للسائرين لموتهمْ.. حرفٌ فصيحٌ
سطَّرته دماؤهمْ فوق الترابْ
ولنا الضبابْ
ولنا عيون صامتة... كرحيلهمْ
ولنا عروق ملَّ ما يجري بها
خلف السرابْ..
ولنا ضميرٌ ليس يوقظه العذابْ
جفّت مرايانا التي
تستمطر الأنداء من وجه اليبابْ
طفل توسّد حزنَ أمه،
راحَ يقرأ في كتاب اليُتم عن وعد الرجالْ
إن حاول الليلُ المساس بمشرقٍ
فله الزوالْ
أو فكّر القرصانُ غصبَ نوارسٍ
حتماً سننهضُ هادرينَ
نزفُّ أمواجاً غضابْ
لكن ريحاً من نشيج الأم
تعصفُ بالخرافة والكتابْ
فنَمَتْ على عينيه ألف قصيدة
تستلهم السرَّ المؤرّخَ بالرثاءْ
وعلى مرافئ روحه
أرسى البكاءْ
فبدا يتمتم بالسؤالْ
يا أُمُّ.. أين نوارسي؟
علّ القبيلة لم يبلغها العُبابْ
هل أنصتوا لدوي صوت الفجرِ
من جسد الصبيَّة والفتى؟
أتبلّدتْ أسماعُهمْ..
خوف الملامة والردى؟
والثأرُ مشنوق على خُطب الغياب
فغدت تكبِّرُ للإله..
ثم انثنتْ
قالت توضَّأ- يا بُنيّ- بأدمعي
أقم الصلاة..
أقم الأيادي للغزاة
فعلى مآذن قدسنا
صوتٌ أراهْ
حتى وإن نعق الغرابْ
جازان |