** بادئ ذي بدء «أقسم» أنني ما كنت أود الخوض في الموضوع أدناه، لعدة اعتبارات، أهمها أن الوقت غير مناسب من وجهة نظري، ثم لأن المعني بالأمر «سلّم» الجمل بما حمل، لولا أن زميلنا «المحسوب» أحمد الشمراني قد رأى من خلال الحلقة «7» من مسلسله التراجيدي الموسوم ب«الإخفاق» بأن الوقت ملائم لهكذا طرح.. لذلك لم يتردد في سكب وجهة نظره وتقديراته تلك بحذافيرها إيماناً منه كما يبدو بأن الفرصة لن تتكرر «؟!».
** وقبل الدخول في تفاصيل بعض ما جاء في موضوع زميلنا الذي لم يستطع السيطرة على مشاعره.. لذلك جاء تناوله عبارة عن مزيج من التناقضات والاسقاطات والمراوغات، بل خليط من الادعاءات «لتفصيل» حسب مقاييسه الخاصة، وهو ما أفصح عنه صراحة وبخط يده.. أقول: «إنني لست بصدد الدفاع أو المحاماة عن زيد أو عبيد بقدر ما أحاول وضع الأمور في نصابها، وأجري على الله.
** فالشمراني «دلق» في الحلقة المذكورة من المسلسل إياه بمجموعة من التساؤلات التي لن أقول إنها غبية، ولكنني أحسبها استغبائية.. فهي جاءت كامتداد وتكرار لوقوعات تناولية سابقة له، وإن جاءت بصيغ أخرى.. كذلك أستبعد تماماً أي دور للشجاعة الأدبية فيما ورد في ثنايا وبين سطور الزميل، حتى وإن تظاهر بالوقوع تحت تأثيرها.. كوني أحتفظ من الأدلة القاطعة ما ينفي عنه هذه التهمة، والتي سأوردها لاحقاً.
** أولى انزلاقات الزميل المتعمدة تمثلت في كون موضوع الحلقة في واد ومضمون عنوانها وعنوان المسلسل في واد آخر..« الإخفاق»؟!
وثانيها: أنه عمل من خلال مبدأ شبيه بمبدأ «حُط بينك وبين النار شيخ» فاستخدم النجم السابق ماجد عبدالله «مطية» ليقول أشياء يستلزم تمريرها استخدام مجموعة من الأساليب، مثل التسلق، والنط على الاكتاف كمبررات للوصول إلى الأهداف.. فأساء لماجد من حيث صوَّر للآخرين أنه يحسن إليه، وذلك بوضعه موضع البطل الخرافي لواحدة من القصص الخيالية التي سمعنا عنها في حكايات ألف ليلة وليلة .. على طريقة الغاية تبرر الوسيلة «؟!».
تساؤلات تبحث عن إجابات
** لماذا اختار أحمد الشمراني هذا الوقت تحديداً لفتح مظاريفه وبالتالي فتح ملفات تراكمت عليها الأتربة غيرها وشرها.. ولماذا «راغ» عن اعلان الكابتن الجابر المسبق باعتزال اللعب دولياً والمطالبة بإبعاده تحقيقاً لرغبات خاصة وليس لمصلحة واضحة.. ولماذا حاول جاهداً تقديم هذا الجابر على أنه على ذلك القدر من كراهية الجماهير والإعلام، رغم أنه تحمل استفزازات واساءات عينات من حثالة الجماهير الهابطة إلى درجة الاعتداء عليه في المنصة، وأحسب أن الشمراني شاهد على تلك الواقعة بحكم أهلاويته غير المتشددة على حد قوله «!!».. ثم بحكم أن الأهلى كان طرفاً في ذلك اللقاء «؟!».
ثم لماذا أجهد نفسه في «دس» وهم وجود حالة من العداء وعدم الوفاق بين الجابر والإعلام وتحميله مسؤولية تلك الحالة.. مع أن الجابر أكثر وأميز لاعب سعودي ثقافة ولباقة وموضوعية واحتراماً لزملائه وللإعلام والجماهير على مر التاريخ.. فلم يحدث أن أساء أو أهان أي طرف من هذه الأطراف، كأن قال مثلاً وعلى الهواء مباشرة «أنتم لا تفهمون شيئاً» رغم غثاثة وضحالة عدد كبير ممن يقومون بمهام قذف الأسئلة السخيفة والتافهة في وجهه «؟!».
** وما دخل المصلحة العامة في قيام الزميل بنبش التوابيت، وجمع تلك الكميات من محفزات التكريه ضد لاعب ودع الساحة الدولية بدلاً من الحث على ذكر محاسنه وتكريمه لقاء مستوياته وعطاءاته التي لا ينكرها إلا من في قلبه مرض، لا من خلال مزاجية كاتب أو تعصبية مدرج، وطالما أننا نتفق جميعاً بمن فينا أحمد الشمراني على تميز هذا اللاعب «؟!».
الخلاصة
** يتبين بأن نسبة عالية من جماهيرية النجم ماجد «الذي احترمه، ولا أدعي عشقه».. والتي راهن كما يتضح الشمراني على قدرتها على حماية «مزاده العلني» كان الفضل فيها للهلال ولشباك الهلال، وقبل ذلك وبعده لمثالية ووعي أنصار الهلال.
** كما يتضح وبالأدلة القاطعة بأن «عيب» رفض المدرج المزعوم للجابر لم يكن بسبب المستوى.. وإنما لأسباب واعتبارات أخرى لها علاقة وثيقة بالهلال، وبشباك أندية تلك المدرجات، وبأهداف الجابر الحاسمة في تلك الشباك، علاوة على دوافع أخرى شكلتها حسابات انتمائية ضيقة انحدرت بالمفاهيم والواجبات إلى أدنى مستوى يمكن أن يتخيله العقل في مناهضة المنتخب بتلك البساطة ولتلك الأسباب الحقيرة «؟!!».
** أجزم لو أن ماجد كان يلعب للهلال، وسامي للنصر لكان سامي في نظر الشمراني ومدرجه ونظرائه هو موحد المدرجات، ومنتزع الآهات.. ولقالوا في ماجد ما لم يقله مالك في الخمر واسألوا الأجيال والتاريخ «؟!».
** وللتاريخ والتذكير أيضاً: فلم يحدث أن اشترط أو ساوم سامي بن عبدالله الجابر على حساب المنتخب أو النادي طوال تاريخه الرياضي المديد.. وها هو يسلم الراية لفارس آخر.. وأرجو ألا يكون هلالياً وإلا تحولت البقية الباقية من الجماهير غير الهلالية إلى مؤازرة المنتخبات المنافسة لمنتخبنا، وهو ما حذَّر منه الزميل ضمنا على اعتبار أنه الوكيل الشرعي والمتحدث الرسمي باسم الجماهير والشوارع الرياضية.. كذلك لم يحدث أن سُخرت الأقلام لالتماس المبررات لأية هفوة فنية وقع فيها الجابر كما يقع أقرانه الكبار كما كان يحدث لنجوم آخرين كانت تتبارى الأقلام في إقناع الرأي العام بالتفنن في تبرير هفواتهم بترديد مقولات مثل «عاندته الكرة، أو تمردت عليه»؟!.
** استبعدت في مستهل هذا الموضوع أي دور للشجاعة أو البسالة بجميع أشكالها في دفع الزميل لاستجماع هذا الكم من الحمم وقذفها دفعة واحدة، بعد أن تأكد من عدم جدوى استفراغها بالقطاعي أو على دفعات من خلال حلقات مسلسلاته.. وقلت إنه بريء من هذه التهمة، وإن لدي الأدلة القاطعة على براءته، وأنا ما زلت عند وعدي، وسأذكر واحدة فقط من عدد من الوقائع الدامغة.
** ففي مسلسله المنشور تباعاً في أعقاب انقضاء الموسم لم يترك شاردة ولا واردة تعنى بجهات بعينها حدثت خلاله مع ربطها تماماً بأحداث الموسم الذي سبقه إلا وتطرق لها بإسهاب.. إلا أنه وكالعادة «نط» وطنش مع سابق اصرار وترصد عن ذكر أبرز وأهم أحداث الموسم قبل الماضي، والمتمثلة بواقعة جزائية الكاتو بنفس الكيفية التي مارسها «صديقه» المهنا في النط والتطنيش.. أما الأسباب وراء عدم ذكرها من قبل الزميل فأنتم تعرفون وأنا وهو نعرف أدق تفاصيلها، فأين الشجاعة، وأين الأمانة.. بل أين الصدق مع النفس، وخصوصاً أن الزميل أحمد ما أنفك يرش الدروس في الوطنية والمصلحة العامة، وما يجب وما لا يجب، وفي كل الاتجاهات «؟!».
تصويبة
إذا رضيت عني كرام عشيرتي فما زال غضباناً عليّ لئامها |
|