Saturday 6th July,200210873العددالسبت 25 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

معماري الشهر معماري الشهر
عبد الواحد الوكيل

* لونارد- لندن:
يعد المعماري عبد الواحد الوكيل واحدا من ابرز المعماريين العرب ممن لهم اسهامات عديدة مهمة في مجال العمارة العربية الاسلامية. وبالرغم مما قد يثيره اسلوب عبد الواحد الوكيل من الاقتباس المباشر الحرفي كما في بعض اعماله المنتشرة في المملكة العربية السعودية وبخاصة المساجد العديدة التي صممها، الا انه يثير الاعجاب بدقة وبراعة التصميم لمفردات العمارة التقليدية التي طالما ترنم بها مريدو العمارة العربية الاسلامية التقليدية التي نراها في المدن التقليدية وبخاصة المملوكية في القاهرة بالذات.
المعماري عبد الواحد الوكيل من مواليد عام 1943م بالقاهرة حيث نشأ وترعرع، ودرس بالمدرسة الانجليزية هناك ومن ثم اكمل دراسته بجامعة عين شمس حيث درس العمارة بها، اما بين الاعوام 1965-1970م فقد عمل محاضرا بنفس الجامعة. وقد لازم عبد الواحد الوكيل المعماري المصري الرائد حسن فتحي لمدة خمس سنوات، كما حصل على درجة الماجستير عن بحثه حول اساليب الانشاء مما يبدو ان له اثراً على دقة استعماله للمواد وبراعة تنفيذ التفاصيل المعمارية لاحقا خلال حياته العملية. وقد تنقل الوكيل بين مجموعة من المهام على امتداد الوطن العربي منها انه اصبح مستشارا لليونسكو لقرية توطين البدو في البتراء بالاردن. وتوجت مرحلة من مراحل حياته العملية حين حصل الوكيل على جائزة الآغاخان للعمارة الاسلامية للعام 1980م لمشروعه لفيلا حلاوة بمصر. كما حصل على مجموعة جوائز اخرى منها جائزة مجلة التصاميم البيئية بلندن عن تصميمه لمسجد الكورنيش بجدة بالمملكة العربية السعودية.
وتنتشر معظم اعمال الوكيل في المملكة العربية السعودية وبخاصة جدة، حيث صمم مع منتصف الثمانينيات العديد من المساجد كمسجد السليمان، والكورنيش، وايضا مساجد مهمة على طريق الحجاج والمعتمرين كمساجد الميقات، والقبلتين وقباء والملك سعد وغيرها. وتتميز اعمال عبد الواحد الوكيل ببراعة استخدامه للطوب باسلوب معاصر بالاضافة الى تقديمه لمفاهيم جديدة في امكانية تطويع العناصر والاشكال التقليدية باساليب بناء معاصرة، اضافة الى ادخال متطلبات العصر للمباني والمنشآت المعاصرة بما لا يتنافى مع خصوصية التشكيلات الموروثة.
المتأمل في اسلوب المعماري عبد الواحد الوكيل لا يغفل الايحاءات والاصول المرجعية التي يستقي منها عمارته، اذ تبرز بقوة تأثيرات عمارة المماليك بالقاهرة من خلال التأثير الواضح لمسجد ومدرسة السلطان حسن في احد اعمال الوكيل (مسجد الملك سعود بجدة)، وكذلك بعض الاقتباسات الحرفية احيانا والتحويرات احيانا اخرى للعمارة العثمانية واستعماله للمآذن القلمية كالتي نراها في عمارة سنان باشا باستنبول بتركيا. وعلى الرغم من هذه المرجعيات الحرفية الا ان الوكيل قد فتح بابا واسعا للاجتهاد والنقاش حول المدى الذي يمكن لمعماريي العالم العربي المعاصر من النظر والاخذ من التراث المعماري على طول ارجاء الوطن العربي الكبير.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved