وجدته يمسك بيديه بعض الأشرطة والأوراق، يمشي مسرعاً في أحد اروقة الإذاعة بالرياض.. ومن حسن الحظ أن النور الأحمر الذي كان مفتوحاً على باب الاستوديو قد استوقفه لي وإلا لما تمكنت من اللحاق به. وقلت له بعد تقديم بعض ألفاظ التحية..
«مستعجل والا أيه»
باقي عشر دقائق تماماً ثم تعرض أقوال الصحف وهكذا لن نستريح من «اللقافة» الصحفية .. وخجلت عند اتهامه لنا بأننا «ملاقيف» ولكنني قلت.
إذا قدر لك أن تنجو في الأعداد الماضية فهذه المرة لن تفلت منها.
فرد علي قائلاً:
إذن بعد أن انتهي من تسجيل أقوال الصحف.
والآن دعني عزيزي القارئ وريثما ينهي الصديق الإذاعي محمد كامل خطاب من إنهاء تسجيله اتحدث لك عنه.
عرفناه من خلال المايكروفون صوتاً جميلاً يعتز به كل مواطن ويشعر أن بلادنا وجزيرتنا غنية بمواهبها وكفاءاتها الوطنية. ولعل الاستاذ الخطاب خير مثل يرد به على من يقول ليس لدينا أصوات أو «حناجر» ومن الأفضل أن نستوردها من الخارج.
فرغم الخبرة القصيرة التي مر بها في حياته الإذاعية فهو يعتبر كفاءة نادرة ويداً سعودية سدت مكاناً شاغراً.
وفرغ من أقوال الصحف ودخلت معه مكتبة في الدور الأول من مبنى الإذاعة ثم فاجأته بالسؤال التقليدي.
س متى ولدت وأين وأرجو أن تعطي القراء نبذة عن حياتك العملية؟
ج في المدينة المنورة عام 1361ه.
وأول عمل التحقت به هو مذيع بمحطة تلفزيون أرامكو قبل حوالي خمس سنوات وكان ذلك تحقيقا وانسجاماً مع رغبة نمت منذ الساعات الأولى لمرحلة طفولتي المتأخرة ثم اضطررت إلى تركه لظروف خاصة وقبيل افتتاح إذاعة الرياض بفترة وجيزة انتظمت في سلك العمل الإذاعي بوزارة الإعلام.
س لعل هذه فرصة طيبة تقدم لك الصفحة فيها التهنئة على دخول القفص الذهبي.
ج أشكر للصفحة انتهازها لهذه الفرصة الثمينة لتهنئتي بالزواج!
س بالمناسبة كثير من أهل الفن يعتقد أن الزواج يتعارض مع الحياة الفنية.
والآن ما رأي المجرب . وهل أنت سعيد؟.
ج الحقيقة أنه لا علم لي عما إذا كان الفنانون يعتقدون أن الزواج يتعارض مع الحياة الفنية وفي رأيي أن الزواج من البعلة التي يقتنع بها المرء وتقتنع به ويسلكا دروب الحياة المستقيمة والمتعرجة بنفس الدرجة من الحماس والاقتناع أو أقل قليلاً سيكون زواجاً نافعاً للبشرية جمعاء ومنها فئة الفنانين.. ومن حيث تلطف الصفحة بالاستعلام عما إذا كنت سعيداً في حياتي الزوجية فإنني استميحها العذر بإجابتي بأنني لا أدري عما إذا كنت سعيداً أم لا فأنا لا أدرك المفهوم الحقيقي لمعنى السعادة .... ولا ما هي السعادة.
س هل تفضل الإذاعة أم التليفزيون ومن أي ناحية؟
ج أظن أن كليهما وسيلة إعلامية هامة ولا مجال للتفضيل بينهما.
س هل تسمع وتشاهد الإذاعة والتليفزيون كمذيع مسؤول أم كمشاهد ومستمع فقط؟
ج أحرص دائماً على السماع والمشاهدة كمستمع ومشاهد.
س ما هو البرنامج التليفزيوني الذي تفضله إذن كمشاهد أو كمستمع؟
ج برنامج مجالس الإيمان وألحان من الشرق والغرب.
س ما هو أحسن برنامج قدمته في نظرك.
ج كلها في نظري الآن كان ينبغي أن تقدم بصورة أفضل أداء وصوتاً ولغة وإخراجاً.
س لو انتقدت الإذاعة والتليفزيون كمستمع ومشاهد ماذا تقول؟
ج الإذاعة والتلفزيون كلاهما تنقصه الخبرات الفنية والإدارية الكافية لتسيير دفة جهازيهما البرامجي والإداري بالمستوى الذي يتطلع إليه كل مواطن ولست راغباً في الانضمام للذين يقولون بأن ما حققته الإذاعة والتلفزيون في فترة قصيرة، ورغم قلة خبراتها البشرية كان في المستوى العظيم.
وأنا كمواطن وكمشاهد وكمستمع أرجو أن يتمكن المسؤولون الكبار في وزارة الإعلام وفي مقدمتهم الوزير الشاب الشيخ جميل الحجيلان من تحقيق الوفرة والجودة في انتاج هذين الحقلين الشديدي الصلة بحياة الجماهير العامة والخاصة، وحكمهم عليهما سيعتمد في الدرجة الأولى على ما يقدم لهم من خلالهما.
وبعد ذلك ودعت الأستاذ الإذاعي محمد كامل خطاب متمنياً له ولزملائه مزيداً من التوفيق والنجاح.
|