editorial picture

جريمة جديدة

تحت سمع وبصر العالم هدمت إسرائيل مبنى السلطة الفلسطينية في مدينة الخليل على رؤوس المتحصنين فيه دون أن تعطيهم فرصة للاستسلام.
وتعلم إسرائيل أنَّ فعلتها أو جريمتها الجديدة ستمضي هكذا دون عقاب من قبل الهيئات الدولية ذات الصلة، فمجلس الأمن الدولي أثبت منذ مذبحة جنين أنه غير قادر على التعامل مع إسرائيل وفضَّل يومها تسريح لجنته التي شكَّلها لتقصّي الحقائق حول الجريمة الإسرائيلية في المخيَّم.
والمجتمع الدولي بدوره لن يفعل الكثير طالما أن البعض من النافذين فيه لا يرون غضاضة في أن تهدم إسرائيل المباني فوق من يرون أنهم ارهابيون، وهم بذلك يشجعون إسرائيل على ارتكاب المزيد من الجرائم.
غير أن إسرائيل تدرك أيضا أن من بين هؤلاء الذين تسميهم إرهابيين من يتصدَّى لهذه الجريمة، وهي تعلم تمام العلم أن هؤلاء لن يتركوا مثل هذه الفِعْلة تمضي هكذا دون عقاب.
ومع الصَّمت الدولي بعد جريمة الخليل فسنرى ونسمع أيضا كيف أن الأبواق المؤيِّدة لإسرائيل ستصم الآذان بقدر هائل من الضجيج عندما يحدث الردُّ.
وهكذا تدور هذه الحلقة الدموية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبينما يهبُّ الفلسطينيون للدفاع عن أنفسهم وأرضهم، وفقا لصيغة مقبولة دوليا تتيح لهم مواجهة المحتل، فإن اسرائيل تسعى لإرضاخهم وانتزاع روح المقاومة منهم من خلال هذه الاعتداءات التي لا تتوقف.
ومع استمرار دعم اسرائيل من القوى العظمى بما فيها الولايات المتحدة حتى وإسرائيل ترتكب الجرائم، فإن آفاق التسوية لا تبدو واعدة، وقد رأينا في الخطاب الأخير للرئيس الأمريكي التأييد الواسع لحكومة شارون فيما يسمَّى حربها للدفاع عن النفس.


jazirah logo