Sunday 30th June,200210867العددالأحد 19 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قطع (الأذناب).. ولا زرع (الإرهاب)..؟! قطع (الأذناب).. ولا زرع (الإرهاب)..؟!
حمّاد بن حامد السالمي

.. جاء في الأخبار؛ قبل بضعة أيام مضت؛ أن الأجهزة والجهات الأمنية في المملكة؛ قد تمكنت بكل قوة واقتدار؛ من القبض على عصابة إجرامية؛ من تلك الخلايا السرطانية الخبيثة؛ التي يسمونها (نائمة)؛ والتي هي (تبع) لقاعدة إرهابية هناك؛ من دأب أقطابها ورموزها؛ إرهاب العباد؛ وفساد البلاد؛ والتي يقودها ضالون مضللون؛ يتكهفون ويتجحرون في ظلمات بعضها فوق بعض، في جبال (كوروش وتورا بورا) الأفغانية. فالحمد لله الذي مكن منهم؛ فأخزاهم، وفضح نواياهم، وحفظ وطننا ومواطنينا من شرورهم، فرد كيدهم إلى نحورهم، وخيّب فيهم ظن كبرائهم الفجرة؛ الذين علّموهم كيف يخربون، ويفسدون، ويقتلون، ويرهبون الناس أجمعين.
.. كل المواطنين (المخلصين الشرفاء) في هذا البلد؛ تابعوا خبر هذه العصابة المجرمة؛ فرفعوا أكفهم إلى السماء؛ حامدين الله على ما منَّ عليهم في بلدهم من أمن؛ مصدره اليقظة التي يتحلى بها رجال أمنهم، والغيرة التي عليها الشرفاء والخلصاء منهم، داعين على العملاء والأذناب، بالمحق والخسف، والتدمير بسوء التدبير، والفضح المكين، والخزي المبين، نكالاً لهم، وعبرة لغيرهم. فاللهم آمين.. آمين.. آمين.. يارب العالمين.
.. لقد ساد ارتياح كبير لخبر القبض على هذه الزمرة الفاسدة؛ قبل تنفيذ مخططاتها الإجرامية ضد الآمنين من المواطنين والمقيمين، وهذا عمل في جوهره؛ إنجاز يحسب لكافة الأجهزة الأمنية في المملكة، التي تسهر على أمن البلاد وراحة العباد، وتجنيبهم كافة الخسائر البشرية والمادية؛ التي يمكن أن تحدث؛ نتيجة أفعال الشواذ الأفاقين، الذين هم قمة الجبن، وعنوان العار في هذا العصر.
.. كان الملفت في حيثيات ما جرى، من الملاحقة والتحري، ثم القبض على الجناة؛ أنهم جميعهم من الذين يحملون جنسية هذا البلد الطاهر؛ ما عدا مواطن سوداني؛ وجد الدعم والمساندة في الهرب من البلاد؛ من قبل شخص عراقي؛ وستة من السعوديين؛ مع كل أسف..!
.. إنه إذا كان هناك من أسف في مثل هذا الأمر؛ فهو أن نجد سعوديين في هذا الزمان؛ يوصفون بالمجرمين والجناة؛ وبالإرهابيين؛ والقتلة، وبالعملاء والأذناب..! الأمر الذي لم نعرفه من قبل في مواطنينا..! ولكن إذا عرفنا أن رأس الأفعى التي ظهرت في أفغانستان قبل أكثر من عقد، هو ممن كان يحمل فيما سبق جنسية هذه البلاد؛ فلا عجب إذن؛ أن نشهد من بين أذنابها؛ سعوديين من أهل الغفل أو الزيف والضلال، ولكن في آخر الأمر؛ فإنّ ما يُرتكب من أوزار هنا أو هناك؛ إنما يعود بوزره على من أوزر؛ سواء كان هذا رأساً أو ذنباً.
.. حقيقة .. لقد شعرت بضيق شديد لا يوصف؛ وأنا أستمع إلى تفاصيل كان يسردها بعض الوسائل الإعلامية المرئية قبل أسبوعين؛ مدعومة بتحليلات مغرضة من (محللين تحت الطلب)..! خاصة وأن هؤلاء الجناة، إنما يتوجهون بخططهم الخبيثة؛ وأفعالهم الشريرة؛ نحو بلادهم وأهلهم؛ الذين يقولون إنهم ينتسبون إليها وإليهم، وأن شريكهم غير السعودي؛ لم يعدم من بين هؤلاء الأذناب؛ من يعينه على الهرب؛ فالأذناب تتساوى أمام السوءات وقبح الفعلات، فلا فرق بين ذنب عميل ينفذ خطط أسياده، وبين ذنب آخر يؤازر هذه الأفعال البشعة، حتى ولو بالسكوت على جرم يراه؛ وهذا أدنى الشرور التي يمررها المارقون في حق أوطانهم، ولأن الأوطان لا تغفر لمن عاقها أو ضارها من بين أبنائها، فالجزاء ليس أقل من قطع العضو المريض في جسم هذا الوطن؛ كي تنجو بقية أعضائه من السقم.
.. قبل الإعلان عن هذه الخلية الفاسدة؛ كنا قد تابعنا بكل أسف مرة أخرى وأخرى أخبار خلية فاسدة (أخرى)؛ في المملكة المغربية الشقيقة، جرى تفكيكها وإبطال شرها المستطير، وتألمنا كثيراً لوجود أسماء سعوديين فيها، وإذا ما ثبتت التهم الموجهة نحوهم هناك وهي كثيرة وكلها فساد في فساد، فهي والله فضيحة تسود منها الوجوه..!
.. سؤال بل أسئلة؛ تتردد بين العقلاء اليوم في هذه البلاد: أي عقول تحملها هذه الرؤوس هذا إذا كانت تحمل عقولاً ترتضي لنفسها أن تتمرغ في تراب الإجرام هناك في أحضان (قاعدة الفساد)، فتندب نفسها لتنفيذ أفعال مشينة؛ تسيء بها إلى بلادها، وإلى أهلها، الذين لم يعرف عنهم على مر التاريخ؛ أنهم يكرهون الغرباء، أو يعادون الأقرباء، أو يسعون في الأرض فسادا..؟!
.. ماذا حدث لهؤلاء الناس؛ حتى يسعوا إلى الموت بأنفسهم هكذا عبطاً، ويسلموا رقابهم إلى المشانق..؟!
.. أي سحر خبيث تنفثه كهوف (تورا بورا)؛ فيصيب بالخدر عقول أمثال هؤلاء من البشر، فيدفع بهم إلى الخطأ كفراشات بلهاء..؟!
.. لا بد أنها التبعية البغيضة؛ وعبادة الفرد، تلك التي تسلب الجبناء والضعفاء عقولهم وقلوبهم، فتحيلهم إلى دمى طيعة؛ يلعب بها الساحر الكبير؛ وهو يقهقه ويضحك من غبائهم وجهلهم المركّب..!
.. وأنها الشخصية المهزوزة؛ والنفس المريضة؛ التي تمكن أصحاب السوء من بعض الضعفاء؛ فيتخذون منهم أذناباً تستر بعض سوءاتهم وعوراتهم إلى حين..!
.. إن حساب هؤلاء الأذناب؛ يجب أن يكون عسيراً... عسيراً.. عسيراً.. وعلى مرأى ومسمع من الأشهاد؛ حتى يعرف كافة الأذناب؛ وأذناب الأذناب؛ أن حبل الكذب قصير؛ وأن درب النفاق أقصر، وأن الحق لا تخفضه عبرات التماسيح؛ وأن الباطل لا تعليه عبارات التواشيح.
.. إن جرم الأذناب في حق بلادهم شديد.. شديد.. وما هو أشد منه، تعاطف المنافقين، ومؤازرة الفرحين من أهل الباطل، الذين لا يعرفون حقاً لوطن، ولا حمية بين جنباتهم. لمواطن..!
.. إن الواجب يحتم على المواطن الشريف؛ الغيرة على أهله؛ والحمية لبلده؛ بأن يجعل من نفسه رقيباً مسئولاً؛ يرصد ما يرى من متغيرات أو تصرفات شاذة، فيبلغ الجهات الأمنية بما يرى؛ نصرة للحق، ودرءاً للباطل، فهذا أقل ما يمكن من واجب يؤديه الفرد لوطنه، خاصة في هذا الظرف العصيب الغريب؛ الذي نرى فيه كيف يستدرج المغفلون والجهلة؛ إلى حتوف غامضة؛ ومصائر محتومة، وكأنهم نعاج تساق إلى مذبح.
.. هذه بلادنا التي نعرفها؛ أرض العطاء؛ وشعب الوفاء؛ كانت وما زالت منذ القدم؛ هي.. هي.. تلك الصخرة العربية الصلدة؛ التي تتكسر على صفحها؛ قرون النطحاء من الحمقى والمغفلين..!
.. شكراً لكم ياحراس الأمن؛ ويا أرباب الأمان.
.. وشكراً لكم أيها الكتّاب الشرفاء الأوفياء؛ الذين قلتم كلمتكم مع الحق وضد الباطل.
.. وشكراً لكم يا أيها المواطنون الغيورون، الذين تشكلون بعقولكم النيرة؛ وبمشاعركم النبيلة؛ خطاً دفاعياً مسانداً؛ ضد سفل المتسفلين؛ وتبعية المنافقين، ونجس المتذنبين..!
.. وشكراً لكم يا (بعض ) الخطباء؛ الذين أبنتم أوجه الزيف والضلال في مثل هذه الزمرة الباغية، التي تدين بالولاء والتبعية؛ لأهل البغي والضلال، وما تضمره من نوايا شريرة، وما تخطط له من أعمال فاسدة، وما تمثله من خروج على الإجماع، يستحق الردع بالقوة.
.. شكراً لك يا الله؛ فما أسرع ما تفضح الظالم بظلمه، وتكشف الفاسد بفسده، وتعري سوءات المذنبين؛ بما لهم من أذناب قذرة؛ ليس لها من نصيب في حياتها هذه؛ إلا النجس الذي هي عليه؛ وتعمل من أجله.

fax:02736155

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved