استقبل رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي بتونس أمس صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير ورئيس مؤسسة الفكر العربي الذي يزور تونس حاليا.
وقال سموه في تصريح صحفي عقب اللقاء «لقد تشرفت بزيارة ولقاءالوزير الأول وتحدثت لمعاليه عن مؤسسة الفكر العربي وعن أهدافها وعن أغراضها و برامجها ووجدت من معاليه كل ترحيب بالفكرة وكل تشجيع لها».
وأضاف سموه انه سلم لرئيس الوزراء كذلك رسالة توضيحية عن مؤسسة الفكر العربي لفخامة الرئيس زين العابدين بن علي.
كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بعدد من رجال الأعمال التونسيين.
وقد قدم مدير عام وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي التونسي عبد السلام منصور لسموه عرضا مفصلا حول مناخ الاستثمار في تونس أوضح فيه ان الاستثمار السعودي في تونس يأتي في مقدمة الاستثمار العربي مشيرا إلى ان حجم الاستثمار بلغ حوالي 532 مليون دينار تونسي كما ان المشاريع الاستثمارية السعودية بلغت 37 مشروعا من بينها 17 مشروعا في المجال السياحي وأضاف ان هذه المشروعات أوجدت ستة آلاف وثمانمائة فرصة عمل.
كما استمع سموه خلال اللقاء إلى عدة مداخلات من رجال الأعمال حول التعاون الاستثماري بين المملكة العربية السعودية وتونس.
من جانب آخر، أعرب أمير منطقة عسير رئيس مؤسسة الفكر العربي عن سعادته ان يأتي توقيع باكورة اتفاقيات مؤسسة الفكر العربي مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الالكسو» معربا عن أمله في ان تكون الاتفاقية طالع خير للطرفين.
وأوضح سموه في كلمة ألقاها عقب التوقيع على اتفاق تعاون بين منظمة الالكسو ومؤسسة الفكر العربي ان المؤسسة كانت فكرة ثم تبلورت إلى ان أصبحت حقيقة بفضل مجموعة من رجال ونساء الأمة العربية الذين قرروا أن يسهموا بمالهم وبجهدهم في تطوير الشأن العربي عن طريق الثقافة والفكر.
وأضاف سمو الأمير خالد الفيصل ان المؤسسة تعمل في تكامل وتنسيق مع المنظمات العربية الحكومية و الأهلية من أجل النهوض بالثقافة العربية مشيرا إلى ان المؤسسة تتعاون مع الالكسو حتى قبل توقيع الاتفاق في مجال تكريم الرواد وتشجيع المبدعين ورعاية الموهوبين.
وتطرق سموه إلى المؤتمر الأول الذي ستعقده المؤسسة في القاهرة في اكتوبر القادم إن شاء الله مشيرا إلى ان المؤسسة تعتزم عقد مؤتمر كل عام لرجال الفكر والعلوم المختلفة الذين سيجتمعون تحت سقف واحد ويناقشون قضايا الأمة بكل حرية و بأسلوب حضاري و هادئ وعلمي وسوف ينتقل هذا المؤتمر من بلد عربي إلى بلد آخر حسب طلب البلدان العربية لإقامة هذه المؤتمرات فيها.
وأضاف سمو الأمير خالد الفيصل ان المنظمة تعمل حاليا على تشكيل فريق عمل من أعضاء المؤسسة والمفكرين وأصحاب الاختصاص للرد على الهجمات التي يتعرض لها العالم العربي والإسلامي.
كما ستعمل المنظمة على إصدار كتاب سنوي يعرض أحوال الأمة العربية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والرياضية.
وأشار سموه إلى ان مؤسسة الفكر العربي تسعى إلى طرح خطاب عربي جديد يرتكز على الصدق والمصداقية وينطلق من البحوث والدراسات ومن إعمال العقل.
وتطرق سمو الأمير خالد الفيصل إلى مسألة تمويل مشروعات المؤسسة بقوله إن مجموعة من الميسورين العرب قرروا إيداع وديعة لدى هذه المؤسسة تعتبر رأس مال تستثمر ويصرف من ريعها فقط على الأنشطة الثقافية للمؤسسة مضيفا انه لو توقفت المؤسسة لأي سبب من الأسباب لا سمح الله تعود الوديعة لأصحابها كما هي دون ان تمس حيث لا يصرف إلا من ريعها فقط.
وعبر سموه عن تشرفه بخدمة الوطن العربي من خلال مؤسسة الفكر العربي واعتبر سموه ذلك تحديا ومسؤولية كبيرة مضيفا ان الأمل معقود على مواهب الأمة العربية وعلى تحديها للواقع مشيرا سموه إلى هجمات شرسة على هويتنا وعلى ديننا.
وأضاف ان أحداث 11 سبتمبر كانت مؤشرا كبيرا لما سيواجهه المجتمع العربي من تحديات في السنوات القادمة مشيرا في هذا الإطار إلى ان المؤسسة قد أنشئت قبل الحادى عشر من سبتمبر.
وأوضح سمو الأمير خالد الفيصل ان المؤسسة ليست بديلا ولا منافسا لأي مؤسسة أخرى أو منظمة في العالم العربي وإنما هي رديف لكل الأعمال الخيرة في مجال الثقافة وعامل تكامل وتوفيق بينها وبين باقى المؤسسات والمنظمات التي تعنى بالشأن العربي داخل الوطن العربي وخارجه.
وقد أشاد مدير عام الالكسو الدكتور المنجي بوسنينة في كلمة قبل ذلك بالمبادرة الرائدة التي اتخذها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بإنشاء مؤسسة الفكر العربي لتكون منارة للنهوض بالثقافة العربية وأداة لتشجيع المبدعين وملتقى للمثقفين والمفكرين العرب يتداولون من خلاله قضايا أمتهم تطلعا إلى مستقبل أفضل لها وإلى مكانتها بين الأمم تليق بماضيها المجيد.
وكان سموه قد وقع مع منجي بوسنينة اتفاق تعاون بين منظمة الالكسو ومؤسسة الفكر العربي تضمن 11 بندا تهم التعاون والتنسيق بين المنظمة والمؤسسة في مجالات اختصاصهما.
ونصت الاتفاقية على التعاون في مجالات عملهما وخاصة مجال الثقافة والفكر والتربية والعلم والاتصال وكل ما ينطوى على أهمية مشتركة لهما كما نصت على ان يضطلع الطرفان بتأمين الترتيبات اللازمة لتبادل المعلومات والوثائق المتعلقة بالموضوعات ذات الأهمية المشتركة.
وتطرقت الاتفاقية إلى ضرورة تجنب ازدواج العمل في جمع وتحليل ونشر وتوزيع البيانات الإحصائية وغيرها من البيانات المناسبة ونصت على ان يعمل الطرفان على تنسيق جهودهما لضمان الانتفاع الاكمل بالبيانات الموجودة لديهما أو التي يقومان بجمعها على الوجه الأكمل.
كما نصت الاتفاقية على انه بامكان سمو رئيس مؤسسة الفكر العربي ومعالي مدير عام المنظمة الاتفاق على ترتيبات مكملة لهذا الاتفاق في ضوء الأعمال التنفيذية للاتفاقية.
ونص الاتفاق على جواز ان يطلب أحد الطرفين من الآخر تقديم معونة لإجراء دراسة فنية لموضوع من الموضوعات التي تهم عمله وعلى امكانية ان يحيل الطرفان عند الاقتضاء جميع الموضوعات ذات الأهمية إلى لجان مشتركة لدراستها والعمل على تنفيذها.
وقد تم منح سمو الأمير خالد الفيصل الميدالية الذهبية الممتازة للثقافة العربية وذلك تقديرا من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للخدمات الجليلة التي قدمها سموه في مجال العمل الثقافي بوصفه أميراً لمنطقة عسير ومؤسساً لمؤسسة الفكر العربي.
وقام بتسليم الميدالية لسموه الدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
هذا وقد غادر سموه تونس أمس في ختام زيارة استمرت يومين.
| 
