Tuesday 25th June,200210862العددالثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

السياحة.. ودعوة لمكاتب السفر وأصحاب الحملات ومؤسسات العمرة السياحة.. ودعوة لمكاتب السفر وأصحاب الحملات ومؤسسات العمرة

لقد أنعم الله علينا بالأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة التي وفقها الله في إنشاء البنى التحتية بكل عزيمة وإصرار واقتدار وعلى أرقى مستوى وفي وقت قياسي.. ومن ذلك إنشاء المطارات الدولية الحديثة وتوسعة المطارات الداخلية، وبناء شبكة الطرق السريعة الضخمة والأنفاق والجسور المعلقة والطويلة التي ربطت مدن وهجر وقرى المملكة ربطاً محكماً بحيث أصبح التنقل من شمال المملكة إلى جنوبها وبين شرقها وغربها سهل وميسور، فانتعشت الزراعة والتجارة والصناعة بشكل ملحوظ.
وبقي قطاع السياحة الذي لم يواكب ذلك التقدم والانتعاش .... بالرغم أن مناطق الاصطياف في المملكة حظيت بالنصيب الأؤفر من تلك الطرق المعبدة والتي تم تشجيرها وإنارتها بالإضافة إلى إنشاء الحدائق والمنتزهات بجميع مرافقها من مساجد وألعاب مختلفة للأطفال ودورات المياه، وبالرغم أيضاً من أن الإجازات وعطل الأعياد والعطل المدرسية:
(عطلة نصف العام، وعطلة الصيف الطويلة) أصبحت واقع نعيشه بحيث إن شريحة كبيرة من مجتمعنا وخاصة الموسرين الذين يخططون مسبقاً لقضاء إجازاتهم وعطلهم في السفر إلى الخارج وينفقوا الكثير والكثير من المال في سبيل ذلك، وحتى بعض متوسطي الدخل يسافرون إلى الخارج في تلك الإجازات وهذه العطل وينفقون بل يفقدون كل ما ادخروه في برامج السياحة إلى الخارج لدى مكاتب السفريات خاصة في العطل الصيفية. ويفقدون أيضاً الحياء وهو أغلى من المال، حيث الاختلاط والتبرج والسفور، ومشاهدة العراة على الشواطىء وحتى في الأسواق، فالتأثر وارد وملموس بل ومشاهد من قبل هؤلاء المدمنين على السفر إلى الخارج حيث الكثير منهم فقدوا الحشمة والحياء والعياذ بالله، لكونهم هجروا الكثير من عاداتنا الطيبة وتقاليدنا الحسنة التي تربينا عليها وورثناها من الآباء والأجداد والتي يحض عليها ديننا الحنيف.
لذا فيلزمنا جميعاً أن نتعاون - كل على قدر طاقته وإمكانيته وموقع مسئوليته سواء بالقدوة أو بالكلمة المسموعة أو المقروءة أو بترجمة ذلك بفعل وواقع ملموس - في إنقاذ هذه الشريحة من مجتمعنا من هذه الهاوية التي ينجرون إليها طواعية، والتي تنخر في جسم مجتمعنا مع مرور الوقت... فثمرة هذا التعاون هو النجاح في الحد من السفر إلى الخارج للسياحة والإقبال على السياحة الداخلية المحافظة على أخلاقنا الإسلامية الكريمة.. وهذا هو الأهم.. ومن ثم سوف تتم المحافظة على تلك الأموال الطائلة التي تنفق في الخارج ويفقدها الوطن دون أن يتداولها أبناؤه فيما بينهم ويستفيدون منها، بل تذهب عنه بلا رجعة.
وعليه نذكرهم بقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة...)، وبقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.. هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب أن نشجع القطاع الخاص أكثر وأكثر بحيث يعطي الدعم الكامل بالتسهيلات المستثناة وذلك في سرعة تزويده بالرخص والتصاريح اللازمة من البلديات، والقروض الميسرة من صندوق التنمية في بناء الفنادق والشقق المفروشة مع إيصال الماء والكهرباء والهاتف إليها في أسرع وقت ممكن دون اللجوء إلى تعقيدات الروتين المميتة، مع التكرم بعدم رفع قيمة الرسوم وحتى قيمة الاستهلاك تشجيعاً للسياحة الداخلية.
وهكذا نستقطب القطاع الخاص ونجعله طواعية يقبل، بل يتفانى ويحرص كل الحرص في استثمار مدخراته في هذا المجال- إنشاء الفنادق والشقق المفروشة الفاخرة المريحة التي تستوعب جميع المصطافين - ومن ثم يطورها من أحسن إلى أحسن، حيث أوجدنا بهذا التشجيع روح المنافسة الشريفة، حيث الكل يحرص دائماً إلى تقديم الأفضل في خدمة المصطاف الذي نسعى جميعاً في جذبه إلى السياحة الداخلية.
هذا ومن وسائل الجذب إلى السياحة الداخلية أيضاً ما نأمله من الجهات ذات العلاقة أن تتكرم بدعوة شركات الاستثمار الكبيرة ومنحها بعض مواقع المنتزهات الكبيرة أو تأجيرها عليهم بإيجار رمزي كجذب لرأس المال وتوظيفة في عمل مشاريع سياحية ترفيهية كبيرة في جميع مناطق المملكة السياحية وخاصة في الطائف (عروس المصايف) وذلك لقربها من (بيت الله الحرام).. وذلك بهدف ربط المصطاف وأهله وأبنائه ببيت الله الحرام بحيث يجعل في برنامجه السياحي - الذي تمتع فيه بجو ومناطق ومنتزهات وجبال الطائف الجميلة وفواكهه الطازجة اللذيذة المميزة - الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة والإكثار من الطواف ببيت الله الحرام، وقراءة القرآن الكريم وغيرها من الطاعات.
فوصول هذا المصطاف مع أهله وأبنائه إلى بيت الله الحرام نعمة من أجل النعم، حيث يكونون بفضل الله من ضيوف الرحمن الذي يكرم وفادتهم إليه بالأجر العظيم ويضاعفه لمن يشاء أضعافاً مضاعفة بقدر الإخلاص والإكثار من التزود بالتقوى التي تقود إلى الحياء وإلى الأخلاق الفاضلة، وذلك امتثالاً لأمر الله سبحانه: بأن نكثر من التزود بالتقوى دائماً وخاصة عندما يكرمنا الله بالمجىء إلى بيت الله الحرام حيث الحسنة بمئة ألف حسنة: (وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب)، والتقوى هي: (أن لا يراك الله فيما نهاك، ولا يفتقدك فيما أمرك) والتقوى بعبارة أخرى هي: (الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضى بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل).. وبذلك تتحقق فعلاً الاستفادة والعبادة، فنفوز بإذن الله بسعادتي الدنيا والآخرة.
ومن هذا المنطلق آمل من الجميع أن يدعوا معي مكاتب السفر (أصحاب الخبرة في برامج السياحة الخارجية) وذلك أن يطبقوا وينفذوا تلك البرامج في السياحة الداخلية، وكذلك أصحاب الحملات ومؤسسات العمرة الذين لديهم من الخبرة والإمكانيات الشيء الكثير سواء في عمل الحجوزات في الخطوط الجوية وفي الفنادق بجميع فئاتها وفي عمائر الشقق المفروشة سواء في مكة المكرمة أو الطائف، كما أن بعضهم يملكون عمائر كبيرة أو حتى مستأجرة طوال العام وهي عبارة عن شقق مفروشة فاخرة في مكة المكرمة تستغل في مواسم العمرة في رمضان وفي الحج فقط، كما أن بعضهم لديه باصات، بل أسطول من الباصات - مجمدة - أي لا تعمل إلاّ في موسم الحج لمدة شهر أو شهرين فقط ومتروكة في العراء بقية أشهر السنة، إن في هذا هدر كبير لهذه الإمكانيات الضخمة.. حبذا لو استفدنا جميعاً واستفاد أصحابها منها بعد انتهاء موسم الحج في تشغيلها في برامج السياحة الداخلية في حضور المهرجانات وفعاليات لجان التنشيط السياحي وزيارة الأماكن الأثرية والمنتزهات والغابات الطبيعية على رؤوس الجبال في المناطق السياحية كما تتضمن هذه البرامج السياحية أيضاً القيام بمناسك العمرة، وذلك لخدمة شريحة كبيرة من أبناء وطننا الغالي وأشقائنا في دول الخليج وبقية الدول العربية والإسلامية الذين لديهم رغبة في تلك الاستفادة والعبادة..
وذلك للوصول إلى الهدف المنشود وهو القيام بواجب القوامة حتى لا نضيع من نعول ولكي ننقذ أنفسنا وأهلنا من النار، وبالتالي نحافظ على الحياء والحشمة التي توارثناها من تقاليدنا ومكتسباتنا وثوابتنا المنبثقة من تعاليم ديننا الحنيف. نسأل الله للجميع التوفيق والسداد.

(*) صاحب مياه برد بالطائف

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved