* متابعة: إدريس الدريس - محمد العيدروس - عبدالرحمن المصيبيح - مبارك أبو دجين:
شدد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، على مكانة العلاقات السعودية البريطانية، نافياً أن يؤثر مستقبل المواطن البريطاني في الرياض في مسيرة هذه العلاقات.
وقال سموه ل«الجزيرة» يجب التفرقة بين العلاقة الحكومية وبين الهجوم الذي تشنه بعض الصحف البريطانية ضد بلادنا.
وعلق سموه على سؤال عن امكانية تعامل المملكة بالمثل مع الدول التي اتخذت اجراءات احترازية بحق المواطن السعودي الذي يرغب في زيارتها.
وقال.. إن مكارم الأخلاق وإسلامنا وديننا تمنعنا من أن نقابل الشر بالشر.
وفيما يلي نص اجابات سموه عن أسئلة «الجزيرة» ووسائل الإعلام المختلفة:
* سمو الأمير بعض الدول اتخذت اجراءات احترازية ضد المواطن السعودي عند رغبته الحصول على فيزا سياحية لزيارتها. ألا ترون أنه يجب التعامل معهم بالمثل؟
- مكارم الأخلاق وديننا وإسلامنا وعقديتنا تمنعنا أن نقابل الشر بالشر.
بالعكس نحن في المملكة يهمنا هذا الشعب الكريم وبعده الشعب العربي والإسلامي ونخدمهم.
* سمو الأمير سلطان.. ألا تخشون أن يؤثر مقتل المواطن البريطاني يوم الخميس الماضي اثر حادث الانفجار في العلاقة بين المملكة وبريطانيا؟
- أحب أن أوضح ما ذكرته بالأمس هنا .. هناك فرق بين العلاقات الحكومية بعضها مع بعض وبين الهجوم الذي يشن على بلادنا ظلما وزوراً من بعض الصحافة البريطانية.
وأقول.. إن العلاقات بين الدولتين لا تتغير بأي حال من الأحوال، بل تزداد عمقاً وتعاوناً منذ قديم الزمان.
* عقب رعاية سموكم الكريمة لاحتفال مدارس المملكة هذه الليلة ماهي الانطباعات التي يحملها سموكم بهذه المناسبة؟
- سمو الأمير الوليد بن طلال ابن بار لهذا الوطن وقدم جهداً كبيراً يشكر عليه.
وأقول مرة أخرى من كان يحب أبناءه وبناته فليدخلهم في هذا المكان في مدارس المملكة، باعتبارها مستوفاة لجميع الشروط.
* وما هي كلمتكم - سمو الأمير سلطان - لرجال الأعمال للاقتداء بما قام به سمو الأمير الوليد بن طلال؟
- رجال الأعمال في بلادنا فيهم الخير والبركة، وأرجو أن يكون سمو الأمير الوليد بن طلال قدوة حسنة لهم، وهم مخلصون لبلادهم بإذن الله.وسنرى منهم مثل هذا الصرح وغيره.
* فيما يتعلق - سمو الأمير سلطان - بالمتهمين السعوديين الموجودين في المغرب حالياً. هل هناك نية لاستعادتهم؟
- لا نود أن نستبق الاحداث ولننتظر ما يصل إليه الإخوة في المملكة المغربية الشقيقة الذين هم محل ثقة الجميع ولا اعتقد أن هناك لجان تحقيق تشارك من المملكة لان هناك الكفاية والثقة لدينا.
* يرى البعض ضرورة أن يكون هناك ناطق رسمي باسم المملكة وخاصة بعد تزايد الادعاءات الغربية على المملكة عقب احداث 11 سبتمبر؟
- سبق وصدر قرار من سيدي سمو ولي العهد ان معالي وزير الإعلام هو المتحدث بما يصدر من مجلس الوزراء وسمو وزير الداخلية يتحدث باسم امن البلاد وسمو وزير الدفاع يتحدث باسم ما يتعلق بالقوات المسلحة وأمن المملكة الخارجي وسمو وزير الخارجية متحدث مسؤول عن السياسة الخارجية، والأمور منظمة - ولله الحمد- بما يجب أن تكون عليه المملكة.
* سمو الأمير سلطان.. الإعلام الغربي يتحدث عن المملكة وراء كل حادث فما هي كلمتكم للاعلام البريطاني في هذا الصدد؟
- على كل حال أنا قلت بالأمس جملة والآن ارددها وأقول اليوم ان الاقلام السيئة لن تتردد في مهاجمة أي بلد إسلامي وعربي مستقر.
وسألت بعض الأصدقاء قبل فترة؟
أنتم اصدقاء وتعملون في الإعلام الغربي فلماذا الهجوم على دولة صديقة لكم ومصالحكم معها كبيرة؟
فقال: نحن لا نشتمكم.. يشتمكم شخصيتان فريدتان الصهاينة ومن أنتم تحسنون إليه، من حسدهم وحقدهم على أمن البلاد ورخائها.
فان كنتم مثل غيركم من الفوضى والاضطراب لا أحد يحسدكم.
أما الآن فأنتم محسودون فتحملوا ما يأتيكم.
نحن نتحمل ازر منافع شعبنا وبلدنا ووطنا وما فيه خيرات وسنتحمل كل اذى يأتينا والمسلم يتحمل كل شيء.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام قد رعى مساء أمس الأول الحفل الختامي لمدارس المملكة وتكريم الطلاب المتفوقين والموهوبين في المدارس للعام الدراسي 1422/1423هـ وذلك بمقر مدارس المملكة في الرياض.
وكان في استقبال سموه بمقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة شركة مدارس المملكة ومعالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وأعضاء مجلس الإدارة المساهمين في المدارس.
ولدى وصول سمو النائب الثاني قدم طفل وطفلة باقتي ورد لسموه ثم استمع من سمو الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز لشرح على مجسم للمدارس.
بعد ذلك بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقت الطالبة نوف بنت عبدالله بن مساعد آل سعود كلمة الطلبة رحبوا فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والحضور وعبروا عن سعادتهم بهذه المناسبة.
ولفتوا النظر إلى ان هذا العام هو الثاني لمدارس المملكة مبرزين ما وفرته المدارس من امكانيات في ظل جهود متميزة من وزارة المعارف لتطوير التعليم والرقي بالمسيرة التربوية.
عقب ذلك شاهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والحضور عرضا وثائقيا مصورا عن مدارس المملكة.بعده أدت مجموعة من الطلاب نشيدا بعنوان «رسالة محبة» ثمأالقيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة.اثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز كلمة عد فيها رعاية سمو النائب الثاني للحفل الختامي للمدارس لفتة أبوية حانية من سموه وإيمانا منه بأن المواطن هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع وثمرة من ثمار التواصل بين الأب وأبنائه وبين القائد وجنوده وبين ولي الأمر والبراعم من أبناء شعبه.وأبرز سموه جهود مدارس المملكة في سبيل إعداد النشء وبناء الإنسان وقال «نؤكد لسموكم إن مدارس المملكة بما أرسته من مناهج وأساليب تربوية متطورة تتجاوز كل أشكال التعليم النمطي وكصرح تعليمي حديث يتخذ من الإنسان السعودي غاية ومن العلم وسيلة.. نؤكد انها نهضت بأمانتها وأدت رسالتها إيمانا بأهمية العلم».وأضاف سموه قائلا «ها نحن نحصد الثمرة الأولى لما غرسته المدارس وما تولته بالرعاية على مدار العام الدراسي.. فأنتجت جيلا مؤمنا بربه واعيا بمتطلبات عصره حاملا لمشاعر التنوير داحضا للمفاهيم المغلوطة التي ألصقت بالإسلام.. مؤكدا للعالم ان المسلمين دعاة بناء وإعمار لا دعاة هدم ودمار».وأكد سموه في هذا السياق أهمية بذل المزيد من الجهد والمال في سبيل إعداد الإنسان السعودي لمواكبة مسيرة التقدم وركب الحضارة وتسليحه بالعلم وتحصينه بالعقيدة الصحيحة ليكون سباقا للرقي.ونوه بالجهود إلى يبذلها سمو النائب الثاني بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله في إحداث الاصلاحات الحكومية والإدارية وعدها شاهدا على حب سموه لوطنه ومواطنيه وتأكيدا لرغبة حكومتنا الرشيدة بتبوء المملكة المكانة اللائقة بها بين دول العالم المتقدمة.وقال سموه «لقد تم انجاز الكثير للوطن والمواطن لكن الشعب مثل القيادة مازال يطمح إلى المزيد.. فرئاستكم للجنة الإصلاح الإداري تجعلنا نصبو إلى مزيد من الإصلاحات الإدارية.. وان المواطنين يؤيدون تصريحات سموكم الكريم بوجود بعض الركود في بعض الإدارات والكل يتطلع إلى التغييرات والتعديلات التي ستقترحونها قريبا.. كما اننا نصبو لتهيئة المناخ لجلب الاستثمارات السعودية من الخارج وإعادتها إلى أرض الوطن في ظل تسابق دول العالم على تذليل العقبات وجذب المزيد من الاستثمارات وهذا لن يتم إلا بإجراءات حازمة وتغييرات جذرية ضمن خطة شاملة تضمن فتح المزيد من المجالات لاستيعاب رؤوس الأموال العائدة وذلك بالمضي قدما في برامج الخصخصة وايجاد أوعية اقتصادية كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية».ونوه سمو الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز باهتمام الدولة بتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين والمواطنات مؤكدا دور القطاع الخاص في إتاحة الفرصة للمواطن السعودي للحلول محل العمالة الوافدة ودور الحكومة في توجيه برامج التدريب المهني والتأهيل الميداني لمواكبة حاجة سوق العمل.ورأى سموه ان الإصلاح الاقتصادي والسيطرة على المصروفات والالتزام ببنود الموازنة العامة تشكل روافد لدفع الاقتصاد إلى الأمام وتساعد على زيادة الثقة في مناخ الاستثمار.وأبرز المكانة التي تتبوؤها المملكة بثقلها الإسلامي والعربي سياسيا واقتصاديا بما يحفظ لها مكان الريادة في المجتمع الدولي اقليميا وعالميا.اثرها قدم مجموعة من طلاب المدارس أوبريتاً بعنوان «مواطن الرايات».بعد ذلك كرم سمو النائب الثاني الطلبة المتفوقين والموهوبين في المدارس للعام 1422/ 1423ه ثم تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من سمو الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز.عقب ذلك قام سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز بجولة في المدارس شملت مباني القسم الثانوي وقسم الحضانة والمرافق الرياضية.
وفي نهاية الجولة سجل سمو النائب الثاني كلمة في سجل الزيارات عبر فيها عن سروره برعاية الحفل الختامي لمدارس المملكة وتكريم أبنائه وبناته المتفوقين والمتفوقات واصفا مدارس المملكة بالصرح التعليمي الشامخ شموخ هذا الوطن.
وأثنى سموه على ما تقوم به المدارس من خطوات مدروسة نحو المستقبل إلى جانب حرصها على تطبيق أحدث الأساليب التعليمية والوسائل التربوية وبرامج اللغات المتقدمة والتزامها بالمنهج الإسلامي ومراعاتها للتقاليد الوطنية العريقة للمجتمع السعودي متمنيا للمدارس ومنسوبيها كل نجاح وتوفيق.
ثم غادر سموه مودعا بالحفاوة والتكريم.وحضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن وأصحاب السمو الملكي الأمراء وعدد من المسؤولين وأولياء امور الطلاب.
|