Saturday 29th June,200210866العددالسبت 18 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

يارا يارا
الصعود نحو الهاوية
عبدالله بن بخيت

أعرف أن العنوان «تعبان» ولكنه مع الأسف يعبر عن الموضوع أفضل تعبير. وهذا العنوان كما أتذكر لفيلم مصري يؤدي دوره بفعالية في مراهقي أيام زمان خصوصا عندما تشاهد الصور الإعلانية المرفقة معه. المهم لكي نصل إلى تفسير معقول ومقبول لاستخدامنا هذا العنوان سوف أدخل في الموضوع مباشرة. يا اخوان ما يقهرني في هذا العالم سوى سنغافورة: جزيرة مساحتها لا تتعدى مساحة العليا يمكن أن تركض من الشاطئ الشرقي للشاطئ الغربي فيها ما ينقطع نسمك. عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة تأسست من شعوب مختلفة. الذي زارها يعرف أنها أنظف بلد في العالم. حسبما سمعت رمي السيجارة في الشارع يكلف المؤذي خمسمائة دولار سنغافوري. تشعر فيها أنك في العالم الحر وفي الوقت نفسه أنت في العالم الثالث وفي الوقت نفسه أنت في شرق آسيا. عندما تكون فيها تكون في كل مكان تتمنى أن تكون فيه. رغم أنها أغلى بلد في الشرق لكنها تبقى أرخص من أوروبا.
عندما تخرج من وسط المدينة ينتابك الإحساس بأنك تتجول في قصر. المهم أنها ديرة «ماب الحكي فايدة». تختصر الشرق والغرب في كبسولة جميلة ومميزة. قد يغضب علي البعض الآن لأنها لم تعد تستحق المدح. بدأت تطلب من السياح السعوديين كفيلاً. ليتني أعرف شخصاً سنغافورياً يكفلني. أتمنى أن أذهب إليها الآن حتى أتذوق طعم الكفيل. من كل هذا أريد أن أقول ان صادراتها في السنة تتجاوز صادرات الدول العربية مجتمعة. باختصار ثلاثة ملايين نسمة على مساحة لا تتجاوز مساحة العليا يتفوقون على مائتي مليون نسمة يسيطرون على أهم موقع في العالم وعلى أكبر خزان نفطي في العالم وعلى أكثر كنوز الأرض. نفط وفوسفات وحديد ومناطق زراعية لا حدود لها وكل شيء.
عندما تقرأ الصحف العربية من المحيط إلى الخليج، وتقرأ مدائح الإنجازات تحس أن الدول العربية خلال خمس سنوات فقط سوف يسيطرون على العالم. رغم أن عمر هذه المدائح يتعدى عمر الصحافة في العالم العربي. وين ظنكم تروح كل هذه الإنجازات العظيمة التي نقرأها في الصحف العربية كل يوم أين يذهب هذا الصعود المتواصل.
عندما تقرأ الصحف العربية تشعر بالصعود الهائل. كنت في الصيف الماضي في ماليزيا وسنغافورة وكنت أتابع الجرائد الناطقة بالإنجليزية أولاً بأول، ولم أقرأ حرفا واحدا عن الإنجازات هناك. كل يوم أقرأ فيه الجرائد أتساءل أين انجازات هؤلاء الشعوب أليس لديهم انجازات كما هي حال أمتنا. فالإنجازات حسبما تعلمنا تتحدث عن نفسها. فلماذا لا تتحدث عن نفسها في سنغافورة وماليزيا. لا تجد في صحفهم سوى أخبار الجرائم والمشاكل أو أخبار الاستثمارات المختلفة أو أين تذهب هذا المساء أو الصراعات بين الأحزاب كما أنها ملطخة بصور فتيات جميلات.
أعوذ بالله .« خلونا بس» في الإنجازات.

فاكس: 4702164

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved