معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة حظر التجول

  * بيت لحم كريستين هاوزر رويترز:
تسارعت خطى ربة المنزل الفلسطينية لوريس شاي وهي تتجول مثقلة بالمشتريات في السوق المفتوحة في بيت لحم وتسابق الزمن كي تعود إلى منزلها قبل موعد حظر التجول الذي فرضه الجيش الإسرائيلي.
ولوريس شاي هي واحدة من أكثر من نصف مليون فلسطيني من سكان البلدات والمدن والقرى المتناثرة في أنحاء الضفة الغربية والذين تخضع حياتهم للمتطلبات الدائمة التغير للجيش الإسرائيلي.
ففي أقل من ساعة قد تشرع الدبابات الإسرائيلية والقوات في إرغام الفلسطينيين على العودة إلى منازلهم عقب رفع قصير لحظر التجول الذي فرضه الجيش في الاسبوع الماضي كإجراء تقول إسرائيل إنه ضروري لوقف التفجيرات الانتحارية.
وحرصت لوريس شاي على معرفة الوقت من أحد المارة بالقرب من سوق الحي القديم وتقول الأمر يشبه الحياة في السجن، لا نعرف ما سيحدث بين يوم وآخر، إنهم الإسرائيليون يفرضون علينا ما نفعله.
وفي مدن مثل بيت لحم تحدد القوات الإسرائيلية متى يمكن للفلسطينيين إرسال أطفالهم إلى المدارس أو شراء طعامهم أو إخراج القمامة أو إقامة الأعراس وذلك من خلال تحديد الأوقات التي يرفع فيها حظر التجول لفترات قصيرة.
أبو رامي فلسطيني يعكف على شراء مخزون من الطعام ويقول الأمر متروك للإسرائيليين.. وما إذا كانوا راضين عنا أم لا.
وقال رون كيتري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يرغب في منع وقوع المزيد من الهجمات الانتحارية ولا يرغب في إيذاء الفلسطينيين.
وقال كيتري في تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي نحاول تخفيف الشروط على السكان مثل رفع حظر التجول كي يتمكن الناس من شراء المؤن... وسمحنا للطلبة بالخروج وأداء امتحانات القبول.
ودأبت القوات الإسرائيلية على الإغارة على المناطق الفلسطينية بصورة متكررة في إطار الجهود الرامية لقمع الانتفاضة الفلسطينية المتواصلة على مدى 21 شهرا.
واعتبارا من الاسبوع الماضي أعادت القوات الإسرائيلية احتلال رام الله ونابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية والخليل وأخضعت تلك المدن لحظر التجول.
وتكرر ذلك أيضا في مخيمات للاجئين وبلدات مثل طوباس وتيسير وبيت جالا وبيت ساحور ودورا وبلاطة.
ويقول لؤي شعباني وهو من موظفي المكتب المركزي الفلسطيني للإحصاء ان نحو 570 ألف فلسطيني يخضعون الآن لحظر التجول.
وأثناء فترات رفع حظر التجول ينسحب الجنود الإسرائيليون حدود المدن، وحدث في بعض المرات ان اندلع اطلاق النار مع عودتهم.
وقال مسؤولون فلسطيني إن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار الاسبوع الماضي على أحد الأسواق في جنين فقتلوا ثلاثة أطفال ورجلا كانوا يحسبون ان حظر التجول قد رفع.
وقال الجيش الإسرائيلين إن طفلين ورجلا قتلوا وان ذلك كان بطريق الخطأ.
وقال حيدر ارشيد القائم بأعمال المحافظ إن القوات الإسرائيلية في جنين قتلت الصبي الفلسطيني بسام السعدي والذي لم يتجاوز السابعة من عمره.
وقال شهود إن الصبي وغيره من الأطفال رشقوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة فرد أحدهم بفتح النار.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الجنود أطلقوا النار في الهواء عندما خرقت مجموعة من الفلسطينيين العزل حظر التجول واقتربوا من الجنود الذين أطلقوا النار مرة أخرى عندما رفض الفلسطينيون التوقف.
وقال شهود إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار في سوق في قلقيلية أثناء فترة رفع لحظر التجول مما أسفر عن إصابة ثلاثة فلسطينيين بجراح، ولم يصدر عن الجيش تعليق فوري على ذلك.
وقبل إعادة فرض حظر التجول في بيت لحم كانت الشوارع تكتظ بالفلسطينيين لشراء المواد الغذائية، وشملت المعروضات الدواجن والأرانب في أقفاص من الجريد بينما كان الشبان يتجولون على ظهور الخيل والحمير في ساحة المهد.
ولكن في قرية الخضر المجاورة أطلقت القوات الإسرائيلية النار على السيارات لإرغام ركابها على النزول لعبور أحد الحواجز مما أسفر عن إصابة سيدة فلسطينية في الثامنة والستين من العمر ورجل آخر بينما كان حظر التجول لا يزال مرفوعا وذلك حسب أقوال الشهود.
وقال الجيش إنه كان يقوم بعملية تفتيش.
وتقول منال حزان المحامية برابطة حقوق الإنسان في إسرائيل ما شاهدناه خلال الأسابيع القليلة الماضية ليس قصة جديدة، فهم الفلسطينيون يخرجون من منازلهم ليقتلهم الجيش.
وتضيف المحامية قائلة أكثر من ذلك فإن ما يدعو للانزعاج هو ان الجنود يسارعون بفتح النار أثناء النهار ودون ان يكونوا معرضين لأي خطر، وبعد ذلك فان الإجراء هو ان يقول الجيش إنها غلطة.