Tuesday 25th June,200210862العددالثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نافذة على الإبداع نافذة على الإبداع
الدبيسي في نقده للشعرية المعاصرة:
تجربتنا الشعرية حققت حضورها الجميل في الذهن
إعداد: ع.ش

الزميل الناقد محمد الدبيسي له تجربة كتابية متميزة تلاحق الطرح الابداعي ولاسيما الشعري منه، في وقت تتواصل طروحاته حول الحركة الأدبية والفكرية حتى تجلت إسهاماته في هذا الإصدار الجديد «الشعرية المعاصرة» رؤية نحو الإبداع الشعري المحلي والذي صدر هذا العام عن النادي الادبي بالمدينة المنورة وهو آخر إصدارات الناقد الدبيسي.
وحول هذه التجربة النقدية كان لنا معه هذا الحوار من خلال زاوية «نافذة على الإبداع» للتعرف على عوالم هذه المقاربات النقدية التي حوتها أعطاف هذا الكاتب ليأتي الحوار على هذا النحو:
* الاستاذ محمد الدبيسي.. ومن خلال إصدارك النقدي الجديد «الشعرية المعاصرة».. هل تراك وضعت أصابع النقد على حقيقة ما يعتور طريق الشعر لدينا..؟
ليس ثمة - في نظري - «ما يعتور طريق الشعر لدينا».. إذا ما كان معيار قراءاتنا الشعرية.. الشعر.. واللاشعر.. فمن يقدمون أنفسهم كشعراء يمرون بالمسافة الفاصلة في ذهن المتلقي .. وبصيرته .. وأعتقد أن تجربتنا الشعرية.. تحفل ومنذ الثمانينيات .. بأسماء مهمة.. شكلت مشهدنا الشعري عبر إنتاجها.. وحققت حضورها الحقيقي.. الذي يستدعي القراءة مثلما.. يشكل في رؤيته .. سمات تنوع فني ودلالي مهم.
* كتابك الجديد حوى إضمامة لا بأس بها من تجارب شعراء المرحلة.. لكن فيما بينهم حقب ومسافات في التجربة.. كيف نجحت في استلهام تجاربهم..؟
* اسقطت بدءاً.. الحقبة.. والمسافة الزمنية وكان اشتغالي على «ملامح وسمات» التجربة الشعرية.. التي ساهم في تكوينها شعراء من أجيال مختلفة.. وهموم متباينة ورؤى متنوعة.. وعنيت بالمشترك الدلالي في أبعاد تجاربهم.. وفي معادات وجودهم الشعري.. واذا كان ثمة «نجاح» في استلهام تجاربهم فمرده.. إلى ما حاولت أن أستنشقه وأستوعبه في هوية نصوصهم.. مستعيناً بقرب تلك التجارب وتناغم ذلك مع ذائقتي.
على أن «المشترك» الذي أشرت اليه كان نابعاً من حداثة تلك التجارب وتماسها مع الواقع الحياتي.. والثقافي الذي نعيشه.
* أخضعت القصائد الواردة في الكتاب الى ضوء استقرائي - كما تشير المقدمة - هل وجدت بين شعرائك، نماذج الكتاب أي تقارب او تنافر..؟
- التقارب والتنافر.. في النماذج الشعرية الواردة في الكتاب بديهيات تؤصلها طبيعة الشعر.. وتدل على مدى التنوع في مقاربة الشعراء لهمهم الإبداعي وصدقهم في التعامل معه.. والتعبير عنه.. فمن ملامح النص العامة.. إلى شعرية الحالة.. ومنها إلى شعرية الحدث.. ومتغير الذات.. وثوابتها إلى جملة تلك السمات الفنية والدلالية.. التي أشرت إليها ناهيك عن أصالة التجربة لدى عدد منهم وتطور أدائهم الشعري.. للحد الذي يكون مزاجاً فنياً كتابياً يميز كلاً منهم.
* ماهي الخلاصة التي خرجت بها في استعراضك لتجارب هؤلاء الشعراء؟
- لم تكن «خلاصة» بقدر ما كانت بنى وصفية قرائية.. انتهجت رؤية تحليلية في الوصول إلى نتائجها .. مستلهمة بوعيها تطور البناء الفني للقصيدة الحديثة في بلادنا.. ومعنية في تحديد المفاصل الدلالية في اتجاهها الشعري في تجارب أولئك الشعراء.
ولعل مسألة عدم عناية نقادنا بملامح هذه التجربة وواقعها الراهن كان مما يلح عليّ.. ويولد الرغبة القناعية.. بإضاءة جوانب من التجربة ونماذج من الشعراء.. أزعم أن لهم مسارات شعرية تغري بالقراءة .. وتستدعي التأمل والدراسة.
* كيف ترى ملامح القصيدة في المملكة بعد تقديمك لهذا الكتاب للقارىء؟
- ملامح القصيدة في المملكة.. تزيد من مؤشرات أصالة التجربة الشعرية واستيعابها الواعي لهموم الواقع.. واستبصارها للعمق الذاتي في منتجيها .. ولنأخذ مثلاً «محمد الثبيتي» كمثال للنموذج الشعري المكتمل والنقلات النوعية في مستويات تجربته زمنيا و«محمد الألمعي» في ثبات مزاجه الشعري على مسار فني باهر.. في الكتابة الشعرية الحديثة ولنأخذ شعراء الجنوب «جيزان» تحديداً للنموذج المكاني سنجد اكتنازاً إبداعياً لديهم يشمل أطيافاً تشكيلية على مستوى الرؤية ولكنها تعزز من مستوى حضور القصيدة المعاصرة.. وهذا ما يشغلني الآن.. وأحاول دراسته.
* الناقد الدبيسي كيف تصور لنا ما يراه القارىء العربي اليوم من تراجع في الحركة الشعرية؟
- لا أرى دليلاً موضوعياً على ذلك التراجع على الأقل في استعراض إنجازات الشعرية المعاصرة في المملكة.. فالمجموعات تصدر تباعاً من أنحاء الوطن.. لتؤكد حضور الشعر كخط إبداعي تؤسس التجارب على اختلاف مستوياتها من فعالية حضوره.. ولم يمثل الحضور السردي المتمثل في صدوركم لا بأس به من الروايات والمجموعات القصصية في بلادنا تراجعاً في حركة الشعر.. ولا حتى في الساحة الثقافية العربية.. فأتصور أن تزامن الحضور الشعري السردي يدعم رأيي موضوعياً في استقطاب الذائقة المتلقية للتجارب الابداعية على حد سواء دونما تفريق في نسب ذلك الحضور لنوع دون آخر.
* وبعد كتاب «الشعرية المعاصرة» ما الذي تعده للقارىء من رؤى حول هم الإبداع؟ بمعنى هل سيكون للسرد كتاب آخر يا أخانا محمد؟
- اعمل الآن على إعداد مؤلف معني بالحركة الروائية .. والتجارب السردية من خلال قراءة عدة أعمال محلية وعربية ولعل الحضور السردي المكثف في السنوات الأخيرة.. واستيعابه لتحولات ومتغيرات واقعنا المعاش كان سبباً في هذا الاهتمام.. إضافة إلى ما أراه من تطور نوعي في المستوى الفني.. وتخطيه للمباشرة والتقليدية.. وإضاءته لجوانب هامة في الشأن الاجتماعي تاريخياً.. واختراق بعض نماذجه لحجب الذات.. وجدار الآخر.. في الوعي والتفاعل .. سبب في أهمية تلك النماذج.. واقتراب ذلك الهم من مجال دراستي وأتمنى أن أوفق لإنجاز ذلك وتقديمه للقارىء.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved