قرأت أكثر من موضوع عن الثرثرة والثرثارين.. وقد قال أحدهم عن هؤلاء الثرثارين.. إنهم أسوأ من تستضيفه المجالس..
والثرثار قد لا يضبط نفسه.. فيظل يثرثر حتى يحصل له الكثير من السقطات اللسانية التي تزعجه وتتعبه وتنغص حياته.. لكنه يظل يثرثر ويثرثر ويعجز عن وقف هذه العادة الذميمة حتى لو.. وقع مرات ومرات.
ويقال.. والعهدة على الرواة.. إن الثرثرة والبربرة واللجلجة.. هواية أو ممارسة نسائية.
والثرثار.. يزعج الناس متى كان يقدم برنامجاً إذاعياً أو تلفازياً.. ثم أخذ الحديث عن الضيوف وصار هو المتحدث والمنظِّر.. وترك ضيوف البرنامج مجرد مستمعين.. وترك المشاهد أو المستمع.. تحترق أعصابه.
وقد حضرت قبل سنوات محاضرة.. وكان أحدهم يجلس منتفخاً في المنصة يقدم المحاضر.. فوجدناه يستمر في الحديث لأكثر من نصف ساعة ويستطرد في موضوع المحاضرة ويدخل في ثنايا وتفاصيل الموضوع مما أحرج المحاضر وجعله يردد أكثر كلامه في المحاضرة.. ليتضح لنا بعد المحاضرة.. أن السيد مقدم المحاضرة.. قد طلب من المحاضر صورة من المحاضرة.. ليتمكن من تقديمه بشكل جيد.. ولكنه كان يريد الضحك عليه.. فساق أبرز ما جاء في المحاضرة التي تعب عليها المحاضر أياماً.. بل أشهراً ليجمع تلك المعلومات التي سُرقت في غمضة عين.. وصار المحاضر هو السارق وهو الناقل.. وهو الذي يعيد الكلام.. بينما في الحقيقة هو مبدع الكلام وجامعه.. والثرثار قد لا يقدر على الصمت حتى في المسجد. فهو يتلفت يميناً وشمالاً.. وهنا وهناك من أجل ثرثرة أكثر حتى داخل المسجد.
أما لو «طحت» في ثرثار وأنت تحدثه في الجوال: فاحسب ساعة على الأقل في «ثرثرة وبربرة» وكان الله في عون أذنك وجيبك.. فهو لا يشعر بالوقت ولا يدرك أهميته على الإطلاق.
هل هناك دواء للثرثرة والبربرة؟
هل يمكن أن «يكوى» اللسان مثلاً؟
أو هل يمكن خياطة نصف الفم على غرار خياطة نصف المعدة للذين لا يشبعون؟ أو هل يمكن وضع جهاز مثل العوامة يغلق أتوماتيكيا متى تحدث لأكثر من ثلاث دقائق؟!
وهل سيفيد في هؤلاء «الترصيص» أو «وزن الأذرعة» مجرد اقتراحات.
|