المكرم رئيس التحرير المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
كتب الدكتور محمد بن إبراهيم الحسان في كتاب المواطنة وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية «الجزء الأول» المبحث الرابع العمل.
إن قضية الإنسان والعمل هي من القضايا القديمة قدم التاريخ وهي قصة لم تكتمل فصولها وتمتد من العوامل التي أثرت في التطورات الكبرى التي طرأت على العالم كله في القرنين الأخيرين. وعلى مدى التاريخ ظل العمل واحداً من أهم الاحتياجات الإنسانية إن لم يكن أهمها على الاطلاق ذلك أن العمل واحد من أهم الاحتياجات الإنسانية إن لم يكن أهمها على الاطلاق لأن العمل هو مفتاح تحقيق بقية الحاجات والغايات الإنسانية بالإضافة إلى قيمة العمل في حد ذاته وما يحققه للنفس الإنسانية من إحساس بالأهمية والكرامة والرغبة في الحياة. وبشكل عام فلا ينازع أحد فيما يمثله العمل من أهمية قصوى لجميع البشر وللمجتمعات والدول على حد سواء. انتهى.
ما نراه اليوم هو عكس ما نسمعه في مجال السعودة التي أصبحت الشغل الشاغل لكل من يفكر في دينه ومليكه ووطنه لحفظ خيرات وموارد بلادنا الغالية التي أنعم الله عليها بالخيرات من مشرقها إلى مغربها وجنوبها وشمالها وفي كل بقعة آمنة مستقرة في هذا الوطن الغالي حفظه الله ديناً ومليكاً وشعباً.
نعم إننا نفتقد في مجال السعودة خريجي المعاهد المهنية الفنية وبالتحديد «أخصائي التبريد ومهندس الميكانيكا والخراطة والنجارة والسباكة واللحام.. الخ»
إنها النسبة المفقودة للعمل في هذه المجالات والانخراط فيها التي تقدر نسبة السعودة كم %؟
إضافة إلى مؤسسات وشركات قطع الغيار وفروعها المتناثرة في كل محل وعلى كل رصيف تجد وكيلا معتمدا لشركة ما أو مؤسسة.
أين أنتم يا أبناء الوطن يا من قضيتم أعواماً دراسية للحصول على شهادات التخرج الفنية والمهنية فالنسبة الضئيلة ذهبت إلى القطاعات العسكرية والمدنية والأغلبية منها لا تجدها تعمل في مجال اختصاصها بل العكس كما هو الحال اليوم في العمالة الوافدة فالمزارع والعامل استطاع أن يثبت لنفسه ولغيره أنه لا يعمل في مجال مسمى مهنته أو بالأصح المهنة المستقدم إليها بل تجده يعمل ما تعلمه واكتسبه بالخبرة والفطنة الزائدة التي لا تنقصنا فجميعنا أبناء تسعة وأبناء آدم وحواء ولكل مجتهد نصيب.
ولعلنا نتساءل أين دور المعاهد الفنية والتجارية من تأمين الوظائف لهؤلاء الخريجين المهنيين والفنيين فالحرف المهنية نجدها في جميع القطاعات والمنشآت الحكومية والأهلية بجميع فروعها فبالأمس كان معهد البريد يعين جميع الخريجين ولا ننسى أيضاً معهد المراقبين الفنيين. لقد ساهمت هذه المعاهد في تحقيق النجاح لخريجيها كل حسب اختصاصه وضمان مستقبلهم الوظيفي في حينه دون تكبد عناء وبحث مستمر من مكان إلى مكان كما هو الحال في واقعنا اليوم، والله من وراء القصد.
ناصر بن محمد بن حسين |