Tuesday 25th June,200210862العددالثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

25-2-1386هـ - 15 يونيو 1966م العدد 99 25-2-1386هـ - 15 يونيو 1966م العدد 99
«الجزيرة» تستضيف الدكتور حمد الصقير مدير مركز الدرن بالرياض
على وزارة الصحة والإعلام والمعارف تقع مسئولية التوعية.. وعلى الفرد مسئولية التجاوب مع هذه الوزارات!!

* تحقيق - أجراه ابراهيم السعيدان:
عرفته كريم الأخلاق، لطيف الكلام، صريح المنطق، مخلصا في عمله ومتحمسا له يخاطب مرضاه ببساطة، ويشعرهم بقربه منهم، يحاول كسب رضاهم، وينصحهم بالإكثار من مراجعة المركز.
رغبت في استضافته في جريدة «الجزيرة» لكي أقدم للقارىء صورة لشاب مليء بالطاقة والحيوية.
أشارت عقارب ساعتي الى السادسة ظهرا فتوجهت الى مركز الدرن حيث وجدت سيادة الدكتور حمد الصقير مدير المركز الذي قابلني بابتسامة مرحة وبدأت أسأله وهو يجيب..
* كيف بدأت دراستك.. وأين؟
- بدأت دراستي الابتدائية والثانوية في العراق، وحصلت على التوجيهية منها، ثم سافرت الى القاهرة حيث حصلت على بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الاسكندرية عام 59م وعملت كطبيب امتياز لمدة عام في مستشفيات الاسكندرية.
عدت بعدها الى الوطن وعملت في المستشفى المركزي بالرياض لمدة تزيد على السنة، ثم توجهت الى انجلترا للتخصص في الأمراض الصدرية والسل.
وفعلاً نلت دبلوم تخصص في الأمراض الصدرية والسل من جامعة «ويلز» بانجلترا بعد دراسة علمية ونظرية استمرت عامين وعملت بعد ذلك في مستشفيات مختلفة بانجلترا لمدة عامين.
وعدت بعدها الى الوطن حيث عملت بعض الوقت في المستشفى المركزي ونقلت مؤخرا كمدير لمركز الدرن بالرياض، ولا أزال أعمل به.
* لماذا اخترت هذا الاتجاه.. بالذات؟
- في عام 1948م كان مرض الجدري منتشرا في القصيم لمسته أثناء زيارتي لأهلي في الاجازة الصيفية، حيث كنت أدرس في العراق، وقد كنت وقتها في السنة الأولى المتوسطة، وقد تألمت من انتشار المرض بالصورة التي أعدمت معظم الأطفال، من ذلك الوقت قررت ان أسير في هذا الاتجاه.
* ما هي الصعوبات التي لاقتك أثناء دراستك؟
- دون شك - ان الدراسة خارج الوطن وفي سن مبكرة مثل حالتي ستكون صعبة بعض الشيء.
ولكن عطف أخي الأستاذ عبدالعزيز الصقير الذي كان يعمل في السفارة السعودية ببغداد حينذاك قد سهل تلك الصعاب.
* ما هي الصفات التي ترى توافرها في الطبيب؟
- أرى أن يكون الطبيب حليما عطوفا هادئا متزنا متفهما لمهنته ومتقبلا للمضايقات الناتجة عنها.
* ما هي الأمراض الأكثر انتشارا في مجتمعنا.. وما هي الوسائل التي تراها كفيلة بالقضاء على هذه الأمراض؟
- أعتقد ان أكثر الأمراض انتشارا لدينا هي الضعف العام، النزلات المعوية في الأطفال، الطفيليات «الديدان»، وأمراض العيون والسل.
أما الطرق الكفيلة للقضاء عليها، فأرى ان الوعي الصحي عنصر هام للقضاء على جميع الأمراض.
ومسئولية ذلك تقع على عاتق الدولة والأفراد في نفس الوقت.
الدولة متمثلة في وزارات الصحة والمعارف والاعلام، فهؤلاء عليهم تقع مسئولية نشر الوعي لأنه يسير مع الثقافة العامة سواء بسواء، وبالامكان نشر الوعي الصحي عن طريق المدارس والاذاعة والتلفزيون والصحافة والمستشفيات.
ومما لاشك فيه ان الدولة باذلة جهدها في توفير الخدمات الصحية «مثل الكشف والعلاج» مجاناً.
أما فيما يختص بالأفراد فإن عليهم تقبل الارشادات والتوجيهات الصحية والعمل بها ونشرها. ولعل لرفع مستوى المعيشة وتوفير السكن الصحي المناسب أثرا كبيرا في ذلك.
* هل يوجد نظام خاص بالمراجعة في المراكز؟
- عند مراجعة المريض لمركز الدرن يحول الى قسم الاستقبال حيث يزود بكرتين ذوي أرقام ثابتة، احدهما يحتفظ به المريض، والآخر يحتفظ به المركز.
ثم يتوجه المريض الى قسم التشخيص حيث تجرى له الفحوصات اللازمة من أشعة وتحليل دم وبصاق، فإذا أثبت من هذه الفحوصات ان المراجع مصاب بالدرن يوجه الى قسم العلاج.
أما الحالات المشتبه فيها فتعطى علاجا مؤقتا لحين ظهور نتيجة بعض الفحوصات التي قد تأخذ ستة أسابيع تقريبا «كزرع البصاق».
أما من يظهر أنه سليم فيحتفظ المركز بالكرت حتى يرجع اليه، إذا اضطر المريض لمراجعة المركز بعد حين.
* من أين أتت فكرة انشاء هذا المركز؟
- بما ان الدرن «السل» هو من أكثر الأمراض انتشارا في بلادنا ونظرا لخطورته وتأثيره على الانتاج واليد العاملة،لكونه يختار ضحاياه من الشباب ومتوسطي العمر، وهذه الفئة هي عماد الدولة في نهضتها وتقدمها فلقد فكرت وزارة الصحة في طرق سليمة ناجحة للقضاء على هذا المرض بأسرع وقت ممكن،واستعانت بالخبراء والمنظمات الدولية.
ونتيجة لذلك فتح المركز كبداية لمشروع كبير للوقاية من هذا المرض الفتاك.
وسيقوم هذا المركز قريباً بالبحث عن المصابين بالدرن باستخدام السيارات «الطبابة» المعدة لهذا الغرض، والتي سيجري تنظيم زياراتها للأحياء والميادين العامة والمدارس، ودعوة جميع المواطنين للكشف بالأشعة، واجراء الفحص الجماعي بها، للتأكد من سلامتهم، وفي حالة وجود مصابين يقوم المركز بالاتصال بهم وتكملة التشخيص والقيام بالعلاج اللازم مجاناً.
ولدى المركز مشروع خطة لتعيين مرشدات صحيات يقمن بمتابعة وارشاد المريض، ومحاولة منع انتشار المرض الى المخالطين.
كما ان لدى الوزارة مشروعا لإنشاء مستشفى كبير للأمراض الصدرية والدرن بالرياض، حيث ان الوزارة لمست شدة حاجة المنطقة الى مثل هذا المستشفى لكثرة حالات الدرن والمراجعين لهذا المركز، والتي نعتقد انها نسبة قليلة من المصابين. ونرجو ان نوفق في الاهتداء الى ما يعينهم، وان تتوفر لنا الامكانيات الكافية لتقديم الخدمات الطبية لهم.
ويسر جميع العاملين في هذا المركز ان يقوموا بتقديم أوسع الخدمات لجميع المواطنين.
ومما يبشر بالخير ان عدد المراجعين في حالة ازدياد مستمر، وهذا لا يعني ان المصابين في ازدياد، ولكنه يدل على اقتناع وثقة من المرضى ومخالطيهم بما يقدمه المركز لهم من خدمات وما يلقونه من استفادة أثناء المراجعة والاستمرار في العلاج.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved