* فيينا - من ايفلين ليوبولد رويترز:
يريد كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة الخروج بنتيجة «حاسمة» من محادثاته هذا الاسبوع مع العراق لكن بغداد قلصت امكانية الخروج برد واضح تقبل او ترفض فيه عودة مفتشي الاسلحة الى البلاد.
واوفد العراق الذي يواجه تهديدات امريكية للاطاحة بالرئيس صدام حسين وفدا برئاسة وزير الخارجية ناجي صبري للقاء عنان في فيينا اليوم الخميس و غدا الجمعة.
وتعقد جولة المحادثات وهي الثالثة هذا العام في العاصمة النمسوية وليس في نيويورك حيث يوجد مقر الامم المتحدة بعد ان شكا العراق من تأخير منح اعضاءالوفد تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة.
وكان مفتشو الاسلحة قد غادروا العراق قبل حملة قصف امريكية بريطانية في ديسمبر كانون الاول 1998، وعودة المفتشين لاستكمال مهمة التفتيش عن اسلحةالدمار الشامل ضرورية لرفع العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على العراق منذ 12 عاما عقب غزوه الكويت في عام 1990 .وقال عنان في نيويورك «لا يسعنا ان نجري محادثات الى الابد وامل ان نخلص الى بعض النتائج»، لكن المسؤولين العراقيين يتساءلون عن جدوى السماح بعودة مفتشي الامم المتحدة ما دامت واشنطن تسعى «لتغيير النظام».
وحذرالرئيس الامريكي جورج بوش العراق من انه سيواجه عواقب وخيمة اذا لم يسمح بعودة المفتشين خوفا من ان تنقل بغداد قدراتها الى جماعات تتهمها واشنطن بالارهاب.
وفي الوقت نفسه شكك دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي في قدرة خبراء الاسلحة في الكشف عن المعدات المخبأة حتى بعد عودتهم للعراق.
وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء ان واشنطن لا تتوقع ان يتمخض الاجتماع عن تقدم يذكر.
واضاف قائلا للصحفيين «بالنظر الى سجل الاجتماعات السابقة وبالنظر الى عدم رغبة العراق المستمرة في السماح للمفتشين بممارسة عملهم دون قيود.. فاننا ليس لدينا توقعات او امال لهذا الاجتماع تحديدا».
ومضى قائلا «ممثلوالعراق يواصلون اثارة مسائل يبدو انها تستهدف فقط منع او تأجيل عملية الوفاء بهذه الالتزامات كما انهم لم يبدوا استعدادهم للتعاون بشكل كامل وغير مشروط مع المفتشين».
وصرح محمد الدوري مندوب العراق لدى الامم المتحدة الذي يشارك في محادثات فيينا بان بغداد مستعدة لقبول عودة المفتشين «من حيث المبدأ» لكن بشروط.
واعلن الدوري ان بغداد بحاجة الى الحصول على ردود بشأن التهديدات الامريكية والسبيل الى رفع العقوبات بشكل كامل وانهاء الحظر الجوي الذي تفرضه الولايات المتحدة وبريطانيا على جنوب العراق وشماله.
كما طالب الدوري بحصول العراق على ضمانات بالا يضم فريق المفتشين «جواسيس» وان تتخلص اسرائيل من اسلحتها النووية.
وقال لرويترز «تلقينا بعض الاجابات لكن ليس على معظم اسئلتنا المهمة»، ولم يخول مجلس الامن عنان الرد على الاسئلة ذات المضمون السياسي التي تقدم بها الوفد العراقي في جولة المحادثات السابقة التي جرت في مايو ايار.
ورغم انقسام المجلس الا ان اعضاءه يحاولون التغلب على هذه الخلافات.
ويرى بعض المحللين انه لا يوجد ما يشجع بغداد على القبول بعودة المفتشين لكن يقول البعض ان وجودهم على الارض قد يحول دون هجوم امريكي.
وقال تشارلز دولفر النائب السابق للرئيس التنفيذي لوحدة مفتشي الامم المتحدة «قد يكون هذا افضل سياسة دفاع عن الوطن»، ويضم فريق الامم المتحدة الذي يجري محادثات في فيينا هذا الاسبوع هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة الذي شارك في اجتماعات سابقة واجاب بالتفصيل عن طبيعة اي عمليات تفتيش في المستقبل.
كما يحضر محادثات فيينا محمد البرادعي رئيس اللجنة الدولية للطاقة الذرية وهانز كوريل مستشار الامم المتحدة القانوني ويولي فورونتسوف مبعوث الامم المتحدة الخاص المسؤول عن قضايا متعلقة بالكويت.
وعرض العراق في محادثات مايو ايار اعادة سجلات الكويت التي نهبت اثناء الغزو العراقي عام 1990.
وصرح فريد ايكهارد المتحدث باسم الامم المتحدة ان من المتوقع ان يتم الاتفاق في محادثات فيينا على «آلية» لتنفيذ ذلك .
|