* كابول مهرداد بلالي رويترز:
تسلل عدد من الأفغان الملتحين يتضح من هيئتهم أنهم من رجال الأمن إلى حفل أقامه أجانب غربيون في العاصمة الأفغانية كابول في وقت سابق من هذا الشهر وضربوا بعض الضيوف عندما شاهدوا امرأة أفغانية تحتسي الجعة وترقص.
وطبقا لأناس كانوا في الحفل الذي تصادف مع اجتماع المجلس الأعلى للقبائل الأفغانية (لويا جيركا) فإن المتسللين هاجموا عددا من الأفغان في الحفل لكنهم لم يعتدوا على أي من الأجانب الموجودين به.
ولا يعرف أحد من هم المتسللون لكن الحادث يعبر عن عدم الارتياح الذي تشهده البلاد بسبب الحضور الغربي غير المألوف في مجتمع إسلامي محافظ.
وأبقت عقود من الصراع الداخلي والعزلة أفغانستان التي تخلصت من حكم طالبان منذ الإطاحة به بمنأى عن الأفكار الغربية إلى حد بعيد.
ولم تجد البلاد نفسها تحت أنظار العالم إلا في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول على الولايات المتحدة والتدخل العسكري الأمريكي حيث شهدت تدفق الآلاف من أفراد القوات الأجنبية وعمال المعونة والصحفيين.
والأفغان مشهورون بحسن الضيافة لكنهم لا يتحملون رؤية نساء غربيات يرتدين الجينز.
وجلب الضيوف الجدد معهم عناصر الثقافة وأنماط الحياة الغربية من حفلات ساهرة وموسيقى ورقص وبث تلفزيوني بالأقمار الصناعية وكحوليات وهي أمور كانت محظورة في عهد طالبان وتعرض من يقترفها للضرب والسجن.قال فاضل أحمد مناوي نائب كبير القضاة الأفغان وأحد المجاهدين الذين حاربوا احتلالا سوفيتيا دام عشر سنوات: نحن قلقون من التأثير الغربي على قيمنا... ومن المحتم ان يكون للبرامج التي تبث عبر الأقمار الصناعية ووجود غربيات متبرجات وسلوك البعض قدر من التأثير على شبابنا.لكنه أشار إلى ان التعامل معها يكون من خلال برامج ثقافية لا العنف، نسعى لمواجهة التأثير بتقديم برامج تربوية في مدارسنا.
والأفغان محصنون بدرجة كبيرة إلى الآن على ما يبدو من تأثير الثقافة الليبرالية، حتى أولئك العائدين الذين عاشوا فترات طويلة في المنفى في أوروبا والولايات المتحدة يدافعون باعتزاز عن قيم تقليدية بينما يحاولون توعية شعبهم وخصوصا النساء بما يرون انه قيم إيجابية في الغرب.وغالبية الأفغانيات لا يزلن يجدن صعوبة في التكيف مع وضعهن الجديد رغم مرور أشهر على تحررهن من قيد حكم طالبان الذي حرمهن من العمل والتعليم.
واختارت الأغلبية منهن الاستمرار في ارتداء البرقع في الأماكن العامة، وبينما صعدت نسبة صغيرة من النساء إلى أعلى المناصب السياسية فإن غالبيتهن لا يغامرن بالظهور غالبا ولا يشعرن بارتياح على ما يبدو للعمل مع الرجال.
قالت حليمة كاظم مستشارة الإعلام في قصر الرئاسة الأفغاني: لا ينبغي توقع الكثير من أفغانستان، فهو مجتمع شديد المحافظة، أعتقد انه بمقدور الغربيات ان يظهرن قدرا قليلا من الحشمة... فالأفغان لم يعتادوا على رؤية نساء متبرجات يدخن أو يشربن كحوليات في أماكن عامة.
وترتدي كاظم التي شبت وترعرعت في كاليفورنيا رداء محتشما منذ عودتها إلى أفغانستان بعد الإطاحة بطالبان في العام الماضي.
وأبدى الأفغان تسامحا إلى الآن إزاء الاختلافات الثقافية إذ أنهم ممتنون للغرب الذي ساعدهم على التخلص من طالبان وأعاد الأمن لبلادهم، لكن ذلك قد يتغير إذا شعروا ان القيم وأنماط الحياة الإسلامية معرضة للهجوم.وهناك علامات تدل بالفعل على ان الحرس الإسلامي القديم وأمراء الحرب الذين جرى تهميشهم من السلطة ربما يحاولون تقويض جهود الرئيس حامد قرضاي الذي تلقى تعليمه في الغرب من أجل إضفاء قدر من التحرر.
واستدعت المحكمة العليا مؤخرا سيما سمر المدافعة البارزة عن حقوق المرأة ونائبة الرئيس الأفغاني الأسبق بعد ان اتهمتها جماعة من الإسلاميين بالإلحاد، وتصدرت سمر التي أسقطت الدعوى المرفوعة ضدها لحملة لتشجيع حقوق الإنسان وإعلاء المكانة الاجتماعية للمرأة.
قال رئيس قطاع الفنون والآداب بالتلفزيون الأفغاني: ربما تتبنى حكومتنا أفكارا تقدمية للغاية لكن السؤال هو هل الشعب مستعد لها؟
وأضاف قائلا: الأفغان ليسوا مستعدين للحريات والديمقراطية من النمط الغربي، والحرية بالنسبة لنسائنا تعني ان يكون لهن الحق في التعلم والعمل والحياة لا ان يخلعن البرقع.
|