editorial picture

وحدة الصف الفلسطيني

الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي الشيء الطبيعي بين شعب يسعى للاستقلال وسلطة احتلال باغية تريد الاحتفاظ بالأرض وأن تنعم في ذات الوقت بالسلام، لكن غير الطبيعي هو الخلافات بين الأشقاء الفلسطينيين حيث تتحول البنادق الموجهة إلى العدو إلى صدور الأشقاء أبناء الخندق الواحد والمصير الواحد.
أمس تلقت حركة حماس ضربتين في وقت واحد، إحداهما من إسرائيل التي قتلت ستة من كوادر الحركة في هجوم بالصواريخ، والأخرى من السلطة الفلسطينية التي وضعت الشيخ أحمد ياسين زعيم حماس، تحت الإقامة الجبرية.
وفي غمرة تفاصيل هذا النزاع، بكل ما في ذلك من أحداث متسارعة قد يضيع الاهتمام بالحوار والتلاقي بين الفصائل الفلسطينية، ويصبح كل فصيل وكأنه يحارب حربه الخاصة، ومن ثم تنفرد إسرائيل بكل فصيل على حدة، وهي بهذه الطريقة يسهل عليها تناول الكل الواحد تلو الآخر.
وفي الساحة الفلسطينية أكثر من موضوع يستوجب البحث والنقاش والحوار وأخيراً القرار، فهناك دعوة من قبل عشرات الفلسطينيين، من الصفوة المثقفة خصوصاً، لوقف العمليات الاستشهادية تقابلها نتائج استطلاع للرأي تقول بأن 60% من الفلسطينيين يؤيدون العمليات الاستشهادية.
لكن أن يمضي الأمر بهذه الطريقة فسيكون مدعاة للمزيد من التباعد، فهناك حاجة حقيقية لكي تجلس الفصائل الفلسطينية مع بعضها البعض لمراجعة السياسات وتحديد الأولويات بما في ذلك آليات النضال الذي لابد من استمراره، ولكن بأي وجه من الوجوه وبأي وسائل؟!
إن وحدة الصف الفلسطيني مطلوبة في كل وقت، وخصوصاً في الوقت الذي تزداد فيه الهجمة الاسرائيلية شراسة وتحتل فيه إسرائيل معظم المدن الفلسطينية، وفي وقت يستعد فيه الرئيس الأمريكي للإفصاح عن استراتيجيته الجديدة تجاه السلام ما يستوجب صفّاً فلسطينياً موحداً للتعامل مع هذه الأوضاع الجديدة..


jazirah logo