فكرة سانحة
بعض النقاد يثيرون أحيانا نقاشاً حول أدب المرأة، ويتساءلون عنه فيما إذا كان قد أثبت وجوده..
وهؤلاء النقاد يرون أنه يجب أن يكون للمرأة أدب خاص بها يعبر عن أحاسيسها وانفعالاتها كامرأة..
وأذكر أني قرأت قبل مدة في إحدى المجلات العربية التي تعنى بشؤون الأدب اتهاما وجِّه للأديبات العربيات المعاصرات بأنهن لم يستطعن إبراز كيان مستقل لأدب المرأة، وأنهن في كتاباتهن الأدبية لم يعدون تقليد أدب الرجال.
ولست أدري إلى أي مدى يصدق هذا الاتهام بالنسبة للأديبات؟
وإن كنت أعتقد أن الأدب ينبع من المشاعر الإنسانية وهي لا تختلف في المرأة عنها في الرجل.
والفروق الجزئية التي تفرق بين شخصية الرجل والمرأة في رأيي» ليس لها كبير أثر بالنسبة للإنتاج الأدبي.. لكل منهما سمات معينة في بعض النواحي وليس كلها..
والأدب في جملته لا يخرج عن حالتين إما أن يكون أدباً رصيناً صادقاً في التعبير قادرا على التأثير.. أو أدباً مهلهلاً ضعيفاً في أدائه عاجزا عن التعبير والتأثير.
وإذا ما استطاعت المرأة أن تقدم الأدب القوي الرصين المؤثر فلا مجال لاتهامها بعد ذلك بالعجز عن إبراز كيان مستقل لأدب المرأة. والذي أعرفه أن كثيرات من أديباتنا العربيات استطعن أن يقدمن للأدب العربي نتاجاً قيماً لا يمكن تجاهله.. واستطعن أن يحرزن لأنفسهن مكانة مرموقة في ميدان الأدب لا يمكن الحط من شأنها. واتهامهن بعدم إبراز كيان مستقل لأدب المرأة.. هو في رأيي.. اتهام لا معنى له ولا حقيقة تكمن وراءه..
لأنه ليس هناك مجال أن يكون في الأدب فاصل يفصل بين أدب الرجل وأدب المرأة.
|