أرانب سياحية
علي الخزيم

كلما اشتدت حرارة الصيف اشتدت الرغبة نحو السفر والترحال، لكن لن يتحقق هذا للجميع لظروف متعددة من أبرزها مصاريف السفر الذي تخطط له بعض الأسر منذ اليوم الأول للعودة من السفرة السابقة، وذلك باقتطاع جزء من الدخل الأسري ورصده للرحلة القادمة، تبقى بالدرجة الثانية مشكلة الأطفال الصغار وهم مصدر إزعاج في الرحلات الخارجية كما تزعم بعض العائلات والحل عندهم (نخليهم عند جدتهم أو خالتهم) ان وجدتا يعني هم يستأنسون والجدة والأطفال ينثبرون، طيب: المشكلة الثالثة الشغالة وهذه حلها معروف سلفاً: نخليها عند الجيران خاصة ان ام عزيز هاليومين ثقيلة وتبي تفرح بها - (وسائقهم أيضاً) - غير ان المعضلة الكبرى هي عند تلك الأسرة التي لم تتمكن من توفير المبلغ لكن حلها موجود فالبنك بنككم أينما كنتم والفوائد مضاعفة، لي صديق قروي أقنع ام العيال المصرة على السفر على مذاكرة مطبوعة سياحية بالألوان عن أحد البلدان السياحية وحينما حفظتها بأسمائها وفنادقها وحدائقها وخلاف ذلك علمها أصول الفقش والبكش والهلس في جلسات الضحى مع الجارات والصويحبات ممن تعودن على استعراض كل ما يصنعنه ويفعلنه في منازلهن كنشرة ضحوية يومية دقيقة مفصلة مملة، فلما حفظت وأتقنت المراد سافروا لقريتهم عدة أيام وحين العودة وفي كل جلسة ضحوية ومع اشتداد مفعول الكراث تبدأ بتنتيق أصناف من الأرانب والأكاذيب المستوحاة من قصة السفر الوهمية، وبذلك سافروا مثل الناس ووفروا المصاريف.