Tuesday 25th June,200210862العددالثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دفق قلم دفق قلم
أزمة العلاقات الزوجية
عبدالرحمن صالح العشماوي

عدد غير قليل من البرامج الإذاعية والتلفازية، والمقالات الصحفية، والنشرات والكتب، والمحاضرات والندوات، والأشرطة الصوتية والمرئية والأقراص المدمجة وغير المدمجة، والمواعظ، والخطب، كلُّها تتحدث عن المشكلات الزوجية، ومظاهر الخلافات العميقة وغير العميقة بين الأزواج، متناولة بالتحليل والدراسة أسباب تلك المشكلات، وأنواعها، مجتهدة في طرح أنواع من الحلول، ووسائل العلاج، وطرائق الإصلاح، ولكنَّ الحقيقة التي تظلُّ هي الأبرز والأهم تتمثَّل في تضخّم هذه المشكلات الزوجية وانتشارها في المجتمعات المسلمة بصورة مخيفة.
لماذا هذه الأزمة في العلاقات الزوجية؟
الإجابات التي تُطرح من قبل العلماء والتربويين والأطباء النفسيين، والدعاة والمصلحين تشير إلى عددٍ من الأسباب، منها ما هو تربوي، ومنها ما هو نفسي، ومنها ما هو اجتماعي أو اقتصادي، أو أخلاقي، ومنها ماله علاقة بالمسكرات والمخدرات، أو بالانحرافات السلوكية عند بعض الأزواج والزوجات.
ولا نزال نرى يومياً طرحاً لهذه القضية، ومحاولة للبحث عن مخرجٍ منها، ومع ذلك يظل السؤال المهم ملوِّحاً بعلامة الاستفهام الكبيرة:
لماذا هذه الأزمة في العلاقات الزوجية؟
لماذا تنشب الخلافات العنيفة بين الزوج وزوجته؟
لماذا يضرب الزوج زوجته بصورة مخيفة لا تصدر إلا من قلبٍ أصبح جماداً أو أشدّ من الجماد؟
لماذا يهين الزوج زوجته أمام الأبناء، وأمام أهله وأهلها، بل ربما أهانها أمام الأصدقاء والجيران، وربما أمام الغرباء؟
لماذا يسبُّ الرجل زوجته ويلعنها؟
لماذا يبخل عليها، ولا يلتفت إلى مشاعرها وعواطفها، ولا يَفْطَن إلى خَفَقان قلبها، ونظرات عينيها، وتمتمة شفتيها؟
لماذا يعدّ الزوج زوجته من سَقْط المتاع؟
ومن جانبٍ آخر.. لماذا تعاند بعض الزوجات أزواجهنَّ؟
لماذا يقصِّرن مع سبق الإصرار في حقوقهم؟
لماذا لا يلتفتن إلى إشباع عواطفهم ومشاعرهم، ولا ينظرن إلى رسائل عيونهم التي تبوح بما في قلوبهم؟
لماذا تطمع الزوجة في مال زوجها فلا ترضى إلا إذا منحها ما تريد؟
لماذا تعتني الزوجة بزينتها عندما تريد الخروج من منزلها وكأن زوجها من أبعد الناس عن حقِّه المشروع؟
لماذا تتجرأ بعض الزوجات على سبِّ الزوج وشتمه، وإذاعة اسراره، ونشر أخباره بين العالمين؟
أسئلةٌ مثيرةٌ مقلقة عن أسباب هذا الموضوع الخطير.
ألسنا مسلمين نعرف ما شرع الله سبحانه وتعالى من الحقوق والواجبات؟
ألم يرسم لنا الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في حياته الزوجية قائلاً: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».؟.
لماذا لا يكون للدين أثر قويٌّ واضح في حياتنا الزوجية؟
لماذا لا نكون قدوة للآخرين في هذا الجانب المهم من حياة البشر؟
إلى متى سنظلُّ مستسلمين لهذا المرض الاجتماعي الفتّاك؟؟
إشارة:


لا تسلني فكم سؤالٍ عظيمٍ
مات في مهده ومات الجوابُ

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved