* الخليل - القدس - غزة - الوكالات:
استنكرت القيادة الفلسطينية الجريمة الاسرائيلية الجديدة في الخليل والتي دمرت خلالها مبنى السلطة الفلسطينية المسمى «المقاطعة» بمن فيه من فلسطينيين كانوا محاصرين داخله . وفي قطاع غزة استشهدت فلسطينية برصاص جنود الاحتلال التي شنت في اطار اعتداءاتها المستمرة حملة اعتقالات كبيرة طالت عدة مدن فلسطينية.
ويخشى ان يكون 15 فلسطينيا لقوا مصرعهم داخل مبنى المقاطعة الذي يضم مكاتب السلطة الفلسطينية والذي نسفه جنود الاحتلال فجر أمس السبت.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان 15 فلسطينيا «تلاحقهم» اسرائيل قتلوا في عملية تدمير المبنى التي استخدم فيها بحسب الاذاعة طنان من المتفجرات.ولم يؤكد ناطق باسم الجيش مقتل الفلسطينيين. لكنه أفاد ان «مسلحين» رفضواالاستسلام كانوا داخل المبنى لدى نسفه. كما لم يكن بوسع المصادر الأمنية الفلسطينية تحديد عدد القتلى.
ولم يعد مقر السلطة الفلسطينية صباح السبت سوى كومة ركام. في حين ظل حظر التجول ساريا في المدينة.
وأفاد شهود فلسطينيون ان المبنى الذي يضم الأجهزة الادارية والمقر العام للأجهزة الأمنية نسف في انفجارين قبل ان تكمل الجرافات تدميره.
وكان الانفجاران شديدي القوة. بحيث أديا الى الحاق أضرار بالمنازل والسيارات وتحطيم الواجهات الزجاجية في محيط بضع مئات الأمتار. وروى أحد السكان ان «الأمر كان أشبه بزلزال. وأهتز أثاث المنزل كله».
ولم يكن في وسع مسؤولين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية ان يحددوا عدد الفلسطينيين الموجودين داخل المبنى عند حصول عملية النسف غير ان بعض المصادر قالت انه كان هناك خمسة فقط من المسلحين داخل المبنى وان ثلاثة منهم هربوا.
وقالت الاذاعة العسكرية ان الفلسطينيين كانوا بمعظمهم أعضاء في «التنظيم» وهي التسمية التي تطلقها اسرائيل على الجناح العسكري لحركة فتح بزعامة ياسرعرفات.
وادعى الجيش سمح «لمسؤولين فلسطينيين كبار باجراء اتصالات مباشرة مع المسلحين في المبنى لحثهم على الاستسلام. إلا ان المسلحين رفضوا وقرر الجيش عندها تدمير المبنى».
وقالت حياة مسودة التي تسكن أقرب المنازل الى موقع المبنى «قطعوا الكهرباء عن المقاطعة ولم نعد نرى شيئا باستثناء جنود يتنقلون من غرفة الى غرفة حاملين مصابيح كهربائية».
وأضافت «أعتقدنا في بادئ الأمر أنهم يبحثون عن المحاصرين . ثم أدركنا بعدها أنهم يضعون متفجرات. وفجأة سمعنا صوت انفجار مذهل لا يمكن وصفه. كان أسوأ من هزة أرضية. أخفيت وجهي تحت غطاء. ثم بكيت حين رأيت ان عائلتي سليمة».
وكانت الجرافات تعمل صباح أمس السبت على إزالة الركام. في حين غادر قسم من الجنود في شاحنات.
وقام الجنود قبل مغادرتهم بتثبيت ذكرى هذا الحدث فصوروا بقايا مبنى المقاطعة.وحرصوا كذلك على تصوير الصحافيين القلائل الواقفين على السطوح المحيطة.
وكان سكان الحي يتابعون المشهد بحذر من سطوح منازلهم ويحصون الأضرار والزجاج المحطم.
والخليل من المدن الفلسطينية الكبرى السبع التي أعاد الجيش احتلالها منذ بدء عملية «الطريق الحازم» في 19 حزيران/يونيو في الضفة الغربية. في أعقاب عمليتين انتحاريتين في القدس أسفرتا عن مقتل 26 اسرائيليا.
كذلك يحتل الجيش الاسرائيلي مدن نابلس وبيت لحم وطولكرم وقلقيلية وجنين ورام الله ويفرض فيها حظر التجول. ولم توفر العملية العسكرية الجديدة سوى مدينة أريحا.
هذا وقد استنكرت السلطة الفلسطينية جريمة التدمير داعية المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية الى تحرك عاجل لوقف الجرائم التي يرتكبها رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون.
وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لوكالة فرانس برس ان «تدمير قوات الاحتلال الاسرائيلية لمقر المقاطعة في الخليل بالكامل جريمة اسرائيلية جديدة ضمن مسلسل الفظائع والجرائم التي يرتكبها شارون».
وقال ان «قوات الاحتلال تخلق يوميا ذرائع واهية لتدمير كافة مقار السلطة الفلسطينية لشل السلطة عن أداء عملها والتخريب على الاصلاحات التي بدأتها».
وأكد ان «شارون يتحدى بتصعيده للجرائم والعدوان الأمتين العربية والاسلامية اللتين يتعين عليهما ان تتحركا بسرعة قبل ان تمتد مخططات شارون العدوانية الى تدمير كل شيء».
ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي وخصوصا اللجنة الرباعية التي تعقد اجتماعا لها الأسبوع المقبل في لندن الى «تحمل مسؤولياتها والتدخل السريع لوضع حد لمخططات شارون والتحرك الفوري بناء على اعلان مدريد الذي يقضي بالانسحاب الفوري ووقف العدوان الاسرائيلي».
وقال أبو ردينة ان «شارون يهدف من وراء عمليات التدمير والقتل بالخليل والجرائم المستمرة الى اعادة الأمور الى ما كانت عليه في السابق من الفوضى والعنف».
وتابع «اذا استمر شارون في مخططاته التدميرية فهذا يعني الغاء كل الاتفاقات المبرمة من طرف واحد وهو اسرائيل».
ولم يستبعد المسؤول الفلسطيني ان «يكون هناك شهداء» داخل المبنى الذي فجره الجيش الاسرائيلي ليل الجمعة الى السبت وأكملت الجرافات العسكرية تدميره.
وأكدت اذاعة الجيش الاسرائيلي مقتل 15 فلسطينيا كان الجيش يحاصرهم داخل المبنى منذ الثلاثاء.
ومن جانب آخر أعلنت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أمس ان امرأة فلسطينية قتلت وأصيب زوجها عندما أطلق الجيش الاسرائيلي النار عليهما أثناء عودتهما الى منزلهما في دير البلح. جنوب قطاع غزة.
وقال الطبيب أحمد رباح مدير مستشفى شهداء الأقصى لوكالة فرانس برس ان «آمنة مصلح اللوح (31 عاما) استشهدت عندما اطلق جنود الاحتلال الاسرائيلي النار عليها في ساعات مبكرة أثناء عودتها الى منزلها مع زوجها على بعد مئات الأمتار من مستعمرة كفر داروم قرب دير البلح».
وأشار رباح الى ان «الشهيدة أصيبت بعدة رصاصات في الوجه والبطن وتركت تنزف في المكان لعدة ساعات حيث منع جنود الاحتلال أي مواطن من الاقتراب منها لاسعافها ما أدى لاستشهادها».
وأوضح ان «زوجها ابراهيم صالح اللوح (32 عاما) أصيب هو الآخر برصاصة في الفخذ وحالته بين متوسطة وصعبة».
وقال مصدر أمني لفرانس برس ان «قوات الاحتلال كعادتها فتحت النار تجاه ابراهيم وزوجته أثناء عودتهما الى منزلهما حيث يقوم جنود الاحتلال الاسرائيلي بدوريات في محيط مستوطنة كفر داروم ويطلقون النار على أي شيء يتحرك».واعتبر المصدر نفسه ان «هذه جريمة جديدة تضاف الى مسلسل الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق المدنيين العزل».
وعلى صعيد آخر اعتقل الجيش الاسرائيلي أمس السبت 35 فلسطينيا بينهم اثنان من أنصار حركة حماس أثناء عمليات قام بها في المناطق التي أعاد احتلالها في الضفة الغربية. بحسب ما أوضحت مصادر فلسطينية.
وقال رئيس بلدية قرية طمون القريبة من جنين (شمال) بشار عودة ان عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرعة وسيارات الجيب دخلت القرية فجرا وتم اعتقال عشرين فلسطينيا فيها.
وتابع رئيس البلدية ان من بين المعتقلين إمام المسجد جواد مطر. مشيراالى ان الجنود تمركزوا في مدرسة.
كذلك قام الجيش بعملية في جنين التي تعتبرها اسرائيل «بؤرة الناشطين» واعتقل فيها خمسة فلسطينيين. بينهم اثنان من أنصار حركة حماس. بحسب ما أوردت مصادر أمنية فلسطينية.
وأشارت المصادر ذاتها الى اعتقال عشرة فلسطينيين مطلوبين من اسرائيل في منطقتي نابلس وطولكرم (شمال).
وأعاد الجيش احتلال سبع مدن فلسطينية كبرى في الضفة الغربية في اطارعملية «الطريق الحازم» التي بدأت في 19 حزيران/يونيو ردا على عمليتين استشهاديتين أسفرتا عن مقتل 26 اسرائيليا.
|