* استطلاع - ظافر الدوسري:
تشهد المنطقة الشرقية حاليا نشاطا سياحيا تحت اشراف لجنة سياحية عليا وتحظى هذه الفعاليات بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة، وتظهر هذه الترتيبات والفعاليات جليا في الشوارع الرئيسية والأماكن السياحية والأسواق المركزية في مدينتي الدمام والخبر فقط في حين تزخر باقي المدن الأخرى من المنطقة الشرقية كمدينة الجبيل بمقومات ودعائم السياحة إلا ان استثمارها لم يكن بشكل جيد وبخطة مرسومة تتوافق مع هذه المقومات والامكانات خاصة إذا علمنا ان مدينة الجبيل الصناعية بها مساحات خضراء هائلة وشواطىء رملية جميلة وبها مطاعم على مستوى عالٍ في الخدمات وغيرها ناهيك عن الموقع الجغرافي الذي يساعد على استثمار السياحة بالجبيل.
فلماذا لم تحقق السياحة بمدينة الجبيل الغاية المرجوة منها؟ هل بسبب قلة الفنادق والشقق المفروشة أم هل بسبب ارتفاع الأسعار؟ وهل هناك ملامح تدل على وجود نشاط سياحي وما حقيقة دور البلدية والغرفة التجارية حاليا في هذا الموسم؟ وما صدى رأي السائحين لسياحة الجبيل؟.
الجزيرة توجهت في البداية لمسؤول في شقق البوعينين المفروشة بالجبيل فأجاب بامتعاض قائلا:
أولا هناك أناس يروجون كلاما مغرضا في عدم مجيء السياح للجبيل بارتفاع أسعار الفنادق وعدم وجود فنادق وشقق مفروشة كافية واننا بحاجة لانشاء فنادق فئة 3 أو 4 نجوم. والحقيقة أنه لو كان هناك وجود فنادق وشقق بالعدد الكافي لما كانت نسبة الأشغال متدنية إذ لا تتعدى نسبة الأشغال 40% فأين المناداة بأنه ليس لدينا فنادق وشقق مفروشة غير كافية..!
ضعف الترويج السياحي
أما مدير احدى الشقق المفروشة «أبوناصر» فيقول: نعم في الذروة الموسمية للسياحة تكون الفنادق والشقق المفروشة ممتلئة لفترة قصيرة ولكن بقية أيام السنة فان الاشغال شبه ضعيف ولن يحجم القطاع الخاص ببناء فنادق، أو شقق لو ان امتلاءها واشغالها مضمون وأنا سأكون أولهم ولكنه بالطبع لن يجازف القطاع الخاص بالاستثمار إذا لم تكن مردودية الاستثمار مؤمنة. وهذا يثبت ان الفنادق والشقق ليست سببا في أزمة السياحة بالجبيل وانما السبب يعود لضعف الترويج والتنشيط السياحي.
خفض الأسعار سياسة خاطئة
وعن الأسعار فيضيف قائلا: هناك أسعار للاقامة وهناك السعر المعلن وهناك السعر المخفض حسب المواسم. وأضاف هناك ارتفاع بسيط للأسعار في هذا الموسم لكن ليس بالسعر الذي يضايق ويزعج السائح إذا قارنا مع المدن من جوارنا، ناهيك ان هذه الزيادة ترد لنا خسائر باقي الموسم الذي يلحقنا فيه الخسارة إذا لم نتدارك الوضع.
وقال أيضا: ان تخفيض الأسعار من أجل السياح سيؤدي الى خسائر فادحة قادمة لاستثمارات المالك. كما ان خفض الأسعار سياسة خاطئة سياسة اللامسؤولية، لأن انخفاض الطلب على سياحة المنطقة وغيره ليس سببه ارتفاع الأسعار. ويجب التعامل مع الموضوع بجدية قصوى، إذ انه يصعب رفع الأسعار بعد تنزيلها وستؤدي لخسائر في الاستثمار وستؤدي الى خروجهم من الميدان.
الجبيل أعلى إيجارات في المملكة
أما رجل الأعمال عبدالله الخالدي فقد شاركنا برأيه قائلا: هناك نقطة قد تكون مهمة في طرح موضوعك هذا وهو ان مدينة الجبيل أساساً تعاني من أزمة سكن ولك ان تتصور الوضع بمجرد ان تنتهي عمارة سكنية من البنيان إلا وقد حجزت كلها ناهيك عن ارتفاع السعر وهو عام لايجارات السكن بالجبيل الذي يعتبر شبه أغلى الايجارات بالمملكة وذلك لندرة الوحدات والعمائر السكنية التي لا تتوافق مع سرعة الكثافة السكانية الهائلة.
فكيف تريد ان يتوجه المستثمرون بالجبيل لاقامة مشروع فندقة وشقق مفروشة وهم لم يستطيعوا ان يصلوا للحد الكافي من الطلب.
وأضاف يقول: ثم ان هذا الاستثمار يا أخي موسمي ومعرض للخسارة ومستقبله فيه مجازفة وأترك استثمارا أمامي أرى فيه الربح والنجاح مليونا في المائة.
إشغال عالٍ وانعدام برامج السياحة
ثم التقينا بالأستاذ عماد الدين أحمد مدير فندق الغامدي الذي أشار في البداية الى ان مدينة الجبيل تعتبر من أفضل مناطق المملكة اشغالا للفندقة والسبب يعود كما يقول الى ان أغلب سكان مدينة الجبيل مغتربون أعني أنهم ليسوا أساساً من سكانها الأصليين، ويعتبر نشاط الفندقة والشقق المفروشة في الجبيل من ضمن المشاريع الاستثمارية الناجحة جدا بالمدينة، إذ تعد نسبة الاشغال لدينا بالفندق أعلى 95% يوميا، وفي غير المواسم لا يمكن ان تقل نسبة الاشغال عن 85%. وأضاف يقول: ان بمدينة الجبيل أكثر من خمسة فنادق وأكثر من 30 مبنى شقق مفروشة وأغلبها مستثمرة استثمارا كاملا وتكفي لاعداد كبيرة من السكان. وعن الخدمات التي تقدم للسائحين فيقول مدير فندق الغامدي: لكل نزيل بالفندق خصوصيته في الخدمة فباجتهاد من ادارة الفندق نقدم أولا تعريفا بمدينة الجبيل وأماكن التنزه والسياحة وأماكن خطوط الطيران وكذلك نقدم دليلا بأسماء المطاعم وأماكن التسوق وغيرها.
وعن نوعية نزلاء الفندق فيقول أغلبهم يكونون من زوار القاعدة البحرية أو الهيئة الملكية أو مهمات علاج باحد المستشفيات. أما في هذه الأيام يأتي أكثر السائحين ويبحثون عن الشواطىء وأماكن صيد السمك للنزهة. واختتم حديثه بأن مدينة الجبيل تفتقر لبرامج سياحية فالمقومات متوفرة من فنادق وشقق وشواطىء جميلة ونظيفة وعالية في التصميم وما بقي سوى التنشيط السياحي الذي يعود للغرفة التجارية وبلدية الجبيل.
أسعار عالية
وقال المواطن زيد الدوسري: أود أن أنبه أصحاب الأسعار العالية جدا التي تثقل كاهل السائح. صحيح ان الكسب مشروع ولكن ألا ترون ان معظم الذين يأتون ويتذمرون من السعر قد لا يعودون مرة أخرى ومرة تلو أخرى وبذلك تفقد المنطقة أهم مقوم لها كل سنة عدداً من الزائرين خصوصاً في ظل فتح باب السياحة في دول مجاورة لها المقومات نفسها وربما تتميز برخص الأسعار واليوم هناك دول في أقصى الشرق جذبت اليها السائحين.
مواقع غير إستراتيجية
ومع احد السائحين ايضا التقينا به في احد الفنادق بالجبيل سعادة اللواء احمد من جمهورية مصر الشقيقة الذي قدم في مهمة عمل وسياحة حيث ابدى رأيه عن السياحة بمدينة الجبيل فقال : مدينة الجبيل جميلة ورائعة خاصة الجبيل الصناعية فيها كثافة تشجير ومساحات خضراء في قمة الجمال ومطاعم عالية في الخدمة وغيرها وبها جذب سياحي لم اره في دول بها نشاط سياحي قوي لكن لدي عدة نقاط هي افتقار المنطقة لحركة سياحية من برامج واعلانات وتخفيضات وكتيبات ارشادية وخرائط رسومية بحيث يشعر كل زائر ومقيم ان هناك حدثا ونشاطا مثلما يجري اثناء المشاركات في الاحتفالات بالايام العالمية العديدة والذي يظهر جليا في الدوائر الحكومية والشوارع العامة وتقام الانشطة والمحاضرات والفعاليات المختلفة.
واحب ان اضيف نقطة اخرى وهي ان الفنادق بمدينة الجبيل تفتقر الى وجود اجنحة بحيث ان رجل العائلة يسكن براحة تامة وفي قسم خاص عائلي اذ ان الوضع حاليا لا يتوافق مع سائح قادم بعائلته.كذلك تعد مواقع الفنادق بالجبيل غير استراتيجية بمعنى ليست قريبة من الشواطىء او في شوارع رئيسية او في مدخل المدينة بحيث تكون ظاهرة الموقع للزائر والسائح.
سياحة لا ترقى بمكانة الجبيل
كما التقينا بالمواطن سعيد العتيبي فيقول: قدمت هنا لزيارة بعض الاقارب وفي نفس الوقت من اجل السياحة لكن يؤسفني ان اقول لك لم نر اي شيء ملحوظ او نلمس شيئا يدل على ان هناك حركة ونشاطا سياحيا.. وليس هناك دليل على وجود سياحة منظمة وظاهرة في الجبيل كما هو ظاهر ومشاهد في مدن المملكة الاخرى كجدة والطائف وابها والدمام. واردف يقول: السائح لديه الاستعداد الكامل للبذل مقابل مطلب يسعى اليه يوصله الى حالة الرضا، وهذا لا يتأتى الا بتوفر عدد من العوامل اهمها وجود مصادر الترفيه وخاصة الالعاب الكهربائية التي تكاد تكون شبه معدومة على مستوى الجبيل عامة وليست كافية مقارنة بالكثافة السكانية لمحافظة الجبيل فالموجود حاليا لا يرقى بمكانة الجبيل الحضارية وهذا اقل شيء يمكن ان اقوله.لذا اناشد الغرفة التجارية تقديم الشيء الكثير للتشجيع السياحي في الجبيل مثل تشجيع وجلب الاستثمارات المحلية للاستثمار السياحي واقناع رجال الاعمال في المنطقة بالاستثمار السياحي المحلي كذلك بامكانها عمل الدعاية والاعلان للمعارض التي تقيمها فهي جانب من الترفيه كذلك على الغرفة ان تقدم مطبوعات كتيبات تعريفية عن المعالم السياحية والاثرية والتاريخية والطبيعية في المنطقة.
|