Tuesday 25th June,200210862العددالثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نص نص
طَاحُونَةُ النَّزْفِ
ناجي علي حرابه

إِلى أُمِّيَ «القُدْسِ»
أُحِسُّكِ في داخِلِي
مثَلَ نَشْوة
وأشعُر أَنّي
بدأتُ أُميطُ رداءَ التَّوجُّسِ عَنّي
وأَبْصُقُ خَوْفِي
فَماذا زَرَعتِ برُوحيَ
ماذا وَشَمْتِ بِكَفّيَ
ما هذه النّغماتُ الأصيلَةُ
تخرِقُ فيَّ سكونَ الدِّماءِ
لتبدأ طاحونةُ النَّزفِ
تُطلِقُ أَسرابَ عَزْفي
أُحِسُّك في داخلي كالأماني
وصَبرِ الصَّحاري
فما عُدتُ أُوْصِدُ عُصفورَ عِشقيَ
ما عدتُ فيكِ أعقُّ نداءَ الأُمومةِ
ما عدتُ أكتمُ لهفي
ثمَّ ضيعتهنَّ سُدَى
غارقاً في ضَحاضيحِ خوفِيَ
من فرطِ ضعفي
جِئتُكَ الآن منها أطُوفُ بوردِ الضَّراعةِ
أَعبِقُ بالنَّدمِ الحُلوِ
أمسحُ بالتوبةِ الإثمَ عن جَبهتِي
بارئاً من غرانيقِ سُخفِي
من جديدٍ أتيتُك يا«قُدسُ»
أشهدُ أنَّك أُمِّي
إذنْ فلماذا يحاكي تضاريسَ جُرحيَ تُربُكْ
لماذَا يغذّي غديرَ شموخي حبُّكِ
لماذا إذا صَرَخَتْ رملةٌ مِنكِ في أَسْرِهَا
من جِرارِ عروقِيَ ينثالُ عَتْبُكْ
فأبصقُ خَوفِي
وأُسْرِجُ حَرفي
وأَدْعُو لِلُقيا مَضَاميرِ أُنشودةِ الموتِ
أوتارَ عُنْفي
ويزرعُه في جوانحِنَا الخُضْر مجداً
هنا في جوانحِ إيمانِنا اليومَ
مليونُ «طفل»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved