Thursday 4th July,200210871العددالخميس 23 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تساؤلات تساؤلات
أسئلة الرواية..؟
منصور الجهني

من اللافت للنظر على ساحتنا الثقافية، توجه عدد كبير من المبدعين الشباب في الآونة الأخيرة إلى كتابة الرواية، حيث صدر العديد من الروايات الجديدة لمبدعين شباب غالبيتهم من كتاب القصة القصيرة أذكر منهم: عواض العصيمي، محمود تراوري، عبدالحفيظ الشمري، عبدالله التعزي، ليلى الجهني، وقبلهم عبده خال وأحمد الدويحي وعلى الدميني وآخرين.
فيما يمكن اعتباره ظاهرة ثقافية تستدعي من النقاد التوقف عندها، في محاولة لرصد السياق الاجتماعي أو الثقافي الذي استدعى مثل ذلك التحول الذي يبدو كما لو أنه تم في غفلة من النقد.
وهنا أتساءل حول أهمية ما يسمى بالنقد الثقافي الذي يتبناه أستاذنا الفاضل الدكتور الغذامي إذا لم يكن قادراً على التماهي العميق مع البنى الاجتماعية في تحولاتها المستمرة واستكناه آفاق التحولات وانعكاساتها على الفعل الثقافي وتحديداً الإبداعي؟
وإذا كان من بين أهداف ذلك النقد الثقافي التحرر من سلطة النص وهو أمر مشروع من وجهة نظري بل وضروري إلا أن ذلك قد لا يعني أو يبرر القطيعة المطلقة مع النص كفضاء مشترك وليس كمادة أو حقل محدد واستبداله بفضاء آخر اجتماعي أو فكري أو غير ذلك بذريعة تلك اللافتة ثقافي التي قد تتسع إلى حد التلاشي ضمن فضاءات عديدة تشتت الصوت النقدي أو تحوله إلى جزر معزولة بعيداً عن تيارات التدفق الإبداعي وضمن دوائر مغلقة مشاريع تستنزف الجهد النقدي فيما يشبه دراسات متخصصة أو بحوثاً أكاديمية وإذا ما ابتعد النقد عن النص بهذا الشكل، فأعتقد أن ذلك قد يستدعي التساؤل حول مشروعية التسمية نقد خاصة وفق المفهوم المتأصل في تاريخنا الأدبي للنقد وبدلاً من ذلك ربما يمكن نعت ذلك النوع من الكتابة بالفكرية مثلا على اعتبار أنها تتخذ منحىً بحثياً أو تجريباً يبتعد كثيراً عن الجانب التطبيقي أو الإجرائي الذي يميز النقد.
بمعنى أنه ليس مفترضاً من النقد الثقافي تجاوز النص ذاته، إنما إعادة صياغة للعلاقة التقليدية معه، بحيث لا يصبح مجرد قالب يتم التعامل معه من خلال أدوات محددة سلفاً، أو باعتباره مرجعية وحيدة للنقد، إنما باعتباره مشروعاً أو ربما حلماً قابلاً للتشكل المستمر ضمن رؤية إنسانية تتجسد من خلال الإبداع، وضمن فضاء مشترك يسهم كلاهما في صياغته وتشكيله، انطلاقاً من واقع محدد.
ولكن لا أعتقد أن ذلك هو ما يحدث فعلاً.. ربما لأن ذلك النقد الثقافي ما زال يحاول تأصيل مفهومه الجديد، وربما غير الواضح تماماً.
وإذا ما كنا طوال المرحلة السابقة نبرر ذلك الضمور النسبي كمّاً ونوعاً في مجال الإبداع الروائي ونرجعه إلى عدم توافر الشروط الاجتماعية المناسبة لكتابة الرواية فهل يشير ذلك النشاط الذي تشهده الساحة حالياً إلى تحول ما؟
أعتقد أن ذلك ما لم يُجب عليه النقد الثقافي حتى الآن.. وقد لا يكون ذلك ضمن اهتماماته أصلاً.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved