Thursday 4th July,200210871العددالخميس 23 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أكبر معمّر في الطائف يستعيد الذكريات بعد 123 عاماً في قرية الجبلات: أكبر معمّر في الطائف يستعيد الذكريات بعد 123 عاماً في قرية الجبلات:
أكلت الذئب من الجوع وشهدت عصر الجهل والفقر والحروب

تحقيق وتصوير عليان آل سعدان:
في نهاية القرن الثالث عشر الهجري وتحديداً في عام 1299ه كان تاريخ ميلاد العم مسعود سعيد العواجي من مواليد قرية الجبلات على طريق الطائف الجنوب التابعة لمحافظة الطائف حيث يعد أحد الشواهد الحية على تاريخ ذلك العصر الذي سبق توحيد المملكة.
(الجزيرة) التقته وتوقفت معه للحديث عن عمره وحياته وذكرياته وعمره الطويل:
في البداية تحدث العم مسعود عن عمره بحضور عدد من ابناء المنطقة الذين تبلغ اعمارهم من 70 الى 80 وقال في الحقيقة انني كبير في السن حيث تجاوزت مائة وثلاثة وعشرين عاما ولك ان تستشهد بهؤلاء العواجيز الذين يجلسون معنا حاليا انني اتذكرهم جيدا وهم كذلك يتذكروني، كانوا اطفالا صغارا في السن لا تتجاوز اعمارهم 15 عاما وحينها كنت قد تجاوزت آنذاك 50 عاما ولدي ابناء يعيش البعض منهم حاليا تجاوزت اعمارهم الـ 80 عاما.
خوف وجهل وفقر
وعندما طلبنا من العم مسعود ان يحدثنا عن الاوضاع والحياة الاجتماعية واحوال الناس آنذاك امسك بعصاه واشار بها الى السماء وقال يجب علينا أولاً ان نحمد الله حمدا كثيرا على ما وصلت اليه هذه البلاد من نعم كثيرة يجب ان نحافظ عليها وقبل توحيد هذا الوطن كان هذا الجزء الذي نعيش فيه مثله كما في الوطن متناثر جدا يحيط بكل هذه الاجزاء الخوف والفقر والجهل والحروب لاسباب حياتية بالدرجة الاولى وعندما تتسع مثل هذه الاوضاع فإن الاحوال لاشك تكون سيئة وانا بالطبع شاهد حي امامكم اتذكر كثيرا من الاحداث والحروب التي وقعت سواء بالطائف او في ضواحيه نتيجة خلافات قبلية على ارض او ثأر او قطع طريق او عمليات نهب وسلب او اعتداءات على ماشية او غير ذلك وكثير من الارواح زهقت واستطيع ان اقول باختصار ان اوضاع الناس آنذاك كانت تشبه الغابة والحيوانات المفترسة تماما اذا دخل حيوان غابة حيوانات اخرى افترسته ونحن كنا قبل التوحيد مثل هذه الصورة تماما كل قبيلة تعيش في داخل حماها لا يستطيع احد من ابنائها الخروج من هذا الحصن وان خرج منه وحيدا تكون عملية عودته من الصعب جدا فقد يعترضه احد ويقتله ليسلب ما معه.
وفي هذا العهد الزاهر منذ ان توحدت هذه البلاد على يد المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز وتوحدت البلاد تغير الوضع تماما واستقرت البلاد والعباد وتوقفت الحروب وتعلمت الناس وتطورت حياتهم الاجتماعية وانتشر الأمن وبدأت البلاد تشهد منذ ذلك العهد حتى يومنا الحاضر تطورا كبيرا.
ذكريات
وعن ذكرياته حدثنا العم مسعود قائلا فيها الحلو وفيها المر وما كان مراً ذكرته لكم وما كان حلوا لازلت اتذكر العادات والتقاليد العريقة التي كان الناس يتمسكون بها برغم الاحوال السيئة والأمن المفقود ولكن ظروف الحياة الاجتماعية والتطورات والانفتاح على العالم أثر كثيرا علينا كما حدث لغيرنا في البلاد الاخرى وتفرقت الأسر عن بعضها نتيجة لظروف العمل والدراسة واصبح يعيش الابناء متباعدين عن بعضهم البعض كثيرا لا يلتقون سوى في مناسبات واذا التقوا مرة واحدة بعد فترة طويلة من الزمن يفترقون بسرعة ليعود كل منهم الى موقع عمله ودراسته وهذه سنة الحياة لمواكبة هذا العصر المتطور. وعن سر صحته وقوته برغم تقدمه في السن قال العم مسعود لا يوجد هناك سر فالعمر والصحة والقوة وطول العمر من عند الله. ولكني في حقيقة الأمر كنت اعتمد كثيرا على السير على قدمي وهذا جانب هام كصحة للبدن وحاليا وفي هذا العصر نشاهد كثيرا من الناس يركضون ويسيرون على اقدامهم بهدف التخفيف من اوزانهم والمحافظة على صحتهم. انهم يفعلون ذلك من أجل تحقيق شيء ونحن كنا غير ذلك تماما نقطع مسافات طويلة خلف الاغنام والجمال والسفر لمسافات طويلة للبحث عن المعيشة لا نأكل سوى قليلا من الخبز الناشف من البر او الشعير او الذرة ونشرب الماء لابتلاع هذا الاكل وهذا بالطبع اعطانا شيئاً من القوة.
أكلت الذئب
وروى لنا العم مسعود بعض القصص الطريفة التي مرت عليه في حياته فقال على سبيل المثال ان هذا الوادي الذي تجلسون معي فيه كان مشهورا بكثرة الحيوانات المفترسة وهناك ناس افترستهم هذه الحيوانات وخاصة الذئاب وفي احد الايام خرجت في هذا الوادي من شدة الجوع ابحث عن اي صيد احصل عليه كانت الناس في حالة من الجوع وكانت تعيش معنا حيوانات مفترسة هي اشد جوعا ولا ترحم هذه الحيوانات من تجده امامها وتفترسه لتأكله وكنت في الاربعين من عمري آنذاك اتمتع بصحة قوية جدا والحمد لله ووجدت ثلاثة من الذئاب التي اقتربت مني لتفترسني وصارعتها بيدي وقتلت احد هذه الذئاب بشفرة صغيرة كانت معي وسلخته وجمعت الحطب واشعلت النار وشويت الذئب واكلت منه حتى شبعت.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved