* كالجاري شدا إسلام ليون مانجاساريان د ب أ:
بعد أعوام من عقد قمم شابتها أعمال شغب من قبل مناهضي العولمة أصر رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان على أن قمة مجموعة الثماني في بلاده ستكون مختلفة... ويبدو أنه كان محقا.
فقد اجتمع زعماء مجموعة الثماني وسط إجراءات أمنية مشددة في منتجع كاناناسكيس الممتلئ بالجبال الصخرية، وهو منتجع باهر الجمال ولكنه منعزل ويقع على مسافة بعيدة عن المتظاهرين.وقد نجح التواجد الأمني الكثيف في ردع حتى أكثر النشطاء عنادا من المغامرة بالدخول إلى المنطقة، التي قال كريتيان مازحا إن الدببة الضخمة تقوم أيضا بحراستها.
وذكرت الشرطة أنها اعتقلت ثلاثة أشخاص فقط، وأنه لم تقع أي أعمال عنف عندما نظم معارضو الرأسمالية اعتصامات احتجاجية سلمية في مدينة كالجاري القريبة التي تشتهر بصناعة النفط، على بعد 100 كيلو متر من مقر انعقاد القمة.
وقال متحدث باسم الشرطة «إن الغالبية العظمى للمتظاهرين يريدون أن يقوموا بتوصيل رسالتهم، ولكن إذا ما كانت هناك موجة عنف، فرسالتنا نحن موجودة».مضيفا أنه أصبح واضحا بشكل متزايد أن النشطاء لا يرغبون في الاشتباك مع رجال الأمن.
وقال إن الشرطة عملت بجد أيضا لتكوين صلات بجماعات الناشطين في الأشهر التي سبقت القمة، مضيفا أن ذلك كان له أثر إيجابي بشكل كبير، ياله من تحول من الدمار والعنف الذي خيم على قمة مجموعة الثماني التي عقدت العام الماضي في مدينة جنوا الإيطالية، عندما أطلقت الشرطة النار على متظاهر فأردته قتيلا، كما أسفرت أعمال العنف بين المتظاهرين والشرطة عن إحداث أضرار بالغة بوسط المدينة.
كما ساعد القرار الصائب سياسيا لكريتيان في جعل قضية التنمية الأفريقية في بؤرة مناقشات اجتماع البلدان الغنية على منع الانتقادات الموجهة لما يطلق عليه نادي البلدان الغنية.
وحتى بعض من أكثر وكالات الإغاثة تشككا بالقمة أشادوا به في النهاية وإن كان على مضض.
وقد وفرت الجبال المغطاة بالجليد والمناخ الهادئ خلفية مثالية لزعماء مجموعة الثماني وهم يجاهدون من أجل إعادة الأجواء غير الرسمية والمرحة التي سادت اجتماعاتهم السابقة.
وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك متحمسا «إنه اجتماع حميمي، وهو بسيط».
واتفق معه رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي الذي قال «إن المناخ العام جيد.. ولاشك في أنه تأثر بالمكان»، مضيفا «إن اتصالاتنا مباشرة وعفوية».
وقال دبلوماسيون إن عدم الالتزام بالشكليات والرسميات هو السمة التي غلبت على القمة، حيث واصل القادة التقاء بعضهم بعضا بشكل غير متوقع فيما بين الاجتماعات.والتقى الرئيس الأمريكي جورج دبليو، بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير على غير المتوقع خلال تواجدهما بالجيمنازيوم في الصباح الباكر، وأخذا يقارنان بين عاداتهم المتعلقة بممارسة التمرينات الرياضية.وذكر الدبلوماسيون أن بوش علق على نظام الغذاء والتمرينات الرياضية الذي يتبعه بلير قائلا «يا له من نظام مدهش»، ورد بلير قائلا «إنك تبدو أنت أيضا في هيئة جيدة».
وقام برودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتمشية في المنطقة المغطاة بأشجار الصنوبر، وخلعا سترتيهما وجلسا على مقعد لمناقشة العلاقات الاوربية-الروسية.
وعلق أحد مساعدي برودي قائلا «لم يكن ذلك ليحدث في أي مكان آخر».
يشار إلى أن مجموعة الثماني تتكون من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة.
وقد تحدث القادة بكل تأكيد واختلفوا حول قضية الشرق الأوسط، والمساعدة في تخفيف حدة الفقر في القارة الأفريقية.
وقال دبلوماسي أوروبي «ولكن كان هناك أيضا قدر كبير من الحديث عن كأس العالم لكرة القدم ومزاح يتسم بالود».
وقال المستشار الالماني جيرهارد شرويدر إنه يسعده أن يقبل عرضا من رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي توصيله إلى طوكيو في طريقه إلى يوكوهاما على متن الطائرة التابعة للحكومة اليابانية لحضور مباراة نهائي بطولة كأس العالم بين ألمانيا والبرازيل.
ويبدو أن الزعماء سعدوا أيضا بكونهم بعيدين عن أكثر من 3000 صحفي حضروا لتغطية القمة.
وقد مكث غالبية الصحفيين في مركز صحفي في كالجاري، وهي بلدة تشتهر بصناعة النفط وتبعد مسافة 100 كيلو متر عن مكان انعقاد القمة، وسمح لعدد قليل من الصحفيين وأطقم المصورين التلفزيونيين بدخول كاناناسكيس.
ولكن اضطر غالبيتهم إلى تغطية الحدث من خلال مؤتمرات الفيديو الصحفية، وما هي الخطوة التالية؟ وردا على سؤال حول ما إذا كانت ثمة نية لعقد اجتماعات مجموعة الثماني عبر شبكة الانترنت، اعترف شيراك الذي سيستضيف قمة المجموعة عام2003 بأن التقنيات الجديدة تقدم وسائل مختلفة «لعقد القمم»، ولكنه أكد أن الاتصالات الشخصية مهمة، مضيفا «من المهم أن تعرف الرجل وردود فعله ومظهره وابتسامته، «بيد أن ثمة حدوداً لتخلي الزعماء عن الرسميات، فقد أصر غالبيتهم على ارتداء حلات داكنة اللون، وبعضهم، كشيراك وشرويدر، رفضوا ارتداء قبعات رعاة البقر البيضاء التي قدمها لهم عمدة كالجاري لدى وصولهم إلى المطار.
وكما أوضح شيراك، فإن العادات القديمة لا تختفي إلا بصعوبة، وقد قبل الزعيم الفرنسي يد وزيرة الصحة الكندية آن ماكلان بشكل ودود التي كانت في استقباله بالمطار لدى وصوله.
ولكن صحيفة كالجاري هيرالد شكت من أن شيراك نظر بازدراء إلى قبعة راعي البقر، وأعطاها إلى أحد مساعديه كما لو كانت ممتلئة بروث البقر.
|