* كتب صالح الهويريني:
عندما غاب «إجبارياً» النجم الكروي البارع وافضل من انجبته «برأيي» الملاعب السعودية تحديداً يوسف الثنيان عن مشاركة منتخبنا الوطني في مباراتيه «الأولى والثانية» وكانتا امام منتخبي الصين وقطر خلال التصفيات النهائية عن قارة آسيا والمؤهلة الى مونديال ايطاليا عام 90م وذلك بقرار من الاتحاد الاسيوي لكرة القدم وجراء بطاقة حمراء نالها امام منتخب سوريا في «اياب» التصفيات الاولية للمونديال ذاته كتب وقتها الاعلامي الشهير مطر الاحمدي في «مجلة المجلة» موضوعاً رائعاً ومعبراً كان عنوان «الفراري السعودية معطلة» تأسفا على غياب الثنيان عن تلك المباراتين وتثمينا لاهميته ايضا في صفوف الاخضر، كما ان القائد الشهير لمنتخبنا الوطني وقتها صالح النعيمة وعبر «حديث صحفي» وتحديدا بعد نهاية التصفيات التي لم يواكب النجاح خلالها المسيرة الكروية السعودية ارجع فشل منتخبنا في بلوغ هذا المونديال العالمي الى غياب الثنيان عن المشاركة في المباراتين المذكورتين حيث كان منتخبنا قد خسر الاولى منها «1/2» وتعادل في الاخرى «1/1».. علما بان الثنيان حينهاكان يعيش ازهى سنوات عمره الكروي، واجزم ان منتخبنا لو كتب له التأهل وشارك في المونديال الايطالي لكان الثنيان علامة بارزة في تلك المشاركة السعودية، ولا ابالغ ان قلت انه سيحظى باهتمام اعلامي كبير ولربما تهافتت عليه العروض الاحترافية من كل صوب خصوصا وان البرازيلي كارلوس البرتو مدرب منتخبنا وقتها كان يعول على الثنيان كثيرا في تنفيذ الكثير من افكاره الفنية ومخططاته الميدانية ضد خصومه خلال المباريات التنافسية.
** وفي مونديال 94م والذي كان قد اقيم في الولايات المتحدة الامريكية ومن خلاله شارك منتخبنا الوطني «لأول مرة عبر تاريخه» غاب الثنيان ايضا عن تلك المشاركة بفعل اسباب لم يكن لها وقتها ما يبررها لاسيما وانه كان من افضل نجوم الموسم المحلي بل ربما كان افضلهم، كما انه ايضا كان في افضل حالاته البدنية وقد تأسف على غيابه كل من يدرك تلك الحقيقة وبواطن الامور وايضا اهميته بل وضرورة وجوده في هذا المحفل العالمي، ولكنه التاريخ الذي لم ينصف الثنيان كثيراً..
** اما في مونديال 98م والذي اقيم في بلاد العطور فرنسا فقد شارك الثنيان منتخبنا من خلاله، ولكنها مشاركة جاءت «بعد فوات الاوان» وبعد ان كان الثنيان قد فقد جزءاً من قوة التحمل والجهد وايضا تميزه الفني وكان طبيعيا ان لاترتقي مشاركته بفعل ذلك الى «الصورة» التي كان من شأنها ان تلفت الانظار وتثير ايضا الاعجاب وتحديدا كتلك «الصورة» التي كان يتمتع بها وتجسد علو كعبه كلاعب خرافي خلال سنواته العشر الاولى مع الكرة وكان ايضا من شأنها لو كانت متوفرة لديه في مونديال فرنسا ان تبرهن للعالم ان الثنيان نجم ولا كل النجوم خصوصا وان احوال منتخبنا في هذا المونديال والمتغيرات التي طرأت وقتها لم تكن ايجابية، فضلا عن ان الفرصة لم تتح وقتها امام الثنيان نفسه للمشاركة بصورة كاملة مع منتخبنا، ولكنها مشاركة ورغم كل ذلك تظل حدثا مهما في تاريخ الثنيان لاسيما وان كان وقتها قائدا للاخضر وسجل هدفا في مرمى منتخب جنوب افريقيا سيحفظه له التاريخ ولا شك..
** اما فيما يخص غيابه عن مشاركة منتخبنا الوطني في مونديال 2002م فقد كان ذلك نتاجاً طبيعياً «وكلنا نعرف ذلك» لغيابه عن المشاركة مع الهلال في اغلب مباريات الموسم الرياضي المنصرم من جهة وربما ايضا لتقدمه في العمر من جهة اخرى، صحيح ان هناك اصواتا تعالت قبل انطلاق منافسات هذا المونديال مطالبة «ناصر الجوهر بضمه الى صفوف الاخضر وقتها بدافع الاحقية وربما ايضا بفعل العاطفة بيد ان الجوهر كان له رأيه في النهاية ولم يمتثل لتلك المطالب فظل الثنيان كما هو حاله وقتها بعيدا عن تلك المشاركة المونديالية، واجزم ان كل الذين طالبوا بضم الثنيان ومنهم تحديدا «العاطفيون» حمدوا الله كما هم دائما ان شاء الله ان الجوهر لم يمتثل لمطالبهم وذلك عقب المستويات المخيبة للآمال والنتائج المخجلة التي خرج بها منتخبنا من مونديال كوريا واليابان..
** باختصار.. الثنيان لم يكن حظه على الاقل مثل حظ كثيرين غيره مع «كأس العالم»، وتلكم الاسطر التي اوردتها لكم وقرأتموها انفا انما اردت بها التأكيد على سوء حظ الثنيان مع هذا المونديال العالمي الكبير، وايضا اهميته كلاعب في تاريخ المشاركات الكروية السعودية خلال حقبة من الزمن، وقبل ذلك اردت بتلك الاسطر ايضا الرد على الأخ «فهد عبدالعزيز الزهراني الدمام» والذي كان قد بعث لي برسالة الكترونية في بحر الاسبوع الماضي ومن خلالها راح يطالبني بسرد تقرير موجز «لغرض في نفسه» على حد تعبيره وذلك عن مشاركات النجم الكبير يوسف الثنيان منذ بزوغ نجمه مع منتخبنا الوطني وذلك خلال مشاركاته تحديدا في مونديال كأس العالم، ولأنني شخصيا «أقدر واحترم» كل من يطالبني بما استطيع فعله وتلبيته عبر «الرسائل الالكترونية» التي تصلني على بريدي الكتروني كان لابد ان انفذ طلب القارئ الكريم الزهراني وكتابة هذا التقرير الموجز عن مشاركات الثنيان مع منتخبنا في المونديال العالمي والذي اتمنى ان يحوز على رضا الجميع واولهم طبعا الزهراني نفسه..
علما بان الاخ «الزهراني» وعبر رسالته الإلكترونية نفسها اعلن ايضا عن نيته بترك التشجيع ومتابعة المباريات بعد اعتزال الثنيان وذلك بحجة ان الثنيان نفسه هو الذي «جذبة» للكرة وجعله متابعاً لمبارياتها.. ولانني ارى ان الاخ «الزهراني» لم يحالفه الصواب في اعلان «نيته المبيتة» اقول له «هوّن» على نفسك، وعليك ان تدرك ان لو كل واحد منا ترك التشجيع ومتابعة المباريات بحجة ان «نجمه المفضل» قد اعتزل لما بقي مشجع برازيلي بعد اعتزال «الاسطورة بيليه» وايضا لما بقي مشجع ارجنتيني عقب رحيل «الداهية مارادونا»..
** نعم الثنيان نجم كبير ويستحق كل هذا الحب والاعجاب، وشخصيا لا الوم كل من يعشقون الفن الثنياني ولكن ان يصل تفكير المشجع الرياضي للوطن قبل الاندية والنجوم الى درجة التفكير الذي يسيطر على اخونا الزهراني فذلك هو الامر الذي نتمناه جميعا.. مع حبي وكامل تقديري للجميع واولهم الثنيان هذا النجم الاسطوري الذي اتفق الجميع على نجوميته وايضا حبه وذلك في حالة غير مسبوقة ولم يحظ بها لاعب سعودي آخر الامر الذي يؤكد بالفعل انه
نجم ولا كل النجوم..
|