تحقيق - وسيلة محمود الحلبي
تقول أ.هدى النعيم: من الطبيعي ان يكون هناك بعض المعوقات والصعوبات التي تواجه المرأة في استثماراتها ولكن أعتقد ان هذه المعوقات لا تشكل عائقاً أو يترتب عليها أضراراً جسيمة في تفعيل الاستثمارات النسائية على سبيل المثال: هو صعوبة متابعة المرأة لعملها الاستثماري مع الجهات المختصة مما يضطرها إلى الاستعانة بالوكيل لمتابعة كافة المعاملات مع الجهات المختصة وذلك لعدم توفر أقسام نسائية في تلك الجهات، أيضاً يكون هناك نقص في المعلومات عن الفرص الاستثمارية المتاحة مثلاً بالنسبة للآثار والمعالم والمناطق السياحية الداخلية أو ماهو موجود في بلادنا من أجل تحسين الوعي الثقافي بالسياحة الداخلية وفتح فرص قنوات استثمارية في تلك المجالات.
أيضاً قد يكون هناك تهميش في دور سيدات الأعمال في المشاركة في اعداد الدراسات والأبحاث والتخطيط في المجالات الاستثمارية الحكومية والخاصة كالمشاريع الترفيهية الترويحية الخاصة بالأسرة والطفل مع أنها تشكل النصف الآخر للأسرة وهي أعلم باحتياجات المرأة والأسرة الترويحية.
أيضاً قد يكون من المعوقات التي تواجه الاستثمار بصفة عامة ما يتعلق بالبنية التحتية المتوفرة حالياً من حيث وسائل وسرعة الاتصال وخاصة بالنسبة للتعاملات البنكية والاستثمار في مجال تقنية المعلومات كالانترنت بالإضافة إلى جهل المستثمر للمعلومات التقنية الحديثة ومن المعوقات أيضاً الافتقار إلى البرامج والدورات التدريبية المكثفة لتنمية مستوى المهارات والكفاءات المهنية والاستثمارية.
- وتقول أ.عواطف عيسى: من الطبيعي ان يكون هناك عقبات أمام المرأة في الدخول إلى عالم الاستثمار وتجعلها تفضل إيداع أموالها في الحسابات الجارية وتجميدها لفترات طويلة ويمكن الإشارة إلى ثلاثة عوامل رئيسة تحد من دخول المرأة في عالم الاستثمار هي: المسؤوليات الاجتماعية من رعاية الأسرة ومتابعة الأبناء والتفرغ لبعض الوقت لأداء عملها إذا كانت موظفة، ولهذا تشعر المرأة دائماً ان لديها صعوبة في إدارة وقتها والتفكير المركز في قضايا اقتصادية واستثمارية والمتابعة المستمرة التي تتطلبها مثل تلك الأعمال.
- قلة الخبرة وضعف الثقافة الاستثمارية وضعف المتابعة للتطورات الاقتصادية نتيجة عدم وجود رصيد ثقافي اجتماعي اقتصادي كبير في دخول المرأة في مجال التجارة والأعمال والتي كانت من نصيب الرجل تاريخيا واجتماعياً.
وهذا الوضع أدى إلى عدم توفر الثقة الكافية للمرأة في اتخاذ القرارات الاستثمارية الحاسمة والتي تتسم أحياناً بالمخاطرة وسرعة اتخاذ القرار وتحمل نتائجه سواء بالربح أو الخسارة وعدم توفر الآليات المناسبة لحفز المرأة للدخول في عالم الاستثمار وفي نفس الوقت تجنبها كثيرا من المحاذير الشرعية والاجتماعية مثل الاختلاط والسفر دون محرم وغيرها، ولهذا فإن توفر مؤسسات عادة تكون مهمتها توظيف مدخرات النساء في قنوات استثمارية مشروعة ومربحة ودون ان يكون هناك حاجة للمتابعة المستمرة من جانب المرأة سوف يساهم في تشجيع المرأة على الدخول في مجال الاستثمار وتحريك أرصدتها المجمدة.
* المحور الرابع: ماهي العوامل المساعدة على تحفيز المرأة للاستثمار؟
- تقول الدكتورة هند آل الشيخ:
من العوامل المساعدة البنوك: فإن قطاع البنوك يجب ان يكون له دور فاعل في تنشيط الحركة الاستثمارية بين النساء في اقتصادنا المحلي من خلال التوسع في الخدمات المصرفية بحيث تتعدى النشاط التقليدي إلى خلق الأسواق والعملاء أي المساهمة في اكتشاف الفرص الاقتصادية ودراستها وتحديد المشروعات الجديدة التي يمكن إقامتها وترويج هذه المشروعات وذلك يدخل ضمن النشاط التسويقي لخدمات البنوك الاستثمارية.
- وتقول أ.أمل العليان: العوامل المساعدة على تحفيز المرأة للاستثمار وجود مجالات استثمارية ملائمة للمرأة منها: الاستثمار في تصنيع الحلويات والأغذية والملابس والمجوهرات والديكور وغيرها من المجالات التي تبدع فيها المرأة. إلاّ أننا نجد ان هناك بعض المجالات غير المتاح للمرأة الاستثمار فيها رغم ملاءمتها للمرأة وهذا ما نطالب المسؤولين والجهات ذات العلاقة إعادة النظر فيه والسماح للمرأة بالاستثمار فيها.
- وتقول أ.هدى النعيم: العوامل المساعدة على تحفيز المرأة للاستثمار.. أقول بما ان المرأة تمتلك الوعي الاقتصادي الذي يؤهلها للدخول في مجال الاستثمار فإنها قادرة على الاستثمار في العديد من المجالات الاستثمارية وتحقيق مردود مادي ومعنوي يعد هو العامل الرئيس في تحفيز المرأة للاستثمار والمشاركة في رسم الخطط والبرامج الاستثمارية.
كما ان قيام الهيئة العليا للتطوير والسياحة سوف يساعد على تشجيع القطاع الخاص بصفة عامة على المشاركة في الاستثمار السياحي بكافة المجالات.
ولايخفى على الجميع ان هناك اهتماما من قبل حكومتنا الرشيدة من خلال الخطط التنموية بتفعيل دور القطاع الخاص في المجالات الاستثمارية والتركيز على الاستثمارات السياحية وقد أصبح لدى المرأة السعودية وعياً واهتماماً بتنمية الموارد المالية والاستثمارية والتوزيع في المجالات الاستثمارية للتقليل من درجة المخاطرة.
ويلعب الإعلام دوراً كبيراً في تشجيع وتحفيز الاستثمارات النسائية وتزويدهن بالمعلومات الصحية والفرص الاستثمارية المتاحة.
* هل امتلكت المرأة الوعي الاقتصادي الذي يؤهلها للدخول في مجال الاستثمار؟
- تقول الدكتورة هند آل الشيخ: أعتقد ان المشكلة هنا ليست غياب وعي بقدر ماهو عدم ادراك للبدائل المتوفرة والخوف من الخوض في تجارب استثمارية خاسرة.
- أما أ.أمل العليان فتقول: نعم تمتلك المرأة الوعي الاقتصادي الذي يؤهلها للدخول في مجال الاستثمار الخاص، فالبعض منهن يمتلك الموهل العلمي الملائم والبعض الآخر يمتلكن الخبرة الجيدة لاختيار المجالات الاستثمارية الملائمة مما يساعد على إنجاح مشروعاتهن الاستثمارية إلاّ أنهن بحاجة كما اسلفنا إلى تسهيل الاجراءات اللازمة والعمل على إزالة العقبات أمامهن.
- وتقول أ.هدى النعيم: المرأة أصبحت تدرك أهمية دورها وتأثيره في المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحضارية في بلادنا، فحرصت كل الحرص على جمع المعلومات واكتساب المهارات الفنية والتقنية والحصول على العديد من الدورات التدريبية لتنمية وصقل مهاراتها الاستثمارية وتحسين معلوماتها بصفة عامة.
- وتقول أ.عواطف عيسى: إن المرأة السعودية تمتلك من الوعي ما يكفيها فهي مثقفة ومتعلمة ولديها خبرات متعددة في شتى المجالات وأصبح لديها الوعي الكامل تقريبا الاقتصادي وإذا كان ينقصها القليل فعليها بالتدريب والبحث والمتابعة والتوفيق لتنمي ثقافتها الاقتصادية وتدخل الاستثمار وتنمي حساباتها المجمدة بقلب قوي.
* ماهي المجالات المتاحة التي يمكن للمرأة الاستثمار فيها:
- وتقول الدكتورة هند آل الشيخ: المجالات المتاحة كثيرة منها المحلات التجارية، المصانع النسائية، الملابس، الألبان، الإنارة، الذهب، الأدوية، ألعاب الأطفال، وغيرها بالإضافة إلى الاستثمار بالسياحة. ولكنها تحتاج إلى دعم القطاعين العام والخاص وتذليل العقبات أمامها لتنجح.
- وتقول أ.أمل العليان: هناك الكثير من الفرص المتاحة منها مصانع الأغذية والحلويات، والملابس والمجوهرات وغيرها الكثير الكثير والمهم ان تتاح لها هذه الفرص وتجد الدعم الكامل لدخولها تلك المجالات بقوة.
- وتقول أ.هدى النعيم: هناك العديد من المجالات والفرص الاستثمارية المتاحة للمرأة للاستثمار وتنمية الموارد فبالإضافة إلى الفرص المعروفة كالاستثمارات العقارية والأسواق المالية وأسواق الأسهم والاستثمار في قطاعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة والاستثمار في الودائع والصناديق الاستثمارية وإنشاء مصانع ومعامل ومشاغل نسائية ومدارس ومراكز للتدريب وفي حال ما إذا تم التسريع بعمليات التخصيص بالنسبة للهاتف والخطوط السعودية وسكة الحديد والموانئ فسوف تفتح أيضا مجالات استثمارية نشطة للأموال والأرصدة النسائية المجمدة، كما ان الاستثمار في الكهرباء والاتصالات وخطوط الطيران العالمية يفتح مجالات استثمارية قوية بالإضافة إلى فتح المجال للبنوك الخارجية للاستثمار داخل المملكة سوف يخلق منافسة حقيقية أمام البنوك الوطنية مما يساعد على تطوير الخدمات وتشجيع الفرص الاستثمارية.
كما ان تهيئة جو استثماري ملائم ولتسهيل العديد من القوانين والاجراءات النظامية سوف يساعد على الاستثمار في انشاء المستشفيات والجامعات الأهلية بالإضافة إلى ما سبق فإن الحديث الآن عن دور الاستثمارات النسائية في مجال المشاريع السياحية كإنشاء الفنادق والقرى والمنتجات السياحية ووكالات الدعاية والإعلان كذلك الفرص الاستثمارية المتاحة دائماً في الأسواق النسائية والمراكز الرياضية والصحية ومراكز التصميم الهندسي والمعماري والمطاعم والشقق المفروشة.
* التوصيات: وتقول الدكتورة هند آل الشيخ:
- لابد من توفير إطار كامل وشامل من المعلومات عن طريق الهيئات الاستشارية المتخصصة والبنوك والغرف التجارية التي يجب توافرها لتقليل دائرة عدم التأكد وفرص الخطأ التي تواجه القرارات الاستثمارية حالياً.
- على البنوك توفير محافظ استثمارية تتوافق مع احتياجات وأهداف المجتمع حيث تحول الأموال الراكدة إلى أموال منتجة تعود على المجتمع بعوائد اقتصادية وذلك لن يتم الاّ عن طريق تحديد احتياجات العميلات وتقييم قدراتهن المالية ومن ثم تعميم مزيج من الخدمات المصرفية الاستثمارية التي تكفل إشباع هذه الاحتياجات بفاعلية.
- إنشاء صناديق استثمارية ذات حدود منخفضة للاكتتاب بحيث تشجع النساء على المشاركة وبمدخرات بسيطة.
- توفير كم هائل من المعلومات والبيانات عن الخيارات الاستثمارية المفتوحة أمام المرأة باختلاف مستوى الادخار.
- إنشاء جهة حكومية موحدة تعنى بتنمية المشروعات الصغيرة مع التركيز على المشاريع التي تنمي فرص عمل المرأة وتسمح لها بممارسة دورها الاقتصادي ضمن الأطر الشرعية والاجتماعية.
* وتوصي الاستاذة هدى النعيم:
- بضرورة تشكيل مجلس استشاري نسائي من مجموعة من سيدات الأعمال، والمختصات في مجالات الاستثمار والحاسب الآلي والتدريب لتفعيل الاستثمارات النسائية وتوفير فرص استثمارية كافية واعداد برامج تدريبية مناسبة.
- تسهيل متابعة المعاملات لدى الجهات المختصة ووضع خطط وبرامج للتدريب والتطوير للمهارات الاستثمارية وخلق مناخ استثماري آمن.
- اعداد دراسات للجدوى الاقتصادية وبحوث علمية لإقامة مشاريع انتاجية نسائية، ومراكز انتاج للأغذية والمشغولات الذهبية والفنية.
- التنسيق والتخطيط والمتابعة والرقابة للإدارات والأقسام النسائية.
- دراسة الاستفادة من تطوير تقنية المعلومات ووسائل نقلها في إيجاد فرص استثمارية مع توفير بيئة استثمارية ذات مخاطرة معقولة.
- العمل على إيجاد قاعدة بيانات بالفرص الاستثمارية المتاحة للمرأة.
- إعداد الاحصائيات والتقارير الدورية بإنجازات الهيئة الاستشارية النسائية.
- التنسيق مع الهيئة العليا للتطوير والسياحة لتفعيل مشاركة المرأة في تنظيم المهرجانات السياحية النسائية واعداد البرامج والدراسات والأبحاث التي تهدف إلى تنشيط السياحة الداخلية وتطوير هذا المجال.
- التنسيق مع الجهات الإعلامية في تسليط الضوء على المجالات والفرص الاستثمارية المتاحة بالمملكة واعطاء صورة واضحة عن المجالات الاستثمارية والمردود المادي والمعنوي وكيفية التعامل مع المعطيات الجديدة والتغلب على المعوقات.
- تقديم الاستشارات الاستثمارية والتنسيق مع البنوك في إدارة الاستثمارات من خلال الشراء أو البيع أو المساهمة أو الاكتتاب وتقديم المشورة الدائمة وتقديم القروض الميسرة.
- استقطاب الكفاءات النسائية في مجالات الإدارة والتسويق للتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة والمستقبلية وكيفية التعامل معها مع محاولة التنسيق بين سيدات الأعمال وتوجيه استثمارات جماعية لانشاء المشاريع الضخمة التي تستلزم مبالغ مالية طائلة ودراسات وبحوث اقتصادية دقيقة.
|