يلتقي العملاقان البرازيلي والألماني في نهائي حلم طال انتظاره في نهائي مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان اليوم الأحد على استاد يوكوهاما «نحو75 كلم جنوب طوكيو» في مباراة أطلق عليها لقب «أم النهائيات» نظرا لعراقة المنتخبين.
وأحرزت البرازيل اللقب أربع مرات «رقم قياسي» أعوام 1958 و62 و70 و94، في حين توجت ألمانيا بطلة أعوام 1954 و74 و90.
وما يزيد من أهمية المباراة انها فرصة أمام البرازيل للابتعاد بالرقم القياسي من حيث عدد الالقاب، وفرصة أمام ألمانيا لمعادلته. كما انها تأخذ طابع الاثارة لانها المرة الأولى التي يلتقي فيها المنتخبان في النهائيات.
ويخوض كل من المنتخبين المباراة النهائية للمرة السابعة، وكان أحدهما طرفا في لقاء القمة 12 مرة في المباريات النهائية الـ 13 الاخيرة وبالتحديد منذ عام 1950. أما النهائي الوحيد الذي لم يكن احدهما طرفا فيه منذ ذلك التاريخ فكان عام 1978 الذي جمع الارجنتين وهولندا.
كما انه النهائي الثالث على التوالي للبرازيل بعد ان أحرزت اللقب عام 94 في الولايات المتحدة وخسرت في نهائي فرنسا 98 أمام أصحاب الارض فعادلت رقم ألمانيا التي كانت خاضت ثلاث نهائيات متتالية أيضا أعوام 1982 و86 عندما خسرت أمام ايطاليا والارجنتين على التوالي، بينما أحرزت اللقب عام 90.
ولم يكن المنتخبان مرشحين لبلوغ النهائي نظرا للصعوبات الكبيرة التي واجهاها في التصفيات، فكادت البرازيل تغيب عن العرس الكروي للمرة الاولى في تاريخها بعد ان تعرضت لست هزائم في التصفيات وانتظرت حتى مباراتها الاخيرة ضد فنزويلا لتحجز مقعدها بين الكبار.
أما ألمانيا فلم يكن وضعها أفضل فقد اضطرت إلى خوض الملحق الاوروبي ضد أوكرانيا قبل ان تخرج من عنق الزجاجة.
ويشارك في المباراة لاعبا برازيليا كان موقوفا في نصف النهائي هو صانع الالعاب رونالدينيو، بينما يغيب لاعب عن صفوف المنتخب الألماني هو نجم الوسط المتقدم ميكايل بالاك.
وكان رونالدينيو طرد في ربع النهائي ضد انكلترا وغاب عن المباراة ضد تركيا، في حين حصل بالاك على بطاقة صفراء ثانية ضد كوريا الجنوبية فحرم من خوض النهائي.
ولم يقدم المنتخب الألماني اداء رائعا لكنه كان فعالا معظم الاحيان، كما انه لم يواجه اي منتخب عريق في طريقه إلى النهائي، فكان الدور الاول أشبه بنزهة له أمام منتخبات السعودية وجمهورية ايرلندا والكاميرون، ثم تخطى منتخبات عادية وهي البارغواي والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وفاز عليها بنتيجة واحدة 1-صفر في الدور الثاني وربع النهائي ونصف النهائي على التوالي.
في المقابل، لم يختبر المنتخب البرازيلي اطلاقا في الدور الاول في مجموعة سهلة نسبيا ضمت تركيا وكوستاريكا والصين وتخطاها بسهولة، وفي الدور الثاني واجه امتحانا لا يخلو من صعوبة أمام بلجيكا وتغلب عليها بهدفين نظيفين،ثم جاءت المواجهة المرتقبة مع انكلترا فخرج فائزا منها 2-1 رغم تخلفه بهدف، واحتفظ بتقدمه في نصف الساعة الأخيرة رغم اكماله المباراة بعشرة لاعبين، قبل ان يجدد فوزه على تركيا في نصف النهائي 1- صفر.
ويعتبر الهجوم الناري المكون من رونالدو ورونالدينيو وريفالدو نقطة الثقل في المنتخب البرازيلي لانهم سجلوا 13 هدفا من أصل 16 للبرازيل في البطولة الحالية. ويتصدر الأول ترتيب الهدافين برصيد 6 أهداف يليه ريفالدو بالتساوي مع الألماني كلوزه ولكل منهما 5 أهداف. أما رونالدينيو فسجل هدفين كلاهما من ركلتين ثابتتين.
وستكون المواجهة مثيرة بين هذا الثلاثي وحارس المرمى العملاق أوليفر كان الأفضل في العالم حاليا.
ويدين المنتخب الألماني ببلوغ النهائي إلى كان الذي وقف سدا منيعا أمام المنتخبات المنافسة وانقذ مرماه من أهداف أكيدة وهو يأمل ان يصبح ثالث حارس مرمى يحمل شارة القائد ويقود منتخب بلاده إلى إحراز اللقب بعد الايطالي كومبي عامي 1934 و38، والايطالي الشهير دينو زوف عام 1982.
ويعتمد المنتخب الألماني على الكرات الهوائية داخل المنطقة باتجاه رأس مهاجمه كلوزه أحد اكتشافات المونديال الحالي وهو سجل أهدافه الخمسة بتسديدات رأسية، لكنه فشل في هز الشباك اعتبارا من الدور الثاني.
والتقى المنتخبان 18 مرة كان اولها عام 1963 في شتوتغارت وأسفرت عن فوز البرازيل 2-1، وآخرها في بطولة القارات عام 1999 في المكسيك وفازت البرازيل أيضا 4-صفر.
وعموما تتفوق البرازيل لانها فازت على ألمانيا 11 مرة مقابل ثلاث هزائم وتعادلا 4 مرات.
|