* لندن - مارك بنديتش - رويترز:
في الوقت الذي يترنح فيه المستثمرون تحت وطأة سلسلة من الفضائح المحاسبية الكبيرة يكون من السهل نسيان ان «طبخ» الدفاتر فن قديم قدم الدفاتر نفسها.
فقبل فترة طويلة من كشف شركتي وورلدكوم الامريكية للاتصالات وانرون الامريكية للطاقة وأخيرا زيروكس للادوات والمعدات المكتبية عن ثغرات في سجلات حساباتها كانت وول ستريت وغيرها من المراكز المالية غارقة في العار.
فمنذ 20 عاما عندما كان أغلب المتعاملين ومديري الاستثمارات العاملين حاليا مازالوا اطفالا كانت الحسابات والارباح تلفق.
في أواخر الثمانينيات على سبيل المثال أعادت شركات الاعلام تقييم اصولها لاخفاء عبء الديون الضخمة مع ارتفاع أسعار الفائدة، وفي اوائل التسعينيات وصل الامر بروبرت ماكسويل صاحب مجموعة ميرور البريطانية إلى حد سحب اموال من صندوق المعاشات لدعم امبراطوريته المترنحة.
وفي الستينيات تركزت الاضواء على حسابات الشركة الدولية للتليفون والتلغرافات «انترناشونال تليفون اند تليجراف» التي تنامت من خلال مئات من صفقات الشراء لتصبح واحدة من أكبر الشركات الامريكية.
وبالعودة بالتاريخ إلى عهد شركة بحر الجنوب «ساوث سي» في لندن التي ارتفعت اسهمها بشدة في عام 1720 لم تكن أعمال الشركات تخلو من الحيل.
وبعد كل هذه السنوات من «طبخ» الدفاتر ظهرت بعض الوصفات المفضلة لتبدو الحسابات في شكل أفضل وتختلف هذه الوصفات من بلد لبلد لكن فيما يلي أشهرها..
اخفاء نفقات
أسلوب قديم جدا يتمثل في خفض بند الانفاق وتضخيم بند الارباح. وتقضي مبادىء المحاسبة بجواز ترحيل بعض النفقات لحسابات لاحقة. فيمكن لشركات التعدين على سبيل المثال الانفاق بكثافة على اقامة منجم جديد لكنها لا تسجل هذه التكاليف في حساب الارباح والخسائر على الفور.
فبدلا من ذلك تسجل التكاليف في خانة الاصول في كشوف الحسابات وعندما يبدأ المنجم الجديد في تحقيق عائد تخفض التكاليف بمرور الوقت. وقد يغري ذلك بعض الشركات على اخفاء تكاليف أخرى ما كان ينبغي اخفاؤها، وتكشف على سبيل المثال ان بعض الشركات سجلت تكاليف أسعار الفائدة على قروضها داخل خانة الاصول.
|