نشرت مجلة عصر الحاسب في عددها الثامن (مايو 2002) حوارا مع رجل الأعمال المعروف ورئيس غرفة الرياض الأستاذ عبد الرحمن الجريسي. وأجرى الحوار د. عبدالرحمن العرينين.
وكان الحوار متعدد الجوانب حول الحاسب وتطبيقاته في غرفةالرياض، والتجارة الإلكترونية و المعلومات الاقتصادية وغير ذلك. وحديثي سيكون عن نقطة مهمة ذكرها الأستاذ الجريسي في معرض حديثه عن نشاط الغرفة، حيث ذكر أن من المشاريع المهمة التي قطعت الغرفة التجارية والصناعية بمدينة الرياض فيها شوطا كبيرا هو مشروع إقامة بنك المعلومات الاقتصادية. ويهدف المشروع إلى توفير قاعدة بيانات هامة ومتخصصة لخدمة قطاع الأعمال ومساعدتهم في اتخاذ القرارات الاستثمارية والتشغيلية والتسويقية وغير ذلك. ولاشك أن هذا من المشاريع المهمة ليس لرجال الأعمال فحسب، ولكن للباحثين والدارسين وغيرهم ممن يريد أن يرصد حركة الاقتصاد في هذا البلد المبارك. والمعلومات الاقتصادية لا تقدر بثمن، وهي من مجالات الاستثمار المربحة والمفيدة.
وسأذكر هنا ما يدل على أهمية المعلومات الاقتصادية في اتخاذ القرار، و في إنجاح المشاريع الاقتصادية أو إفشالها. ففي دراسة نشرتها تجارة الرياض في عددها 28 (شوال 1410 هـ) وقامت بها المؤسسة العربية لضمان الاستثمار، وكان محور الدراسة حول 24 مشروعا استثماريا في 7 دول عربية، وأوضحت تلك الدراسة أن 85% من تلك المشروعات باءت بالفشل. وأرجعت الدراسة سبب ذلك إلى غياب المعلومات الصحيحة التي بنيت عليها تلك المشاريع. مما كان سببا في فشلها. هذه الدراسة نشرت قبل 13 عاما تقريبا. فما هو الحال في هذا العصر الذي انتشرت فيه المعلومات وكثرت وسببت إرباكا يحتاج لتضافر كثير من الجهود المحلية والعربية من أجل السيطرة عليها خصوصا في مجال الاقتصاد. أيضا نلحظ الكثير من عمليات الاحتيال فيما يتعلق بالشركات والمؤسسات الوهمية التي ليس لها وجود على أرض الواقع خصوصا على الإنترنت. على أية حال فهذا المشروع يعد نقطة تحول نوعية في مجال الاهتمام بالمعلومات والحرص على ضبطها وتسهيل سبل الإفادة منها. وتشكر غرفة الرياض على مثل هذا المشروع الحيوي الذين سيخدم المستثمرين. وقبل ذلك يخدم هذا البلد المعطاء. وهذا ليس بمستغرب فالاهتمام بالمعلومات في الوطن العربي وبالمملكة على وجه الخصوص بدآ يأخذان بعدا آخر. وينبغي للمهتمين بهذه المجالات الحيوية أن تتضافر جهودهم فيما يخص التنسيق بين جميع الأطراف ذات العلاقة، من أجل ألا تكرر جهود هنا وهناك في أعمال قد تكون تمت من قبل. ولكن لا يُعرف عنها شيئا. فيا حبذا لو تبذل جهود من أجل التعرف على مشاريع مشابهة تكون عونا لهذا المشروع ومصدر مساندة له. وأخيرا أبارك لغرفة الرياض والقائمين على هذه الخطوة. ومزيدا من التقدم والتطور في مجال المعلومات الاقتصادية. ولا يفوتنا أن أذكر أن غرفة الرياض - أيضا - ستصدر قريبا دليلا إلكترونيا يضم كافة المعلومات عن أنشطة الغرفة ومنسوبيها من التجار والشركات. وهذا الدليل جد مفيد لما يحويه من المعلومات الاقتصادية خصوصاً عن التجار ورجال الأعمال الذين يربو عددهم على 30 ألف منتسب.علاوة على العديد من المعلومات المهمة التي تخص الاقتصاد الوطني والعاملين فيه.
|