية.
وهو مبلغ يعادل ما قد يجنيه لبنان من خصخصة بعض قطاعاته الاقتصادية العامة.