تحقيق : منير خضير الضوي
** أزواج يهربون إلى الخارج بدون زوجاتهم صيفاً فيما الزوجة (غارقة) في حفلات الزواج والعرس والتسكع في الأسواق!! لماذا يسافر الأزواج مع أصدقائهم بعيداً عن أجواء الحياة الزوجية والعائلة ولماذا يفضّل كثير من الشباب (المتزوج) السفر بدون زوجاتهم؛ وكيف تفكّر كثير من الزوجات إذا ما سافر زوجها مع أصدقائه؛ ولماذا تفترض الزوجة دائماً سوء النيّة في موضوع سفر الزوج مع أصدقائه؟!
أسئلة كثيرة وكثيرة جلبها الصيف مع الحر والفراغ والإجازة.
الأزواج يؤكدون رغبتهم في الانطلاق بكل حرية، والابتعاد -مؤقتاً- عن أجواء الحياة الزوجية بعد موسم حافل بالارتباطات والطلبات (والروحات والجيّات).. من أجل تجديد وتحريك المياه الراكدة، والزوجات لا يزلن يمارسن نظرية (رجلي على رجلك) في صراع لا ينتهي مع كل صيف..
سياحة ودراسة:
بداية لماذا السفر للخارج؟!
* أجاب الشاب يعقوب بن محمد الصيفي قائلاً: الأسباب التي تدعو للسفر كثيرة ومتعددة، وتحددها غالباً رغبة المسافر أو الحاجة التي تحتم عليه فكرة السفر للخارج.. أنا مثلاً لدي أصدقاء قضوا أكثر من 8 سنوات خارج البلاد بسبب الدراسة وتخللتها فترات سفر متنوعة أيضاً بسبب الدراسة ومعظم زملائي ممن يدرسون في الخارج قدموا من أجل إكمال دراستهم العليا أو الالتحاق بدورات متقدمة في مجال عملهم أو لحسابهم الخاص، وفكرة السفر من أجل طلب العلم أو الدراسة فكرة قديمة قدم الإنسان نفسه، فالفلاسفة القدماء والأدباء والكتاب والرحالة ما لبثوا يتنقلون من مكان لآخر لطلب العلم، وكان أحدهم ربما قطع المسافات الطوال من أجل الالتقاء بشيخه ليروي عنه حديثا نبويا - على سبيل المثال- أو لينقل عنه معلومة مهمة.
والدين الحنيف أيضاً جاء ليعمق هذه الفكرة حيث ورد ان الرسول (#) قال: من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة وقال تعالى: {قٍلً سٌيرٍوا فٌي الأّّرًضٌ} فالتدبر حثنا عليه الدين الحنيف...
* وقيل في الأثر: سافروا تغنموا، وروي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) ان الرسول (#) قال: «لو يعلم الناس رحمة الله للمسافر لأصبح الناس على ظهر سفر، وهو ميزان الأخلاق، إن الله بالمسافر رحيم» وتقول العرب: الحركة ولود، والسكون عاقر.
علاج وتجارة:
(1) إيلافٌهٌمً رٌحًلّةّ پشٌَتّاءٌ وّالصَّيًفٌ (2)} ويرى الاستاذ ناصر بن صالح الوطبان الذي علق على أسباب ودواعي السفر ان التجارة والعلاج وطلب العلم ربما كانت هي دواعي السفر الحقيقية قبل ان يعرف الناس السياحة بمفهومها الواسع، وكان الناس قديماً -من أهالي الجزيرة العربية- يشدون الرحال إلى الهند وإلى أندونيسيا، ولاتزال آثارهم الإسلامية باقية إلى وقت قريب في تلك البلاد، وكانت سفراتهم منفردين بدون عائلاتهم لطول السفر ومشقته وصعوبة حمل الأهل والأولاد معهم على الرواحل أو على ظهور السفن، ورحلة العقيلات الشهيرة هي صورة واضحة لفكرة الترحال قديما حيث التجارة وطلب المعيشة، وأهالي الشمال إلى وقت قريب كانوا يشدون الرحال إلى بلاد العراق للتجارة والتكسب، فالسبب الرئيسي إذن- هو التجارة هذا من وجهة نظري.
الشاب فوزان الأحمد يرى ان العلاج والتطبب سبب قوي يدعو الكثيرين للسفر خارج البلاد -سواء كان ذلك قديما أو حديثا وذلك لقلة التكاليف المعيشية في بعض البلاد ناهيك عن تطور بعض العلوم واختصاصها ببلد دون آخر.
نسافر بدون عائلاتنا:
* لماذا يسافر - أويفضّل - السعوديون السفر بعيداً عن عائلاتهم؟
- أجاب عن هذا السؤال بداية الشاب سعود العنزي (متزوج) قائلاً:
أسافر بعيداً عن زوجتي وأولادي بحثا عن الحرية!! نعم الحرية في كل شيء في التنقل بدون قيود من بلد لآخر ومن مكان لآخر، أشاهد كل شيء وأزور كل الأماكن وأقضي الساعات الطوال خارج الفندق أو خارج الشقة، وهذه المساحة من الحرية لا تتيحها لي الرحلة العائلية، لذلك أفضل أن أسافر لوحدي أو مع الأصدقاء فأنا لم اعتد السفر مع العائلة منذ صغري..
يتفق معه الشاب ناصر أحمد ومتزوج وأب لثلاثة أطفال في طلب الحرية قائلاً: كثير من الناس يعتقد ان الحرية مرتبطة -لاسمح الله- بالسلوكيات المحرمة أو السيئة. وطبعاً هذا فهم خاطئ، الحرية التي يبحث عنها الشاب حينما يسافر بعيداً عن أهله هي عدم الارتباط النفسي والزمني والمكاني بالعائلة والأولاد.
تغيير جو الأسرة:
الشاب حسين المبارك يفضّل السفر بدون العائلة ويرى ان السفر مع الأصدقاء أو مع شباب العائلة أفضل بمراحل، لأن الإجازة بمفهومها (المحلي) هي تحرر من قيود الأسرة ومتطلباتها التي لا تنتهي طوال العام، فالإجازة هي فرصة للتحرر والانطلاق من مشاكل الأولاد وطلبات الزوجة وروتين الحياة الزوجية.
وعند السؤال عن فكرة السفر مع العائلة قال: جربت ذلك فعلاً ولم يتغير علي شيء نفس الازعاج، نفس الطلبات فجو الأسرة لم يتغير حتى التأثير الأبوي أو السيطرة الأبوية على الأبناء لم تتغير، فالرحلة أصبحت لا تخلو من القيود، وحتى بعدما عدنا من الخارج لم يكن هناك اشتياق أو لهفة للحياة الاجتماعية لأنها لم تتغير، فالسفر مع الأصدقاء أو الأقارب أو الزملاء أرى أنه أكثر متعة.
زوجتي لا ترغب:
* هل تصدقون ان زوجتي لاترغب في السفر إلى الخارج؟!
هكذا برّر عبدالرحمن العنوي سفره للخارج بدون اصطحاب العائلة مضيفاً: في شهر العسل سافرت مع زوجتي للخارج لمدة أربعين يوماً، ويبدو ان طول الفترة أصاب زوجتي بالملل، لذلك فضلّت ان نعود إلى البلاد نتيجة شوقها العارم للأهل (أمها واخوانها وأخواتها)، ومنذ ذلك الوقت، وهي ترفض فكرة السفر للخارج بحجة أنها تستمتع بالداخل أكثر، طبعاً أنا على عكسها تماماً، لا أستغني عن رحلة خارجية مرة كل عام في الإجازة الصيفية أغيّر فيها الأجواء، وأهرب فيها بعيداً عن أجواء العائلة والعمل لأعود أكثر نشاطاً وحماساً وإقبالاً على الحياة!!
محمد الشيحان يقول:
اهتمامات زوجتي مختلفة عني تماماً، أفضّل المتاحف وهي تفضّل الأسواق، أميل إلى الآثار وهي تميل إلى الفساتين، أعشق السينما، وهي تعشق الطقاقات، تجد متعتها الحقيقية في التنقل من حفلة إلى أخرى، ومن عرس لآخر، وتقضي جزءاً من وقتها في حفلات الزواج وتقضي بقية الوقت في الاستعداد لذلك، يعني باختصار هي مهووسة بالصيف والناس، والسفر إلى الخارج جرّبته مراراً وتكراراً مع العائلة فلم نستمتع لا أنا ولا هي، لذلك حصل بيننا اتفاق -بدون أن نتفق- أن أسافر مع الأصدقاء (سواء للداخل أو الخارج) وهي تبقى مع أهلها وأهلي يمارسون هواياتهم المفضّلة!!
الثقافة النسائية تختلف كمفهوم عن الثقافة الرجالية في مجتمعاتنا، لذلك لا نرى اتفاقا ثقافيا بين الرجل والمرأة في المجتمع المحلي..
محمد الضوي/ له رأي آخر في سفر الزوج وحيداً مع أصدقائه من دون عائلته وزوجته، حيث يقول: قليلاً ما نشاهد شابة أو زوجة تسافر من أجل الاستمتاع بالقلاع الحضارية والتاريخية، لم أر في اهتمامات الزوجات زيارة المعالم البارزة، والآثار المشهورة، ويضيف: مَنْ منكم سمع عن شابة أو امرأة سافرت من أجل معرض كتاب أو معرض حاسب آلي؟! ليس تحاملاً على المرأة، بل هو الواقع بكل أسف، الثقافة النسائية لا تختلف كثيراً عن ثقافة المراهقين أو الطبقة الوسطى - ثقافياً- من الشباب، أسواق - فساتين.. أزياء.. مطاعم! وأمر لا يقل أهمية عن سابقه وهو التكلفة المادية المرتفعة لسفر العائلة مع بعضهم، فالسفر مع الأصدقاء فيه تشارك بالمصروفات أو ما يُسمى (بالقطية)، عكس سفر العائلة والأولاد والذي يرهق كاهل رب الأسرة. لكثرة طلب الأطفال على الألعاب والمطاعم والملاهي، ومصروفات المرأة من هدايا وملابس وحلويات ومكسرات وغيرها، لذلك أرى ان السببين مهمان -وهما ما يدعوان الزوج - غالباً- للسفر منفرداً أو مع اصدقائه، وطبعاً نتفق ان سفر الزوج وحيداً غير مقبول ويضع عدة علامات استفهام حول ذلك، ولكن نقصد منفرداً أي بدون عائلته..
موسى أحمد الشحام:
يرى ان السفر مع الأصدقاء أفضل، وخصوصاً إذا كانوا ثلاثا فالرسول (#) يقول: «الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب..» وموضوع التكلفة المالية الباهظة لسفر العائلة موضوع مطروح، فالأصدقاء غالباً ما تقسم المصاريف عليهم، وكل واحد منهم يتحمل جزءاً، عكس العائلة التي تكون المصاريف فيها منصبّة على رب الأسرة وحده أعانه الله - لذلك يلجأ بعض الأزواج
نفضّل السفر مع عائلاتنا:
عدد من ضيوف التحقيق كان له رأي مخالف لموضوع السفر إلى الخارج بدون العائلة حيث أكد فايز بن مطلق الخشرم مدير مركز عطاء بن يسار بالحرس الوطني برفحاء بقوله: لا أفكر في السفر بدون زوجتي وأولادي مطلقاً لا إلى داخل المملكة ولا إلى خارجها، فنحن نتشكل على شكل جماعات مكونة من اخواني ووالدي ووالدتي واخوالي وأعمامي، ونسافر سنويا مجتمعين، فالسفر مع العائلة استقرار ومتعة وأمان للجميع، فالشاب المتزوج حينما يسافر مع أصدقائه يكون عرضة للانحراف أو المضايقة من الآخرين بنظراتهم إليه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عائلتك وأولادك وأهلك لهم حق عليك، ولاشك أنهم يرغبون بالسفر والمتعة مثلك تماماً، فلماذا نحرمهم هذه المتعة بحجج ضعيفة وواهية؟!
يتفق يعقوب الصيفي/ مع هذا الرأي تماماً مؤكداً ان التلاحم العائلي له دور كبير في ذلك، فمتى ما تعود الشاب على السفر بعيدا عن عائلته فلا يمكن ان ينفك من هذه العادة حتى بعد زواجه فستجده لا يستمتع بالسفر مع عائلته وزوجته.
دورنا رقابي:
الدور الرقابي الذي يمارسه الأب لا يجعله يفكر مطلقاً بالسفر بعيداً عن أبنائه وبناته، هكذا يرى ناصر بن صالح الوطبان/ أهمية سفر العائلة مع بعضهم البعض، وخصوصاً إلى خارج المملكة مضيفاً: أن فكرة سفر الزوج مع أصدقائه فكرة خاطئة بكل المقاييس، ولا يمكن ان تكون لمن عنده أولاد وبنات في سن المراهقة -طبعاً تستثني من يسافر لأسباب حتميّة كالدورات والعلاج.. وغيره- وغالباً ما تجد الزوج يسافر مع أصدقائه في بدايات زواجه، أو حينما يكون أطفاله صغاراً، لأنه يكون قريب عهد بالعزوبية ومرحلة الشباب، وفي رأيي المتواضع لا يمكن لزوج ان يسافر بدون زوجته وأولاده إلى خارج المملكة إلا بأحد أمرين، إما انه لايحب زوجته، أو أنه يبحث عن أشياء أخرى لا تتاح له حينما يسافر مع زوجته (كالبحث عن المحرمات والسهر وغيرها)..
وسؤال مهم يجب أن يُطرح باستمرار لمن تترك زوجتك إذا سافرت للخارج مع أصدقائك؟!
فالزوجة بشر وهي مخلوق رقيق وحساس، سريع التأثر وتحتاج دائماً إلى زوجها ليكون بجانبها، ويؤنس وحدتها في هذه الإجازة الطويلة، ليكون عوناً لها على عبادة الله وعلى طاعته وعدم التعرض إلى ذئاب البشر وإلى شياطين الأنس!!!
لا أستغني عن أولادي، العم/ محمد هادي (أب لسبعة أبناء) يؤيد فكرة السفر العائلي رافضاً كل أسباب الطرف الآخر وبدأ متساءلاً: استغرب كيف يسافر الزوج بدون أولاده وبدون عائلته وزوجته؟!
أغار عليه
توجهنا بهذا السؤال لعدد من الزوجات: هل توافقين على سفر زوجك مع أصدقائه إلى الخارج؟!
(هـ،ن- موظفة) أجابت: مستحيل؛ مؤكدة استغرابها من الزوجة التي تسمح لزوجها بالسفر إلى الخارج، وقالت: أنا أثق في زوجي تماماً، وأعرف أخلاقه جيداً، ولكن من يضمن لي أنه هو لا يتعرض للإغراء، خصوصا وأن التحرر خارج البلاد يكاد يكون ظاهرة لا يمكن السيطرة عليها، وتعترف أنها شديدة الغيرة، وان هذا من حقها قائلة: نعم أغار على زوجي لأنني أحبه، وهذا الشيء يجب أن لا يغضبه ولا يغضبكم معاشر الرجال، فالأولى ان تغضبوا لعدم غيرتنا وليس العكس!!
(أم مشعل - ربة بيت) تتفق مع هذا الرأي مؤكدة أن الأزواج في الخارج يشاهدون مناظر لا يمكن ان تقاوم، فلباس النساء هناك عارٍ ومغرٍ، والفتيات في الخارج تجردت من أخلاقها ومن دينها، ولا حياء يردعها ولا عادات ولا تقاليد (طبعاً لا أقول جميعهن) ولكن الغالب بهذا الشكل، والزوج وإن قاوم مرة ومرات سيأتي اليوم الذي يضعف فيه، ويخطئ على الأقل في نظرة، والنظرة تتبعها نظرات..
وتختم أم مشعل مؤكدة أنها لا تترك زوجها يسافر بعيداً عنها قائلة بكل سخرية: (رجلي على رجله).
(أم يوسف -ربة منزل) تقول: الأمراض الجنسية خطر محدق بمعظم الأزواج الذين يسافرون للخارج.. هكذا تعتقد كثير من النساء في مجتمعنا، وقد يكون هذا الاعتقاد جزء منه صحيح وقد لا يكون كذلك، المهم ان الأحداث والقصص كثيرة تلك التي تثبت بالدليل القاطع تعرض المسافرين للخارج لبعض المغريات نتيجة التحرر الكامل لبعض البلاد وتسهيلهم أمور ودواعي وأسباب الخطيئة، إذن شبح المرض فكرة تراودني عند رفضي سفر زوجي للخارج ولايعني ذلك اتهام الزوج بالبحث دائماً عن الخطيئة، ولكن ربما انتقلت إليه أمراض أخرى نتيجة الاختلاط بمجتمعات متنوعهة كمرض (الدرن، وأمراض الكبد الوبائية.. وغيرها)، وأنا شخصياً لا أؤيد سفر زوجي للخارج خوفا عليه من المرض، وخوفا عليه من الناس والعصابات التي تطمع بالسياح.
(سعاد -طالبة جامعية) تقولك أنا لست متزوجة، ولكن أسمع من زميلاتي المتزوجات رفضاً قاطعاً لفكرة سفر الأزواج بعيداً عن زوجاتهم لأسباب كثيرة، وبعض الزوجات تحرص على مرافقة زوجها ليس (حماية) له، بل من أجل أن تستمتع هي بالسفر، وغالبية زميلاتي المتزوجات واللاتي سافرن إلى الخارج يقعن في مواقف محرجة تمنع أكثرهن من تكرار التجربة ثانية .
نمنعهم من السفر:
على الجانب الآخر وردت إجابات عقلانية على نفس السؤال السابق نبدأها (بأم ابراهيم) التي قالت: زوجي يسافر سنويا مع أصدقائه، ولا أجد حرجاً في ذلك، بالعكس أنا أشجعه باستمرار، و(ثلاثون) سنة زواج كفيلة بأن أعرف زوجي تمام المعرفة، وحتى في بدايات زواجي كان يسافر لوحده ومع أصدقائه - ثقتي فيه ليس لها حدود، وأخلاقه العالية وحبه للاطلاع والثقافة تمنعه من أن يفكر بأي شيء غير صحيح لأنه -ولله الحمد- محافظ على الصلوات وعلى خلق قويم.
وتوافقها على هذا الرأي (حصة الشمري - طالبة) قائلة: الأمر أولاً وأخيراً يتوقف على سبب السفر، هناك أسباب لا يمكن ان تمانع الزوجة فيها من سفر زوجها مثل السفر للدراسة أو الدورات التدريبية أو للعلاج أو التجارة أو للزيارات العائلية .
(ف،ح) متزوجة تقول:
أنا أشترط على زوجي أن يسافر بي في أنحاء المملكة أو إلى إحدى الدول المجاورة، ثم أترك له الحرية بالسفر مع أصدقائه، لأنه مهما كان لا تقارن السفرة (الرحلة) مع العائلة بسفرة مع الأصدقاء، فالأصدقاء يتكلون على بعضهم البعض، ويشجعون بعضهم البعض في المواقف الصعبة، ولهم أحاديثهم ونكاتهم، ومقالبهم مع بعضهم مما يجعل رحلتهم ممتعة ومسلية، عكس السفر مع العائلة والأطفال حيث القيود والارتباط والالتزام بمواعيد ومواقيت محددة، أنا في قرارة نفسي أعذر الزوج - إذا كان عاقلاً من السفر لوحده أو مع أصدقائه - بصراحة العائلة والأطفال مزعجون في كثير من الأحيان وقد لاحظت أن زوجي إذا سافر مع أصدقائه للخارج يعود بنفسية متفتحة، ويعود كل سعادة ومرح ونشاط، وطالما أنه لم يقصر معي في سفره وفي إقامته فمن الغباء أن أمنعه أو أحاول التأثير عليه حفاظاً على بيتي وسعادتي.
(أم أحمد - مسنة) تتساءل: لماذا لاتربي الزوجة زوجها على ماتريد بدلا من خلق المشكلات؟ المشكلة الحقيقية ليست في السفر للخارج بدون زوجة، المشكلة ماوراء ذلك مما تفكر فيه الزوجات، وإذا كان الأمر كذلك فلا يحتاج الموضوع إلى سفر للخارج حتى يمارس الزوج عاداته التي تخشى منها الزوجة.. إذن لابد من معالجة هذه الأمور بعقلانية وعدم تسرع. فالأزواج غالباً مايعودون إلى رشدهم بعد سن معينة.. وما على الزوجة إلا الصبر مؤقتاً.
|