Saturday 29th June,200210866العددالسبت 18 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مؤيداً القاضي في رأيه مؤيداً القاضي في رأيه
كلمة شيخ لها من الهيبة ما ليس لكلمة دكتور

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الكاتب المبدع - تأتي كلماته كالماء العذب النمير- وكالشلال المتدفق الرقراق.. الذي يلطف حرارة الصيف اللاهبة.. تأتي كلماته محلقة مجنحة.. تعيش معها وكأنك في بستان أخضر.. تحس وكأن زمانك أخضر.. وكل ماحولك يوحي بالتسامح.. بدلاً من الأنفس التي شدتها ظروف الحياة.. فبدت كلماتها شاحبة توحي بالتشاؤم.. وكلمات الأديب الاستاذ حمد القاضي تأتي دائماً على هذا الطراز العذب النمير الصافي ومنها كلمة في العدد (10854) بعنوان (الفتوى بين المشايخ والدكاترة..!).
وتحدث فيها عن كلمتي «الشيخ» و«الدكتور» وأنا مع القاضي دائماً في آرائه: (لا صار خصيمك القاضي.. من تقاضي).. لأن آراءه دائما تأتي متفقة مع الفطرة السليمة والرأي الصائب المقنع.. الذي هو دائماً في القلب وعلى طرف اللسان.. أجل إن كلمة «شيخ» لها من الهيبة ما ليس لكلمة دكتور.. لان كلمة «شيخ» لفظة عربية أصيلة وردت في كتاب الله الكريم - أما كلمة دكتور - فهي لفظة أجنبية دخيلة أتمنى ان نجد مقابلا لها في لغتنا العربية.. بل ان البعض ذهب إلى ان الدكتوراه تعني في آخرها «التوراة»!!.
أجل إن كلمة «دكتور» تمسح الهيبة والوقار من طلاب العلم الشرعي الإلهي العظيم الذي يجب ان يكون خالصاً من الشوائب والكلمات الدخيلة وكما قال الكاتب المبدع فإن سماع الفتوح.. من طالب علم يطلق عليه «شيخ» أجدى قبولاً في النفس من طالب علم سمي «دكتوراً».. أو أضيف إلى اسمه حرف (د).
وفي زماننا المليء بالمتناقضات والعجائب.. أصبحت كلمة «شيخ» تطلق على كل من هب ودب.. حتى ولو كان نصيبه من العلم الشرعي شروى نقير.. ولايرضى دون كلمة شيخ بديلا.. ولو خوطب بدون هذه الكلمة لاعتبر الخطاب «جافاً» وفحّ فحيح الأفعى.. فلله درّك يا زمان الصحابة والتابعين.. الذي يخشون النفاق خشية كبيرة ويخافون الله وعذابه.. وينكرون ذواتهم.. ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة خشية الوقوع في النفاق..!!.
بل الأدهى والأمرّ ان كلمة شيخ تطلق في كثير من الأحيان على «كثير المال» وعلى التاجر.. والعرف لدينا ان «الشيخ» هو طالب العلم الشرعي الذي تفنّن في ضروب العلم ودرسه دراسة كاملة وجثا على الركب ووصل مرحلة الفتوى.. لا شهادة «بكالوريوس».. أو حتى «دكتوراه» فبريق الشهادات يعني توقف عجلة الزمن وعجلة التاريخ وعجلة العلم عند بحث ذي وريقات قليلة.. وإذا ما رجعنا إلى الأصل اللغوي لكلمة «شيخ» لوجدناها في اللغة العربية تعني كبير السن من «الشيخوخة» قال تعالى: {قّالّتّا لا نّسًقٌي حّتَّى" يٍصًدٌرّ الرٌَعّاءٍ وّأّبٍونّا شّيًخِ كّبٌيرِ} وجاء في مختار الصحاح:
(* ش ي خ - وجمع الشيخ (شيوخ) و (أشياخ) و(شيخة) بوزن عنبة و(شيخان) بوزن غلمان و(مشيخة) بفتح الميم والياء بوزن متربة و(مشايخ) و(مشيوخاء) بالمد وسكون الشين والمرأة شيخة. وقد (شاخ) الرجل يشيخ (شيخوخة) و (شيخاً) أيضا بفتح الياء وتصغير الشيخ (شييخ) بضم الشين وكسرها ولا تقل (شويخ) ولكن في عرفنا الحالي ان الشيخ هو صاحب الفضيلة الذي وصل إلى درجة الفتيا ويجب ألا تبتذل هذه الكلمة وألا تطلق إلا على مستحقها من العلماء الربانيين.

عبدالعزيز بن محمد السحيباني/ البدائع

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved