Tuesday 25th June,200210862العددالثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف يفكر الإسرائيليون؟ كيف يفكر الإسرائيليون؟

الاحتلال مفسدة
انتقدت جريدة «يديعوت أحرونوت» قرار الحكومة الإسرائيلية القاضى بإعادةاحتلال المناطق الفلسطينية، ففي مقال تحت عنوان : «الاحتلال مفسدة»، كتب «ب . ميخائيلي» يقول : حسن، كفى ! فقد أضحى مفهوما أننا لن نستطيع الاستمرار في الاحتفاظ بالمناطق الفلسطينية وبسكانها، دون أن نستمر في دفع ثمن لا يحتمل لقاء ذلك من دمائنا. ومن اقتصادنا المدمر، ومن الروح المعنوية المنهارة، ومن المجتمع المحطم، لن يجدى هذا . إنه فوق طاقتنا، ولا يساوي الثمن الذي سوف ندفعه، لقد أضحى مفهوما في نهاية الأمر أن الاحتلال مفسدة حقا ليس مفسدة لروح الغزاة المحتلين فقط وإنما أيضا لدولتهم . ولممتلكاتهم . ولحياتهم ولعملهم، ولآمالهم ، ولمستقبلهم لأنه في ظل عدم وجود مستقبل للخاضعين للاحتلال، فإن مستقبل المحتلين أيضا يأخذ في التعفن، أضحى مفهوما أننا لن نستطيع بعد الإمساك بأربعة ملايين مواطن (فلسطيني)داخل سجون ضخمة . وفي مجاعة آخذة في الاقتراب وفي ظل وضع بائس وفقر نرى مثله في الدول المحتضرة فقط، ووسط جور وانغلاق آخذين في التفاقم . وكلما حشرناهم في العالم الرابع، حشرونا هم أيضا في العالم الثالث، اضحى مفهوما أن ارتفاع سعر صرف الدولار ومؤشر غلاء المعيشة، والعجز المالى، والتباطؤالاقتصادى، والضرائب والأعباء المالية، والفقر والبطالة، هى أمور لم تحدث لنا بسبب «النسداك» ( أسهم شركات التقنية في البورصات العا لمية ) ولا بسبب «بن لادن» أيضا، أو «الهاى تك»، وإنما فقط بسبب الإصرار الغريب، الذي لا طائل منه، وغير المبرر للاستمرار في الاحتفاظ بالمستعمرات التي فيماوراء الخط الأخضر .واستطرد الكاتب يقول : «أضحى مفهوما أنه باستثناء الخنوع للشهوات المسيحانيةلحفنة من الدينيين المهووسين . فانه ليس ثمة سبب طبيعى للاستمرار في الاحتفاظ بكل هذه المستعمرات، فقط كل أحمق كبير، أو ضابط رفيع، سيواصل الزعم بجد بأن الاحتفاظ بالأراضى الفلسطينية أمر «حيوى من أجل الأمن»، لقد أضحى مفهوما، في نهايةالأمر، دروس سيناء وجنوب لبنان، فبعد الانسحاب ساد الهدوء، وعندما انتهى الاحتلال، انتهى أيضا الموت . لاتصل ملائكة السلام هناك دائما على الفور، لكن ملاك الموت يفر من هناك طالما أن روحه (وأرواحنا) مازالت به، ومسموح أيضا أن نعرف مجددا كم كان غباء أولئك الذين أرادوا إلقاء الروع في قلوبنا كبيرا، بزعمهم أن الجيش المصرى سوف يتوغل هناك ويصوب مدافعه نحو عسقلان فور إكمال الإنسحاب من سيناء، أو أن المستوطنات الشمالية ستبدأ فور الانسحاب من لبنان في السكنى داخل ملاجىء، أضحى مفهوما، أنه ليس من قبيل الصدفة، وليس أيضا مجرد حظ بائس، أن الرجل الرهيب الذي يشغل الآن بالذات منصب رئيس الحكومة في إسرائيل، قد نجح مرة أخرى في تحقيق كل نبوءات السخط التي رافقته منذ تسلمه المنصب (مثلما حقق كل نبوءات الظلم التي رافقت تسلمه أي منصب آخر) إنه لم يخيب ابدا نبوءات المتنبئين، فقد حرص دائما وأبدا على أن يجر علينا حربا وخلافات فقط . ومتاعب ومحن، وثكل، وألم، كما أضحى مفهوما أيضا أننا إجمالا أدوات في يد شخص مسن عدوانى ونزق . يصر على تصفيةحساب شخصى مع شخص مسن نزق آخر على حسابنا،
تخبط شارون
وحول تخبط الحكومة الإسرائيلية في قرارها الخاص بإعادة احتلال الأراضى الفلسطينية كتب «عوزى بنزيمان» مقالا في جريدة «هاآرتس» تحت عنوان : «إلى أين سيقودنا ذلك»، جاء فيه ما يلي : «أي بيان حكومي يتعين على الإسرائيليين تصديقه : هل هو بيان يوم الأربعاء صباحا أم بيان يوم الجمعة ظهرا ؟ إن الحكومة تقود الشعب إلى إجراء عسكري جديد، وصدقت من أجل ذلك حتى على تعبئة جنود الاحتياط، فما هي أهداف العملية الجديدة التي أطلق عليها اسم «الطريق الحازم»، وماهو حجمها وكم من الوقت ستستمر ؟، ففي صبيحة يوم الأربعاء الماضى أصدر مكتب رئيس الحكومة بيانا حول نتائج المشاورات التي أجراها آرئيل شارون في أعقاب العمليات التفجيرية التي وقعت بالقدس، كان البيان واضحا : تقرر تغيير سياسة الرد الإسرائيلية على العمليات «الإرهابية» الدموية كما ورد به أيضا : «سوف ترد إسرائيل على العمليات الإرهابية بالاستيلاء على مناطق تابعةللسلطة الفلسطينية، وستحتفظ بهذه المناطق طالما استمر الإرهاب، وستؤدي أية أعمال «إرهابية» جديدة إلى الاستيلاء على مناطق جديدة، وكما هو واضح، فإنه ليس ثمة مجال للشك، فمكتب رئيس الحكومة يعلن أنه تقررتغيير خط العمل العسكري في مواجهة الفلسطينيين، ومن الآن ستستولي إسرائيل على مناطق تقع في نطاق سيطرة السلطة الفلسطينية في كل مرة يتم خلالها تنفيذ عمليات «إرهابية» ضد إسرائيل ومواطنيها، وهذا تحول واضح يبرر حقا اصداربيان خاص : فإذا كان جيش «الدفاع» الإسرائيلي قد عمل حتى الآن من خلال الرد المباشر على العمليات التفجيرية، مركزا على إحباطها . فإنه سينتهج منذ الآن سياسة عقاب ضد كل السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق وضد زعمائهم، وسيؤدي وقوع عمليات تفجيرية جديدة إلى اجتزاء أجزاء من المناطق (أ) من سيادة السلطة ومن نطاق ارتزاق مواطنيها .واستطرد الكاتب يقول : «دعنا نتجنب للحظة المفهوم الأخلاقي المختلف عليه الذي يقع في صلب القرار والحكمة السياسية المشكوك فيها الكامنة فيه، في المقام الأول يلوح التساؤل إن كان هذا حقا قرارا لسلطة إسرائيلية مفوضةوما هى؟، لأنه في غداة اليوم التالى لهذا البيان أعرب وزير الدفاع ووزيرالخارجية عن تحفظهما إزاءه، فقد ظهر بنيامين بن اليعزر في وسائل الإعلام ليوضح أنه لم يؤيد قرارا يسعى لإعادة احتلال مناطق من الفلسطينيين أو لاستخدام عقاب جماعي ضدهم ردا على أعمال «تخريبية» يقوم بها أفراد، كما طلب وزيرالخارجية من رئيس الحكومة أن يصحح البيان الصادر عن مكتبه، وفي يوم الجمعةصدر بيان جديد : فقد أعلن في ختام اجتماع للمجلس الوزاري الأمني _ السياسي أن جيش «الدفاع» الإسرائيلى سيبقى في بعض المدن الفلسطينية في الضفة الغربية «حسب الحاجة وحتى تحقيق الأهداف»، وليس من الصواب الانتقال إلى جدول الأعمال والتجاوز عن إدارة زعامة الدولة في هذه الحالة ومواساة أنفسنا بحقيقة أنه تم نشر بيان يصوب بيان رئيس الحكومة، وبالإضافة إلى ذلك فإن الأمر يتعلق ببيان حكومي ذي تبعات بعيدة المدى تتعلق به حياة أشخاص، ومن حق الجمهورأن يعرف ماذا قررت حكومته بالضبط فيما يتعلق باستمرار العمل العسكري، ومن الذي قرر وما هو سر التناقضات بين البيانين، وكيف يحدث أن يعلن مكتب رئيس الحكومة أن الجيش يعتزم السيطرة على مناطق جديدة في الضفة الغربية والاحتفاظ بها فترة طويلة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved