إِلى أُمِّيَ «القُدْسِ»
أُحِسُّكِ في داخِلِي
مثَلَ نَشْوة
وأشعُر أَنّي
بدأتُ أُميطُ رداءَ التَّوجُّسِ عَنّي
وأَبْصُقُ خَوْفِي
فَماذا زَرَعتِ برُوحيَ
ماذا وَشَمْتِ بِكَفّيَ
ما هذه النّغماتُ الأصيلَةُ
تخرِقُ فيَّ سكونَ الدِّماءِ
لتبدأ طاحونةُ النَّزفِ
تُطلِقُ أَسرابَ عَزْفي
أُحِسُّك في داخلي كالأماني
وصَبرِ الصَّحاري
فما عُدتُ أُوْصِدُ عُصفورَ عِشقيَ
ما عدتُ فيكِ أعقُّ نداءَ الأُمومةِ
ما عدتُ أكتمُ لهفي
ثمَّ ضيعتهنَّ سُدَى
غارقاً في ضَحاضيحِ خوفِيَ
من فرطِ ضعفي
جِئتُكَ الآن منها أطُوفُ بوردِ الضَّراعةِ
أَعبِقُ بالنَّدمِ الحُلوِ
أمسحُ بالتوبةِ الإثمَ عن جَبهتِي
بارئاً من غرانيقِ سُخفِي
من جديدٍ أتيتُك يا«قُدسُ»
أشهدُ أنَّك أُمِّي
إذنْ فلماذا يحاكي تضاريسَ جُرحيَ تُربُكْ
لماذَا يغذّي غديرَ شموخي حبُّكِ
لماذا إذا صَرَخَتْ رملةٌ مِنكِ في أَسْرِهَا
من جِرارِ عروقِيَ ينثالُ عَتْبُكْ
فأبصقُ خَوفِي
وأُسْرِجُ حَرفي
وأَدْعُو لِلُقيا مَضَاميرِ أُنشودةِ الموتِ
أوتارَ عُنْفي
ويزرعُه في جوانحِنَا الخُضْر مجداً
هنا في جوانحِ إيمانِنا اليومَ
مليونُ «طفل»
|