وأخيراً.. انتصر النصر.
وتربع على عرش البطولة.. للمنطقة الوسطى.. ومن يدري فربما قادته عزيمته إلى البطولة النهائية في الدوري الممتاز ... لعب النصر بقوة وإصرار وتصميم على الفوز... ليس في مباراة الجمعة الماضية فقط. ولكن في جميع مباريات الدوري، كانت تسود النادي روح الهدوء والتعاون والتكاتف، لم ينشق النادي على بعضه.
لم تتفرق كلمة الإدارة.. لم يتعال اللاعبون على الحكم..
داوم اللاعبون على التمارين.. تعلموا كيف تكون الطاعة للمدرب، والنظام في اللعب، والمحافظة على اللياقة الكاملة، وفي اللعب.. هم أخوة، وهم فرد واحد أمام مصلحة النادي...
وأمام الكسب.. تتلاشى الأنانية، وتذوب الذاتية، هذا هو فريق النصر اليوم.
يوم أن صعد من مصاف الدرجة الثانية ليلعب مباراة الصعود والهبوط في سنتين متلاحقتين، يوم ان اعترض المعترضون على بقائه في الدرجة الأولى، ويوم أن وقف المتشائمون منه موقفاً معروفاً..
أردت بهذا أن أحيي نادي النصر وأشد على يده مهنئاً على البطولة التي حققها، والنصر الذي يلعب له وباسمه.
ولنلق نظرة سريعة على مباراة الختام بالنسبة للنصر وللفريق المناضل المكافح الشباب..
بعد أن تكهن وسوف «ولو لو» من تساؤله ذلك أعلنت صفارة الحكم بدء المباراة المنتظرة بين فريقين يلعبان المباراة النهائية والتي تحدد مصير كل منهما. فالأول يلعب للصدارة، والثاني يلعب كي يبتعد عن آخر القائمة، وطبيعي أن تكون مباراة مثيرة تطغى عليها الأعصاب قبل ملامح الفن والإجادة فيها.
ولعب الشباب شوطاً متكاملاً متماسكاً لم نر الشباب يؤديه منذ زمن بعيد.. منذ أن عرف الشباب فريقاً قوياً عنيداً طموحاً، لم تمزقه الغايات ولم تفتت من عزيمته سوء إدارة أو نقص في التدريب.. وكاد الشباب يكتم أنفاس كثير من مشجعي النصر إن هو لم يعقل ذلك، وحقق انتصاراً سريعاً في أول دقائق وسجل هدفاً جميلاً، ثم .. ماذا.. ثم انطفت الشعلة التي أنارت الطريق للهجوم لحظات، وتراجع الفريق «ضاع هجومه في دفاعه وتخلخلت منطقة الوسط، وباختصار نام الفريق الذي كان كالفرس الجامح في البداية.
وبدأ النصر بداية ضعيفة وبهرته تحركات الفريق المضاد وفي مخيلتهم هزيمة نكراء، وزاد من إرباكه الهدف المبكر الذي أصاب مرماه ومما أضعف هجوم النصر في الشوط الأول عدم تركيز خط الوسط وبالتالي تراجع خط الهجوم عند استبدال اللاعب رقم 9 باللاعب رقم 12 حمندي رجع خط الضعف كما كان في المباريات السابقة برأينا الفريق يتكامل ويهجم ويضغط وكأنه فريق آخر غيره في الشوط الأول وأحرز ستة أهداف متلاحقة في ظرف ثلاثين دقيقة.
وأخيراً.. مرة أخرى هنيئاً بنصره.
وحظاً سعيداً للشباب في مبارياته القادمة والتي نأمل أن تكون نهايتها في صالحه نظراً لتاريخه الطويل وكفاحه المرير في خدمة الكرة ورفع مستواها وسيفتح الباب «للمركز الثاني» لثلاثة أندية منها ناديان كبيران عتيدان، وثالثهما هو ناد صاعد نجومه تتلألأ، واسمه أصبح يرعب..
ولعل هذا العام هو عام النجوم الصاعدة والفرق التي تلعب للكسب بجدية ورجولة، وان غداً لنظاره قريب.
ناقد رياضي |